العراق تايمز: اسماعيل الفضل
كنت قد وعدتكم بتقديم الترجمة الكاملة لتفاصيل الفضيحة التي نشرتها الهافينغتون بوست في فرعها الاسترالي. ولضخامة حجم التحقيق و الذي نشرته الهافينغتون بوست اساسا في ثلاثة اجزاء، ساعمل على نشر الترجمة على ستة اجزاء حتى يسهل متابعة الفضيحة و تفاصيلها بالاضافة الى الملاحق التي تبعت هذا التحقيق.
التحقيق في حد ذاته مخيف لحجم و عمق التورط الذي تورطته الشركات و البنوك التي مولت هذه الرشاوى و التي ادت الى فتح تحقيقات جنائية على مستوى دولي للتحقيق في كل الجرائم المرتبطة بهذه الفضيحة. و يؤسفني ان اقول، بان هذه الفضيحة تفسر كيف ان العراق و حكومته الفاسدة للنخاع قد حولت المنطقة الى بؤرة مخيفة للفساد و الارهاب.
اليكم ترجمة النصف الاول من الجزء الاول من هذا التحقيق
مصنع الرشاوى - الجزء الاول
كيف اشترى الغرب العراق
مؤسسة فيرفاكس للاعلام و صحيفة الهافينغتون التحقيقية قد كشفت عن حالة استثنائية من الرشاوى و الفساد في صناعة النفط، و التي تتمحور حول شركة النفط المتمركزة في موناكو و المسماة "يونياويل".
هكذا تنازع الغرب على العراق
اللاعبون
باسل الجراح - مدير فرع يونياويل العراق
عدي القريشي - مسؤول عراقي في وزارة النفط
حسين الشهرستاني - نائب رئيس الوزراء العراقي
ساويرس احساني - المدير التنفيذي ليونياويل
التاجر المتنقل
هناك القليل المعروف عن الرجل الي يتنقل خلال مطار هيثرو ليبدو كحامل اسرار ذو قدرة على سحق بعض اقوى الرجالات في العراق. ذو شارب، و بشرة مصفرة، و شعر منحسر و عينين ضيقتين. كان يدعى "باسل الجراح". جوازه البريطاني يظهر انه من سكنة "هول" ، مدينة مغمورة في شمالي انكلترا، ولكنه يحمل دمغات مسافر جوال: لندن، بغداد، البصرة، عمان، باريس، اسطنبول و الكويت.
كان باسل الجراح منسق للصناعة النفطية. ولكن، لو ان السلطات لديها ادنى معلومة عن حقيقة عمله، لاهتموا الى ابعد درجة بذلك الرجل الجالس بانتظار طائرته الى عمان عام ٢٠١١، لانه، و في تلك المرحلة، كان الجراح و مستخدمه، شركة النفط المتمركزة في موناكو و التي تسمى ب"يونياويل" قد حصدت شبكة مذهلة من التأثير على صفوة صانعي القرار العراقي - و كل ذلك معتمدا على بساطة وسيلة الرشوة للرجل الصحيح في الزمن الصحيح.
و كما تم كشف عشرات الالوف من الرسائل الالكترونية السرية، كان الجراح و يونياويل في قلب عملية رشوة دولية ممولة، في احيان بطريقة ذكية، العديد من الشركات متعددة الجنسيات الامريكية و البريطانية و الاوروبية و الاسترالية. هذه الشركات كانت قد دفعت مبالغ ضخمة ليونياويل، و في المقابل، كانت تستخدم يونياويل اصدقاءها في المناصب العليا لتفوز بمليارات الدولارات من التعاقدات الحكومية.
ففي العراق، كان الجراح هو الوكيل في صناعة هؤلاء الاصدقاء. فمنذ عام ٢٠٠٣، استخدم نفوذه لجلب عقود هائلة لزبائن يونياويل، و لم يهتم اذا ما كانوا هؤلاء الزبائن اعلى ام اقل في التكلفة من منافسيهم. فقد كان الجراح و مستخدمه يونياويل، في الحقيقة، ناجحون في سلب اموال العراقيين و اثناء ذلك، كانوا يسخرون من وعود الحكومة الامريكية بعد اسقاط صدام حسين، بضمان الثراء النفطي لكل العراقيين.
كان الجراح حريصا على ستر اثاره. فقد تمكن من عقد الصفقات في غرف الفنادق في اوقات متأخرة من الليل و كان يستخدم شفرات للتواصل. و لفهم حجم عمليات العراق ليونياويل، فنحن بحاجة لمن يستطيع ان يفك رموز هذه الشفرات. و لفعل ذلك فنحن بحاجة للنفاذ الى عشرات الالاف من الرسائل الالكترونية. و كان الجراح يعتقد بان ذلك من المستحيل بمكان القيام بذلك.
ولكن، في العام الفائت، بدأت كلا من مؤسسة فايرفاكس للاعلام وهافينغتون بوست بالتحقيق في بواطن صناعة النفط و الغاز الدولية. فبعد عدة اشهر من التقصي و السفر عبر اوروبا، قام صحفيونا بكشف كنز دفين من الرسائل الالكترونية و المذكرات. فالكابتن البالغ من العمر ٦٦ عاما و المقيم في هول المغمورة، باسل الجراح، كان المؤلف للعديد من هذه الرسائل الزاهية و الملونة.
فقد كشفوا برشوته المنتظمة للمسؤولين الحكوميين الذين تم اعتبارهم ب"النافعين لنا" و زبائن يونياويل المتعددي الجنسية كالشركة البريطانية رولز رويس، بيتروفاك، و كلايد للمضخات، و القائمة الامريكية تضم اسماء عملاقة مثل ويثرفورد، كاميرون/ناتكو و اف ام سي للتقنيات، و شركات اوروبية مثل سياپيم، اس بي ام البحرية و ام ايه ان تربو.
و تشير هذه الرسائل الى انه و لسنوات كانت المستويات العليا في صناعة القرار العراقي، و تصل الى و تشمل نائب رئيس الوزراء، كانوا فاسدين و متمتعين بالحصانة و تحت انوف السلطات العراقية و البريطانية و الامريكية و الاوروبية. و كل ذلك رغم القوانين المتشددة في الغرب و التي تم تشريعها لمنع الرشاوى الاجنبية. كما و تخبرنا هذه الرسائل ايضا الهدف الرئيسي للجراح متنقلا بين اوروبا و الشرق الاوسط في ذلك اليوم من بدايات عام ٢٠١١، من اجل التأثير على اثنين من اقوى رجالات العراق بالنيابة عن شركة وافقت على دفع رشوة تبلغ ٤٠ مليون دولار.
فجر جديد في العراق
ففي عام ٢٠٠٣، عندما دخلت القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الى بغداد، كان مبنى وزارة النفط من اوائل المباني الحكومية التي شملها القوات الداخلة بحمايتها. و بينما كان اللصوص ينهبون المتاحف و يسرقون الاثار التي لا تعوض، كان قوات التحالف قد طوقت مبنى وزارة النفط. كانت الرسالة واضحة، فمستقبل العراق يرقد اسفل ترابه المشبع بالدم، حيث تقبع اكبر احتياطات النفط في العالم. و لكن السؤال كان، من الذي سينتفع به؟
في عام ٢٠٠٦، اي بعد ثلاث اعوام بعد الاحتلال، و مع احتدام الصراع، أكد الرئيس الامريكي بان النفط هو من حق الشعب العراقي بقوله "انه ثروتهم". و ان حكومة الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة حكومة نوري المالكي الجديدة آنذاك لتستخدم ثروات العراق لبناء عراقٍ جديد. كان ذلك يعني زيادة في انتاج النفط، عنى ذلك ترميم الابار المنتجة، عنى ذلك مد خطوط انابيب و بناء بنية تحتية و تبني التقنيات الحديثة. و كان ذلك يعني الحاجة الى خبرات و مصادر من عمالقة شركات الطاقة الامريكية و البريطانية و الاوروبية. و لاجل ضمان شفافية و عدالة في هذه العملية، فقد سعت الحكومة العراقية لتفعيل المناقصات التنافسية، املا في جعل ما كان متعارفا في عهد صدام من فوز الشركات بالصفقات بحسب حجم الرشاوى التي تدفعها، فكان يفوز بالصفقات من يدفع الرشوة الاكبر، في جعلها تاريخا فحسب.
و مع ذلك، فقد كانت يونياويل من رواد المدرسة القديمة. فمع اعلان الرئيس جورج بوش، كانت يونياويل عاملة في العراق لثلاث سنوات خلت، مع الجراح كمدير قطري لفرع الشركة. و قد فضلت يونياويل العمل بالنظام القديم، حتى مع طاقم جديد لرشوتهم. ففي ايميل مؤرخ عام ٢٠٠٥، يشرح فيه طريقة عملهم. كتب الجراح الى زملاءه في يونياويل عن لقاءٍ في مطار شارل ديغول في باريس مع مدير عام من الشركة الامريكية اف ام سي للتقنيات. و ذكر الجراح في رسالته بان "الاتصالات القديمة التي تعاملت مع نظام صدام حسين لا تنفع اليوم" .
"يجب على شركة اف ام سي ان تأخذ بعين الاعتبار التعامل مع وجوه جديدة و اتصالات جديدة مستقبلا. فقد طلب [مدير اف ام سي] بعض الوقت ليقطع ارتباطاته من العميل الحالي ليوقع عقدا مع يونياويل". و بحسب رسالته الالكترونية، فقد عقد الجراح صفقة مع يونياويل على تخفيض بنسبة ٥-١٠٪ من اي عقد يمكن لاف ام سي فرع العراق او فرع الكويت. ففي الكويت على سبيل المثال، وعدت اف ام سي قد وعدت يونياويل ان تدفع مبلغ ٢.٥ مليون دولار لتفوز بعقد قدره ٢٥ مليون دولار لتتمكن يونياويل استخدام "جزء" من هذه الرسوم لدفع "الغنيمة الكبيرة" في الكويت
التعامل مع رولزرويس
عندها اتصل الجراح مع كفاح نعمان، موظف عراقي في وزارة النفط ليساعد الشركة الامريكية لتفوز الصفقة، فقد ارادت اف ام سي ان تفوز بالعقود التي وُعِدَت منافسيها بالحصول عليها. "عليّ الاعتماد بشكل كثيف على كفاح لتحقيق ذلك ان كان ذلك ممكنا. و سأبدأ بتليين كفاح من هذه الليلة". و يتكرر ذكر السيد نعمان في رسائل الجراح. فذات مرة في دبي، رافق الجراح نعمان لمدة خمسة ايام لضمان عدم اتصال ايٍ من منافسي يونياويل معه ليتمكنوا من عقد اي صفقة مع نعمان. و قد حذر الجراح بقوله: "انه مهم جدا ان لا نتركه منفردا في دبي مع المنافسين الاخرين". و كانت تأتي هذه الملاحظات بدرجة شخصية بشكل مفاجئ، و احيانا تكون سخيفة. فقد صرف الجراح مبلغ " ٢,٦٨٤.٠٠ دولار امريكي كهدايا للسيد كفاح خلال زيارته للندن" بضمنها "عطور، اسطوانات ليزرية مختلفة, بطاقات شحن رصيد لهاتفه الجوال، و سترة جلدية".
و في ذات الوقت، كان الجراح "يلمّع" نعمان لزبون يونياويل، رولزرويس، و التي كانت تطارد عقود التزويد بمحركات تبلغ ملايين الدولارات.
"ان الاتصال بكفاح و مجرد قضاء اي مقدار من الزمن معه يعتبر مكسبا سيدفع منافسينا من اجله الغالي و النفيس. و بالتالي، فان انفاق ٢,٦٨٤ دولار على صانع القرار الرئيسي و بناء علاقة طيبة معه من اجل تسيير الامور، يعد مكسبا قيمته مئة ضعف هذا المبلغ، و الذي لولاه لما تمكنّا من الحصول على اي عقد [لرولزرويس]"
و في رسالة تالية، كتب الجراح بان نعمان قد نصح كلا من يونياويل و رولزرويس بانه يمكنهم ان يفرضوا اسعارا مرتفعة ليضمنوا ارباحا اكبر. "لقد قال بان الاسعار لن تكون مشكلة .. اعتقد بان نقترح ٢ مليون دولار كأدنى سعر للمحرك الواحد من رولزرويس، بعد الاخذ في الاعتبار كل التكاليف"
و لقد اخبرت رولز رويس فيرفاكس للاعلام و الهافينغتون بوست بان الشكوك حول الرشاوى التي انخرط فيها الوسطاء يتم التحقيق فيها من قبل مكتب تحقيقات التحايل البريطاني "و سلطات اخرى". و ذكر الناطق باسم رولزرويس بان الشركة متعاونة مع السلطات ولكنها " لن تقدم اي تعليق بخصوص التحقيقات الجارية حاليا".
و في عام ٢٠٠٨، اعتلى نعمان منصب مدير عام لشركة نفط الجنوب الحكومية النافذة و التي تشرف على اكثر الحقول و المؤسسات النفطية حساسية في العراق.
و كتب الجراح عن ذلك قائلا "اخبرني كفاح بذلك يوم امس" "هو لا يزال غير متأكد من هذه الاخبار. و قال بانه يخطط للقدوم الى دبي خلال الاسبوع القادم اثناء تواجدي فيها ... لا اعرف عنكم، ولكني ساشرب نخب هذا الخبر محتفلا به". و جاء رد المدير التنفيذي ليونياويل سايويرس احساني محتفلا على ذات الوتيرة "ممتاز! لنرى ما يمكننا فعله سريعا لنضمن باننا النافذين الوحيدين".
الفنار
يونياويل هي شركة عائلية خاصة في الاساس. و قد انشأها السبعيني المتهذب عطا احساني الايراني المولد. غادر احساني طهران في طفولته إبان الثورة الاسلامية. و في عام ١٩٩١، انشأ شركة استشارات نفطية في لندن ثم انتقل الى امارة موناكو.
في موناكو، عيّن ولديه ساويرس و سامان لمساعدته. و نمت الشركة ليتوظف فيها حوالي ٢٠٠ شخص، ولكن اسرارها القذرة - الرشاوى التي تقدمها للموظفين الحكوميين حول العالم - كانت معروفة فقط للحلقة الداخلية للشركة و التي تضمنت عطا، ساويرس و سامان، و بالطبع، باسل الجراح.
و في رسالة الكترونية اخرى الى ساويرس احساني، كتب الجراح بانه قد وعد رشاوى بعشرات الالاف من الدولارات "لاصدقائنا الجدد" داخل وزارة النفط. و ان هذه المبالغ ستؤمن عقدا لتزويد المواد الكيمياوية اللازمة في تكرير النفط مقدمة من العملاق ويثرفورد.
و ضمن هذا العقد، مقابل كل برميل تشتريه الوزارة من ويثرفورد، ستدفع يونياويل رشوة لمجموعة من كبار المسؤولين العراقيين، بمن فيهم شخصية يرمز له ب"الفنار"
و كتب الجراح في احدى رسائله "منذ اشتراك اصدقائنا الجدد هذه السنة في الوزارة، حولت خمس دولارات من اسهم جاسم و اعطيتها لمسؤولي الوزارة، و يبقى المجموع الكلي ١٣ دولارا. على الرغم من رغبتي في رفع حصة الفنار بمقدار ١-٢ دولار، لانه كان الاكثر معاونة لنا". و ذكرت الناطقة باسم شركة ويثرفورد بان الشركة قد خفضت بشكل كبير تعاملاتها مع يونياويل حتى قطعت كل تعاملاتها مع الشركة نهائيا في عام ٢٠١٣.
فالرجل الذي كانت يونياويل ترمز له ب"الفنار" كان ذو شأن كبير في جنوب العراق، حيث يلتقي نهري العراق العظيمين، دجلة و الفرات، ليكملا مجراهما الى الخليج الفارسي، و الارض هنا قاحلة و منبسطة. و المناخ فيها قاسي، من درجات حرارة عالية حتى درجات انجماد قاسية. لكن، تحت هذه الارض، تكمن حقول نفط العراق الجنوبية، ثروة البلاد، من يسيطر عليها، يسيطر على ثروة هائلة. و مركز النفوذ في جنوب العراق يتمركز في البصرة، ثاني اكبر مدن البلاد و هي مركز لاكبر شركات النفط نفوذا في العراق ، شركة نفط الجنوب الحكومية، و هي الشركة التي بنى الفنار امبراطوريته على عاتقها و التي اظهر فيها الجراح مدى و عمق نفوذه.
اسم "الفنار" الحقيقي هو "ضياء جعفر الموسوي"
و كتب الجراح عن ضياء جعفر عام ٢٠٠٨ قوله "عندما يزور رؤساء الوزراء البصرة، فانه يصطحبهم اولا ثم يعقد معهم اجتماعات مغلقة".
و في حينها، كان الجراح و يونياويل قد ركزا بداية على تليين ضياء جعفر برشاوى صغيرة. و عندما تساءل ساويرس احساني عن مقدار الرشاوى، اجابه الجراح:
"نحن حقيقة لم نقدم له [اي ضياء جعفر] شيئا يذكر، ولكن ادناه قائمة بما قدمناه له:
- اخذته في جولة تسوق للملابس في مناسبتين منفصلتين (تكلفة كل جولة حوالي ١-٢ الف دولار)
- وكيل فرعي حصل على ٣٠ الف دولار مقابل مساعدته في طلبية القاسم.
- قدمت لابنه كورسا في اللغة الانكليزية لمدة اسبوعين في دبي، و نسقت مقابلات توظيف لابنه في شركة عدنان، ولكنه وجد وظيفة بديلة له.
- عملت خلال الاشهر الثمانية الماضية على استحصال تأشيرة اقامة له في دبي، و كانت المساعي فاشلة.
و هذا كل شيء"
و عندما ترشح ضياء جعفر لمنصب محافظ البصرة، كان الجراح سعيدا ليبلغ يونياويل بان مسؤول النفط "مرضي عليه" من قبل رئيس الوزراء، و اضاف بانه تبرع بمبلغ ٥ الاف دولار لحملته الانتخابية. "ربما ستستقل البصرة جزئيا مما يعني ان محافظها سيمتلك نفوذا قويا في يديه، عندها سيكون مفيدا بكل تأكيد"
و مثلما صعد نجم ضياء، سرّعت يونياويل بحملة افساده من جانبها. فبدأت برحلة الى موناكو و منتهية برشاوى بملايين الدولارات. و قد كان استثمارها مثمرا، ففي عام ٢٠٠٩، تم تنصيب ضياء جعفر مديرا عاما لشركة نفط الجنوب، و في عام ٢٠١٥، اصبح نائبا لوزير النفط في الحكومة العراقية.