غرقت بغداد مع أول زخة مطر وخاصة " مدينة الصدر" التي يحسدها البعض ظنا منهم أنها مدللة عند حكومة (ام غايب ) وهي بمثابة (الخضراء ) في الزمن الجديد ، لكن طفح المجاري في أول (مطرة) قد كشف المخفي, واتضح إن شبكات المجاري مجرد نكتة ليس في هذه المدينة إنما في عموم مدينة بغداد والتي انفق عليها المليارات ولو أنها استخدمت بنزاهة لتحولت العاصمة إلى دبي الشرق ويقال ذات الشيء عن المحافظات .
وهذا الأمر لم يعد جديدا أو سرا لكن الغريب إن تسكت الحكومة ويصمت البرلمان على هذه الفضيحة التي تتضمن علامات استفهام كبيرة عن مدى وجدوى مشاريع الأعمار ، ولعل السيد الصدر الذي اقترح توزيع أموال النفط على الشعب كان محقا فعلا ، وكان من الأفضل إن تذهب هذه المليارات لجيوب الناس ليعمروا فيها بيوتهم ومدنهم بأيديهم وبدون انتظار إن تمتلئ كافة الكروش القذرة بمال السحت الحرام . لقد كشف المطر الذي تعطلت مع زخته الأولى كل مفاصل الحياة .
لقد غرقت شوارع العاصمة بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت قبل ايام ، ولم تزل حتى اليوم معظم الشوارع مغلقة لوجود كميات هائلة من المياه، يعاضدها الآلاف من القطع الكونكريتية ، وعشرات السيارات المتعطلة بسبب وصول المياه إلى محركاتها ، وإذا كانت المجاري معطلة والشبكة غير مؤهلة ، فهل يقنع ذلك مواطناً عراقياً يعلم جيداً إن أمانة العاصمة خصصت مبالغ طائلة لحديقة تافهة (تحت الجسر ) في حين أنها تعجز عن تخصيص (تناكر) تقوم بسحب المياه الراكدة التي غطت اغلب شوارع العاصمة واطرافها ، وأين كانت امينة بغداد ذكرى علوش وقت هطول المطر وعندما هبت الرياح العاتية وجلبت معها ركاما من الغيوم، والأمطار.
أليس بمقدور أمانة بغداد إن تترك لعبة الضحك على الذقون التي تجيدها بإتقان، وتدع بعض الحدائق لحالها ، وتلتفت إلى المناطق المحترقة، وتترك الشوارع المبلطة أصلا لتلتفت إلى سواها من الأحياء التي تفتقد جميع أنواع الخدمات (ماء ، شوارع، مجاري)، أين مليارات الدولارات التي صرفتها الحكومة على قطاع الخدمات ؟ لا احد يعلم بينما العاصمة تحولت إلى (خرابة) بسبب سياسات البعض.. ألم يحن الوقت لاتخاذ إجراءات حكومية رادعة اقلها إقالة الامينة علوش وبعض الفاسدين وتوقيف مسؤلي امانة بغداد للمرحلة السابقة الذين أجادوا العمل في سرقات كثيرة وكبيرة ومشاريع فاسدة ووهمية لا وجود لها ، ولعبة التفرج على عذابات الناس البسطاء المظلومين. نحن بانتظار زخات مطر جديدة ستكشف لنا بأن ما كان مخفيا حتى الآن هو الأعظم ، وها نحن بانتظار المطر عسى إن يغسل البلاد وينظفها من قاذورات الفاسدين والمفسدين وان الله يمهل ولا يهمل.......
مقالات اخرى للكاتب