فصوت الطبلة في الانتخابات تكون اعلى من صوت الضمير
لقد ألف الشعب العراقي وتعود على مهزلة التصريحات التي يطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي بين الفنية والاخرى، مثلما اعتاد الشعب على خيباته المتكررة حول الشخصيات التي يتم انتخابها املا في ايجاد الرجل الذي سيجلب الأمن والرفاهية للوطن، لا أن يخذلهم ويتملص من الوعود التي قطعها على نفسه مقابل حفنة من الدولارات، وربما لم يدرك المالكي بعد ان المشاكل والازمات المفتعلة من طرفه اصبح الشعب العراقي واعيا بها تماما ويعرفها حق المعرفة خصوص بعد توالي مسلسل الاتهامات التي وزعها ابو اسراء بكل كرم وايثار، ناهيك عن سياسة الحرب الباردة التي شنها على معارضيه ومنافسيه عبر اجهزته الاستخباراتية التي لم تعد لغزا امام المواطن العراقي الذي تكيف بشكل عميق مع التناقضات والمفارقات الغربية التي اصبحت تكلل السياسية المجنونة لممثل حزب الدعوة الحاكم بوزراءه ومستشاريه ونوابه واعضاء كتلته وصولا الى اصغر منتسب لهذا الحزب الذي بدأ بابراز مخالبه وكشف عن وجهه الحقيقي واسلوبه الذي اقتات بما فيه الكفاية من مستنقعات الديكتاتورية.
لاشك ان الجميع لازال يستحضر خطاب المالكي يوم الجمعة 28\كانون الاول الماضي الذي القاه امام جمع من شيوخ العشائر ورجال الدين وبعض السياسيين وبعض القتلة والمأجورين في اجتماع اطلق عليه بـ "مؤتمر المصالحة الوطنية" والذي غالبا ما ينتهي بـ "اكرام" الحاضرين بمبالغ مالية تقدر بخمسة ملايين دينارعراقي ومسدسات وهم يمتلكون قاذفات ومدافع وعبوات وخزائن من الاسلحة قبل ان يعود كل منهم الى عمله السابق. لقد قال المالكي في خطابه ان الخلافات بين السياسيين جعلت العراق (مسخرة) بين دول العالم مشيرا باصابعه الى ان المسؤولين فيما لو ابتعدوا عن المحاككات والحسابات السياسية وانكبلوا على مسؤولياتهم وواجباتهم لما غرقت بغداد، وكان الامر لا يعنيه، لانه "القدوة" و"العروى الوثقى" لكل السياسيين او ليس هو كبير القوم؟؟
ان النفاق السياسي الذي يتعامله به المالكي جعله يقع في المثل القائل "فاقد الشيئ لا يعطيه".
انها مسخرة يا سيد رئيس الوزراء، عندما تدعي الغاء صفقة السلاح الروسية، وبعدها يتم افتضاحك من قبل وزير الدفاع وكالة تاكيدا على عدم الغائها وانها لازلت قائمة، فتخرج علينا مرة اخرى بتشكيلك لجنة جديدة لصفقة جديدة، في حين لم تستقم الصورة لدى المواطن العراقي هل تم الغاء الصفقة السابقة ام تم الاستمرار عليها دون محاسبة الفاسدين وعقد صفقة اخرى؟؟ هل يمكن ان نقول انه تم عقد صفقتين مثلا؟؟ سؤال يراد به جواب يا سيادة رئيس الوزراء.
الم يصلك بعد اعتلائك منصب رئيس الوزراء وفي نفس الوقت تكون قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع، هي سابقة لم يعرف الكون قبلها مثيلا.
الم تعلم بعد انه عندما يشتري العراق طائرات الايرباص المدنية بمبلغ مليار دولار ثم يخرج علينا .. وزير النقل هادي العامري ليقول ان الطائرات متوقفة منذ شهرين لعدم وجود كوادر فنية والعراق يخسر 15مليون دولار شهريا بسبب توقفها، يعد وصمة عار على جبين كل عراقي، وانه عندما تصرف مليارات الدولارات على مشاريع فاشلة بسبب الفساد او سوء التخطيط او عدم الكفاءة في بغداد وباقي المحافظات ويغرق العراق في اول زخة مطر .. تعد كارثة كبرى لكن ليست كارثة طبيعية بل سياسية.
اليس من الجبن والعهر ان يوصف شعب امتهنت كرامته وضاعت حقوقه بالبعثي والارهابي لا لشيء سوى انه خرج مطالبا بحقوقه المسلوبة وداعيا الى الاصلاح..؟
اليس من الظلم ان تخرج الدولة بكامل اجهزتها ومسؤوليها ورئيس وزرائها ومستشاريه ونواب كتلته بعد الضجة التي احدثتها قضية اغتصاب النساء في المعتقلات السرية الخاصة بحزب الدعوة. وبعد يومين تحال قضاياهن الى المحاكم في محافظاتهن ويفرج عن بعضهن بعفو خاص من قبل دولة الرئيس بسبب الضغط الذي سلطته المظاهرات والاحتجاجات؟؟.
اليس من الجور ان يمتطي القضاء صهوة جواده ويسل سيفه مطلقا العنان لبطشه بكل المتظاهرين في الانبار مهددا بوضعهم في خانة الارهاب ومعاقبتهم بالحبس المؤبد او الاعدام فيما لا يزال القضاء العراقي غير مستقلا وفاسدا بفساد الحكومة وموجه من قبل السفارة البريطانية والامريكية؟.
اليس من عدم العدل والانصاف ان تبرأ جميع وزرائك يا دولة الرئيس وتدافع عنهم وتبرر لهم فشلهم امام الملأ وفي احد خطاباتك الرنانة.. وبعد يوم واحد فقط يكذبك احد صقور ائتلافك حسن السنيد مطالبا اياك بارسال هؤلاء الوزراء الى البرلمان لمسائلتهم ومحاسبتهم بسبب فشلهم في تقديم الخدمات وتبريراتهم الخائبة لغرق بغداد؟.
اليس ضحكا على الذقون يا رئس الوزراء ان يدير ستة من وزرائك الذين لا تنفك تدافع عنهم وزاراتهم من بيوتهم دون الحضور الى مبنى الوزارة؟ إذا كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.
اليس من الذل والعار ان يمر على المواطن خمسة شهور دون ان يستلم حصته التموينية في بلد موازنته فاقت المئة مليار دولار سنويا؟؟.
مع كل هذا وذاك فالحق كل الحق مع نوري المالكي في ما تقترفه يداه، لان الشعب هو من طبل منذ البداية وزمر لهذا المالكي وسمح له باعتلاء كرسي لا يستحقه الظالمون ويبقى جزاء المعروف عشرة كفوف.
٣ / ١ / ٢٠١٣
حركة منهج الصدر الثقافية