قبل سنوات بعيدة زرت الراحل محمد سعيد الصكار في شقته المتواضعة بأحدى ضواحي باريس، وكانت جلسة عائلية حميمة أطلعني خلالها على مخزونه من رسائل ومكاتبات ومخاطبات وتعليقات ورسومات ومساجلات مع عدد كبير من اصدقائه الادباء والفنانين أطلق على هذا الكم الهائل من الوثائق الشخصية (دكان الصكار).
والراحل الصكار الذي غاب قبل فترة ليست بالبعيدة ترك ارثاً ادبياً وفنياً واحد من أمهر الخطاطين وممن استعمل الحرف الطباعي في الصحافة اليومية مازجاً فيه رؤية خاصة به، احيل بسببها الى المحاكم في نهاية السبعينات غادر على اثرها وطنه العراق وحط رحاله في باريس ومنها انطلق مشروعه الثقافي وكانت له في صولات وجولات خاصة في موضوعة استخدام الرف العربي في الفن التشكيلي.
ورغم ان هناك كثيرين من فنانينا ممن استخدموا الحرف العربي في رسوماتهم مثل المبدعين شاكر حسن آل سعيد وجميل حمودي وغيرهما، الا ان الصكار كانت له رؤية خاصة في هذا المجال تختلف عن أقرانه من الفنانين منها معرضه الخاص بمدينة البصرة وكيف استغل لفظة (البصرة) للدلالة على قيمتها الجغرافية والتاريخية والحضارية. لست ادري ماذا حل بدكان الصكار وأين هو الان مخزونه الوثائقي، ولا أطالب هنا أية جهة بالبحث عنه ذلك لأنني ادري انني أنفخ في قربة مثقوبة، تماماً كما حصل مع أحد الكتاب العراقيين المقيمين خارج العراق حين اراد أن يهدي مكتبته الضخمة بكل ما فيها من كتب تراثية وتاريخية ومخطوطات الى المكتبة الوطنية فرحبوا بالامر ولكنهم طلبوا منه أن يشحنها على حسابه الشخصي وأن يتحمل هو لا الدوائر الثقافية مسؤولية النقل والشخن، والسلام عليكم… عليكم السلام!
مقالات اخرى للكاتب