و أنا أقفز من موقع إلى موقع ثقافي و أدبي على شبكة الانترنيت فوجئت بوجود موقع دار ثقافة الأطفال التابعة لوزارة الثقافة العراقية ، و بصراحة أنا توقعت بأن الدار لم تتأسس من جديد بعد سقوط النظام السابق و انهيار كل مؤسسات الدولة و منها طبعا وزارة الثقافة فرغم قربي للمشهد الثقافي و الأدبي إلا أنني أبدا لم أرى و لم ألاحظ أي نشاط للدار لا من قريب ولا من بعيد في العاصمة بغداد أو حتى في المحافظات و أتمنى أن لا أكون قد ظلمت هذه الدار بما أكتبه في موضوعي هذا و لكنها الحقيقة أقولها من دون زيادة أو نقصان .
أن الأطفال كما هو معلوم لهم أدبهم و ثقافتهم المحددة التي تقدم لهم فلهم مسرحهم الخاص و أسلوبهم القصصي المبسط و السهل و شعرهم الذي يحتوي على كلمات خفيفة و سهلة القراءة و الحفظ ، و دار ثقافة الأطفال عندنا ليست وليدة الساعة بل أن عمرها أكثر من أربعين عام و العراق يعتبر ثاني دولة عربية بعد مصر بتأسيس هذه الدار المتخصصة بثقافة الأطفال و بالمرتبة الثالثة تأتي سوريا .
كانت الدار كما هو معلوم للجميع تقدم عروض و نشاطات كثيرة في السابق و من أهم و أنجح نشاطاتها هي إصدار مجلتين من الطراز الراقي في أدب الأطفال و هما المزمار و مجلتي و كانت ناجحتان للغاية و الآن علمت بأن الدار إعادة إصدار المجلتين و لكن أين هما على أرض الواقع فالطفل عندنا يعاني من عدم وجود أي منتج أدبي أو ثقافي يقدم له ..؟؟
للأسف الشديد أن أطفالنا فلذات أكبادنا نتركهم يوميا عدة ساعات على القنوات الفضائية التي تدعي أنها مخصصة لهم ، و لكن أي متابع لهذه القنوات الفضائية يجد أنها تعرض الغث والسمين بنفس الوقت ، و مدارسنا أيضا مقصرة فهي لا تقدم للطالب إلا الكتاب المدرسي فقط لا غير فيا ريت أن تبرز هذه الدار في هذا الوقت و ترسم الابتسامة على شفاه أطفالنا .
تمنيات كثيرة أتمناها لهذه الدار حيث أريده أن تكتشف طاقات الأطفال في الإبداع و تسلحهم بالثقافة و حب القراءة و المطالعة و أتمنى من أدباءنا الأحباء المتخصصين بأدب الطفل أن يهتموا بإثراء هذه الدار ، و تقديم إبداعاتهم لها لكي ترى النور على صفحات مجلتي المزمار و مجلتي التي تحتاج للدعم و الإعلان معا .