مازالت امواج البحار المتراطمة تبتلع الشباب والاطفال مع عوائلهم الذين قرروا الهجرة الى اوربا في موجة هي الاكبر من نوعها وحجمها عندما اعلن الاتحاد الاوربي فتح حدوده امام النازحين والمهاجرين من الدول العربية التي تتعرض لشتى انواع الارهاب والقمع ، وفي ليلة وضحاها لم تتسع الكمات والمخيمات المخصصة للاجئين الذين قدرت اعدادهم بالملايين، الامر الذي اقلق قادة الدول الاوربية من الاوضاع الامنية والاقتصادية التي بدات تنذر بالانهيار بعد حوادث إرهابية بعواصم عالمية تميزت بالامن والامان وراحت تلك الدول تفرض اجراءاتها المشددة على اللاجئين من الوطن العربي عموما والعراق وسوريا خصوصا في خطوة منها للحد من تدفق اعداد مضاعفة بل راحت تشجعهم على العودة بعد رفض الاف الملفات وتشديد الرقابة الامنية على الحدود البرية والبحرية ناهيك عن الاجراءات اللاانسانية التي تعرض لها عدد من النازحين ونقلت تفاصيلها على وسائل الاعلام كافة فضلا عن تفعيل الطابور الخامس ليبث وينقل صعوبة الحصول على الاقامة وانتشار عمليات تقوم بها عصابات تنتمي الى جهات غير محددة تنشر الرعب والقلق بين جموع اللاجئين وترسل رسائل الى القيادات السياسية المعارضة في اوربا تنذرهم بخطر الارهاب القادم بين صفوف المندسين مع اللاجئين ، والغريب ان اعداداً ليست قليلة من الاجئين وصلت من اليابان وافغانستان ودول تنعم بالامن والسلام والاستقرار الاقتصادي تطلب حق اللجوء . نعم اجراءات لم يحسبها العراقي وهو يقرر بيع ممتلكاته ومدخراته ليسافرعبر طرق الموت محاولا ان يصل الى اوربا ومعتقدا ان اوربا ستستقبله بالاحضان وهناك سيجد الملاهي والمنتديات ووسائل الترفيه مفتوحة امامه وتتوفر له ملذات الحياة وسرعان ماسيمنح اللجوء والجنسية وسيسمح له بلم الشمل ليجلب عائلته و( عرب وين وطنبوره وين ) وسرعان ماتتبدد احلام الشباب الذي رسم له احلام وردية وخدع بما تقدمه دول اوربية من ملاذ آمن للاجئين الذين صاروا يستجدون المأكل والملبس والدواء بعدما نفذ مافي جيوبهم من دولارات جلبوها معهم بل صاروا يستجدون الانسانية التي افتقدوها في بلد الانسانية والديمقراطية والسلام بعدما فقدوها في بلدانهم التي قرروا هجرها ، نعم مفاجآت وحقائق ربما يكتمها من لاوطن ولا اصحاب ولاخلان له ليعيش في الغرب وحيدا ينتظر رحمة العبد قبل الرب ، نعم كمات ومخيمات تختنق باللاجئين العراقيين ومعهم جنسيات اجنبية وعربية واشكال واجناس وديانات مختلفة وغيرها من الهموم والمعاناة التي لاتوصف اجبرت اعداداً كبيرة من العودة الى بلدانهم ليعيدوا بناء اعشاشهم من جديد ويقبلون بواقع رغم قساوته لكنهم يصفونه هو الاطيب بل العسل بين الواقع الماساوي وبين رحلة الموت والعذاب والقساوة والتعامل اللا انساني في بلد اعتقدوا انه ينشر العدل والمساواة والحرية والامن والامان ، نعم هكذا وصفها عدد من الذين قرروا العودة الى الوطن وكانوا يحملون بصدورهم غصة متخمة بالحزن والبكاء غصة اذا رويت فانها تفتت الحجر ، نعم استمعنا الى احاديث بعض اخوتنا وزملائنا من المثقفين والذين يحملون بقلوبهم انسانية لاحدود لها وهم يروون ماتعرضوا له من معاناة كبيرة بل ويتفاجأوا بانعدام التعامل الانساني والاخلاقي في بلد رسموا له بلد الامن والامان والسلام ، نعم احاديث وحقائق ربما اختلقتها الشعوب والقيادات الاوربية لابعاد شبح اعداد اللاجئين والوافدين الى بلدهم قبل ان يقتسموا معهم لقمة العيش ، نعم ولاينكروا ابدا ان في اوربا الهدوء والاستقرار والنظام والاجواء والحدائق الغناء والهواء النقي ، لكنهم يؤكدون ان (الجنة بدون البش) لاتطاق ، نعم هكذا هي جزء وجانب مصغر من حجم معاناة زملاء واخوان لنا عادوا مؤخرا من اوربا بعدما انفقوا وخسروا ما ادخروه من اموال وبعدما ماواجهوا الموت والجوع والاستغلال والنصب والاحتيال من قبل مافيات بتركيا واليونان الطريق الاقصر الى اوربا ، نعم هذه جزء مانقل من زملاء واخوان لنا قرروا العودة الى بيوتاتهم لينفضوا الغبار عنها ويعيشوا بين اهلهم وذويهم واحبتهم ويتقاسموا الخبزة معا ويتحملوا معاناة ستزاح عن شعب احب الحياة والسلام وآمن بالله وتمسك بالرسل والاوصياء والبقية تاتي مع احاديث وروايات على لسان طيورنا التي قررت العودة الى اعشاشها .
مقالات اخرى للكاتب