زار النجيفي مدينة البصرة وحضر مجالس عزاء عائلة الشيخ الغانم الجبوري اللذين قضوا على ايدي مليشيات غادرة وزار احدى الحسينيات ثم عرج الى زيارة احدى الكنائس وقال كلاما جميلا من ان قتلة الغانم والجبوري لايمكن لنا ان نعدهم من الشيعة ودعا الى لم الصف الوطني كما التقى المحافظ وعدد من المسؤولين في المحافظة ، ومن ثم عرج بطاقمه البرلماني الى منزل المغدور شيخ عشيرة الرفيع ( مرشح التيار الصدري في الانتخابات المقبلة ) الذي اغتيل على ايدي عصابات اجرامية وقال إن الشعب العراقي اقوى من كل المؤمرات وسيتجاوز الفتن وسيفشل المحاولات التي تسعى جاهدة الى تمزيق وحدة صف الشعب العراقي.
بمعنى ان النجيفي كان فعلا في زيارة عمل لاتشم منها رائحة الدعاية فلم يشتم احدا ولم يشير الى اي قائمة والى اي كيان بل كان كلامه هادئ واضح صريح غير متكلف.
رئيس البرلمان العراقي ذهب على راس وفد برلماني الى البصرة وانهى الزيارة من دون ان يخلف ورائه اي زوبعة دعائية بل على العكس تركت زيارته اثرا ايجابيا في نفوس البصرين على اطيافهم المتنوعة.
في حين كانت زيارة المالكي الى البصرة دعائية بامتياز، إذ بدء حديثه بشتم التيار الصدري من دون وجود مصوغ يدفعه الى ذلك ثم شتم المعتصمين في ساحات الاعتصام واصفا اياها بــ (ساحات القتل والفتنة ) ولم تسلم جهة سياسية من نقده اللاذع وبدأ حديثه بتوزيع التهم على الاخرين وكأنه الوحيد الذي يحب هذا الشعب غير مكترث للحقائق التي باتت واضحة للملأ.
دولة رئيس الوزراء ذهب الى البصرة لشراء الاصوات عبر توزيع اراضي سكنية للفقراء والاشارة الى امكانية اعطاء البصرة لشركة دولية لاعادة الخدمات اليها وتخليصها من الفقر والغرق.
اذا كنت فعلا تمتلك المقدرة على تقديم خدمات متكاملة للمواطنين لماذا لاتقدمها الى اهالي بغداد وانت تعيش في وسطهم ، اذا كنت فعلا تمتلك المقدرة على ذلك فلماذا لم تحسم مشاكل العاصمة وانت بيدك من اعطى المشاريع الى شركات محسوبة على حزبك ( مثل الدباش وعصام الاسدي ) وغيرهم من مقاولي السلطة ، واذا كنت فعلا تريد اسعاد شعبك فلماذا تأخرت عنهم طلية السنوات الثمان المنصرمة.
واسمح لي يادولة الرئيس ان اقول لك ( ان فاقد الشيء لايعطيه ) وانت لاتملك شيء لكي تعطيه الى شعبك وان ملكت شيء فانه سوء الادارة وقلة الخبرة وتسليم الادارات الى مافيات متخصصة بالسرقة والقتل والنهب وتركتم الشعب العراقي يعيش في داومة التفجيرات والفقر وسوء الخدمات وتسليط مجموعة من الاميين على رقاب الناس.
اسأل دولة الرئيس اين ملفات الفساد التي تطال كبار المسؤولين الذين يحتمون بقيادتك امثال عبد الفلاح السوداني وغيرهم بالعشرات ، ولماذا تصر على ابقاء الهيئات المستقلة من دون رؤساء يعملون بصلاحيات كاملة مثل هيئة النزاهة التي تحولت الى اداة بيدك لتسقيط الخصوم عبر تحريك الملفات ضدهم واخفاء او المماطلة بتقديم ملفات اخرى صحيحة بحق المؤدين للحكومتك.
ان الحديث عن زيارة المالكي يفتح الشهية لاي مواطن عراقي يسكن العشوائيات ولايستطيع ان يشتري بيتا ان يسأل اين ذهبت المليارات يادولة الرئيس ، اين الخدمات يادولة الرئيس ، لماذا هذا التعثر في تقديم الخدمات ومسائلة الفاسدين الذين تحميهم حكومتك.
والشيء الملفت ان رئيس الحكومة اجتمع مع شيوخ عشائر بني مالك من دون العشائر الاخرى وكأنه يسعى لبناء دولة العشائر المتخلفة وقد رأيت ذات يوم ان الرئيس المقبور قد قال لعبد السلام المالكي عضو البرلمان الحالي في احدى اللقاءات " عفية إلك سلام وعفيتين لصباح " يقصد شيخ عموم بني مالك في العراق
و شتان مابين الزيارتان !!!
مقالات اخرى للكاتب