حينما اتكلم عن الاخلاق فهي الحسن وعن الشجاعة فهي الحسن
وعن التقوى فهي الحسن وعن النسب الطاهر فهو الحسن وعن
الدين فهو الحسن وعن الامام المعصوم فهو الحسن بن علي بن
ابي طالب عليهما السلام ..ولايسعني في هذه المقالة ان استوفي كل شيء
عن هذه الشخصية الفذة الا بما يوفقني الله ,حيث سابدأ باستعراض حياته
الشريفة واسردها بايجاز كي اسلط الضوء على بداية حياته الشريفة
حتى استشهاده صلوات الله عليه
هو الإمام الحسن بن أمير المؤمنين علي عليهما السلام، وأمه فاطمة بنت رسول الله عليها وعلى أبيها أفضل الصلاة وأتم التسليم، هو نقي، الطيب، الزكي، المجتبى، المولود في الخامس عشر من رمضان، أول أهل الكساء، وأول أحفاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والذين طهرهم تطهيرا،
وبالنسبة لعلاقته مع جده رسول الله "محمد"صل الله عليه وعلى اله وسلم كانت علاقة حميمة حيث كان الرسول عليه وعلى اله الاطهر افضل الصلاة والسلام ,يحمل الامام الحسن "عليه السلام" على كتفه أمام الناس ويكثر من تقبيله والاهتمام به ومحاورته بألطف الكلمات وأرق الألفاظ وإظهار كل ذلك أمام الآخرين ليدركوا عظمة الحسن عليه السلام ولتكون للحسن أرضية جماهيرية جيدة في المستقبل تتحرك معه بكل وعي وفهم لمنزلة ودور الإمام الحسن عليه السلام ومنذ نعومة أظافر الحسن أعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الحسن والحسين إمامان وأنهما قدوة وأسوة ومثل اعلى يجب على المؤمنين ان يقتدوا بهم ,وانهم سيدا شباب اهل الجنة..
اما من ناحية ذكائه صلوات الله عليه كان الامام منذ نعومة اظفاره وهو ابن السبع سنين او اقل يحضر مجالس جده الاكرم رسول الانسانية "محمد" صل الله عليه وعلى اله وسلم وكان يستمع الى
الايات القرانية الكريمة والخطب التي يتلوها النبي وينقلها الى والدته الطهر المطهرة فاطمة الزهراء عليها
السلام دون زيادة او نقصان رغم صغر سنه ,فقد تمييز بالذكاء والفطنة منذ صغره,
وعندما يرجع امام المتقين علي بن ابي طالب عليه السلام الى البيت يجد ان زوجته الزهراء عليها السلام
على اطلاع تام بخطبة النبي صل الله عليه واله وسلم فيسالها عن ذلك تقول له:من ولدك الحسن.
اما بالنسبة للمفارقات التي شهدها الامام الحسن صلوات الله عليه كان الشاهد على وفاة جده وأمه وأبيه عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، كان الشاهد على مؤامرة السقيفة واغتصاب حق أبيه في الخلافة وحق أمه في فدك فيما بعد والاستهانة بمقامها العظيم ليضرموا النار ببابها ويسقطوا جنينها، نعم هو الشاهد على انثلام الدين وتأخر الإسلام والمسلمين.
ثورة الحسن عليه السلام:
لقد قام الإمام الحسن والحسين عليهما السلام بأداء رسالة واحدة، ولكن نصفها قد أداه الإمام الحسن عليه السلام بالإعداد الكامل وتهيئة الأرضية اللازمة، ونصفها الآخر قام بأدائه سيد الشهداء عليه السلام بقيامه المقدس الدامي.
وقد سبق أن مسؤولية الإمام الحسن عليه السلام كانت مهمة وصعبة جداً، ربما أصعب من مسؤولية الإمام الحسين عليه السلام، وذلك لأن مسؤولية الإعداد أصعب من تفجير النهضة والقيام المسلح، لأن الشخص الذي يريد بناء وتربية جيل على المفاهيم الصحيحة، فمن دون شك وترديد لابد من أن يلاقي صعوبات عديدة، وربما يهان، كما أنه يحتاج إلى برنامج منظم وزمان طويل ومخطط دقيق على المدى البعيد، والكوادر الصالحة والتقية والاحتياط من أجل المحافظة على هذا الجيل في حال الإعداد والبناء، وعوامل البقاء خلال عشرين أو ثلاثين سنة أو أكثر، وأخيراً فهو بحاجة للاستعداد الكامل لتحمل الكلمات الجارحة وأن يكون بعيداً عن كل مدح وثناء.
لماذا الجهاد ضد معاوية:
هنا سؤال يطرح نفسه وهو إذا كان دور الإمام الحسن عليه السلام الإعداد والتهيئة للثورة، لماذا أقدم على محاربة معاوية بحرب محكومة بالفشل حسب الظاهر، ثم قبل بالصلح وانسحب من ميدان المعركة؟
وفي الجواب يمكن القول:
بأن الثوار والنهضويين بحاجة دائماً إلى الحركة والفعالية حتى يتمكنوا من توعية المجتمع، من فوائد هذا التحرك جذب العناصر الصالحة واللائقة وكشف معايب العدو.
صلح الحسن عليه السلام:
إن من يلاحظ حياة الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهما السلام يجد ارتباطاً وثيقاً بين دور الإمام المجتبى عليه السلام وأخيه الإمام الحسين عليه السلام إلا أن الإمام المجتبى عليه السلام تعرض إلى لوم من قبل بعض الناس الذين لا يتمتعون ببعد النظر ودقة الرأي وصحيح العقيدة، فإن الامتحان الإلهي والتكليف الرباني الذي قام به الإمام عليه السلام كان صعباً جداً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حقه وحق أخيه عليهما السلام:(هذان إبناي إمامان قاما أو قعدا).
إن الإمام الحسن عليه السلام نهض أيضاً إلا أن نهضته المباركة انتهت بالصلح، ولم يتمكن بحسب الظاهر من القضاء على معاوية، وإن كان الأسلوب الذي اتخذه الإمام عليه السلام قضى على شرعية معاوية وبين للتاريخ الخط الصحيح في الإسلام من الخط المنحرف، وحفاظاً على الشيعة الذين أراد معاوية القضاء عليهم بأكملهم، والذين كانوا يمثلون الخط الصحيح الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وصايا الحسن عليه السلام:
*يا ابن آدم أنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فجد بما في يديك فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع.
*غسل اليدين قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم.
*علم الناس علمك وتعلم علم غيرك فتكون قد أنقت علمك وعلمت ما لم تعلم.
*حسن السؤال نصف العلم.
وفاة الحسن عليه السلام:
قام الإمام الحسن عليه السلام بالأمر بعد أبيه عليه السلام وله سبع وثلاثون سنة، وأقام في خلافته ستة أشهر وثلاثة أيام، وصالح معاوية سنة إحدى وأربعين.
ثم خرج عليه السلام إلى المدينة وأقام بها عشر سنين،ومضى إلى رحمة الله تعالى لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة ـ وقيل في السابع منه ـ وله سبع وأربعون سنة وأشهر مسموماً شهيداً.
مقالات اخرى للكاتب