ليس من المروءة ان تبخس حق رجال يخوضون في الرصاص ويفترشون التراب دفاعا عن العراق او حتى عن جزء منه مهما كانت دوافع بعضهم ، مثلما ليس من المروءة ان يسكت المرء عن تجاوزات وانتهاكات كبيرة تصدر من البعض الذي وجد مكانه بين أولئك الرجال اما لانه مندس او ان دوافعا اخرى من ترسبات عراق ما بعد ٢٠٠٣ ، عراق بلا هوية تحرك سلوكه..
والوقوف بين هذين الموقفين ليس مهمة سهلة ابدا في بحر من السعار الطائفي متلاطم ، فالاشادة بوقفة الدفاع التي انتخى لها من انتخى في لحظة انهيار لم يكن يعلم غير الله أين تنتهي لها ثمن ، وتشخيص تلك الانتهاكات الفاجعة على لسان الضحايا والشهود لها ثمن اكبر ، وكل الثمنين اغلى من الاخر ، حين يقع المنصف فريسة بين مخالب المتطرفين من الطرفين هذا يتهمك انك وزير الاعلام او الحرب لداعش وعليك ان تتلقي التبعات وذاك يتهمك انك عميل ايران ومليشياتها ومنفذي سياستها وان كنت لا تنكر انك مع ٥٠٪ من السياسة الايرانية في العراق اصلا !!
الحشد الشعبي حالة استدعتها الضرورة وبفضلها بقي ما تبقى من الدولة لكي تكتمل المسيرة ويعود العراق منتصرا شامخا باْذن الله ، لكنها لن تكون حالة دائمة بديلا عن الدولة ومؤسساتها ، وهي ليست معصومة او أفرادها من الخطا او الوقوع تحت ردات فعل لسلوك إجرامي ترتكبه عصابات داعش في لحظة ما .
دعوات المرجعية المتكررة ودعوات الحكومة المتكررة وتحذيرات الأجهزة الأمنية المتواصلة من ازدياد عناصر الجريمة المنظمة تحت غطاء الحشد واجراءات بعض الفصائل المسلحة بحق العناصر المسيئة خطوات مع انها تستحق الاشادة فعلا لكنها أتت لاحقة على تحذيرات مبكرة اطلقتها رغم اني اعرف خطورة ذلك على سلامتي الشخصية وموقف قوى وطنية مني ، لكني لا زال أقر ان كل تلك الإجراءات ليست كافية مالم يوضع جدول زمني واضح لدمج الحشد نهائيا في مؤسسة الدولة الأمنية والعسكرية ووضمن شروط التكافؤ المذهبي والديمغرافي لكن قبل ذلك لابد من الإعلان عن دائرة او مكتب متابعة تشارك فيه الحكومة وممثلي الفصائل وبإشراف مباشر من المرجعية باعتبار ان لها الفضل في تشكيل الحشد لاستلام ومتابعة اي شكاوى بحق العناصر المتجاوزة لحدود واجبات الدفاع المقدس والجهاد الكفائي ومن اي طرف كانت
أنا شخصيا ستكون لدي اكثر من شكوى على عصابات اجرامية يحركها بعض النفر الضال راجعت مسكني عدة مرات لتهديدي بالويل والثبور ان عدت اليه ..
ويقول البعض لماذا انت في عمان .
