العراق تايمز / من الواجب تذكير الاجيال الصاعدة بالخريطة الحقيقية لبلاد الرافدين المترامية الاطراف، والتي تختلف تماما عما عليه الآن، ويجب ان يؤمن الجميع أنه لولا الاستعمار العثماني الغاشم، لما تم تقزيم هذه الخريطة وتشكيلها واعادة ترسيم حدودها على هوى أعداء العراق.
عظمة العراق لم تكن لتكمن في ارثه الثقافي العريق فحسب، بل ان عظمته تجلت ايضا في المساحات الشاسعة التي كان يحتلها، خصوصا تلك الاراضي الزراعية التي أنتجت خيرا وفيرا نال من ابناء البلد وجيرانه.
إلى ان حلت علينا اتفاقية سايكس بيكو سازانوف الخبيثة سنة 1916، والتي كانت عبارة اتفاق سري بين فرنساوبريطانيا بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنساوبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى.
ومن ادراج الارشيف العثماني تم استراج هذه الوثيقة المهمة التي تؤكد أبهة العراق التي تبين الحدود الجغرافية لولاية البصرة الى غاية انتهاء فترة الحكم العثماني الذي لقفته بريطانيا بعد ما تسمى بالامبراطورية العثمانية سنة 1918.
الوثيقة البين أيدنا توضح ان حدود البصرة كانت تمتد لتشمل جنوب قطر وان الخليج العربي، كان يسمى آنذاك بخليج البصرة، وان مملكة البحرين الحالية كانت ضمن حدود البصرة، شأنها شان الاحساء والمنطقة الشرقية.
يجب ان يعي أبناء العراق والاجيال الصاعدة حجم المؤامرة التي حيكت ضد بلده وحجم المؤامرة التي تحاك ضده اليوم لتفتيته.
فمن يسعون اليوم لتفتيت العراق بين السنة والشعية والاكراد هم نفسهم من بتروا من العراق في أقل من مائة سنة تلك الامارات الشاسعة، وانتوعوه من أراضيه التي جعلوها دويلات نصبوا عليها مشاييخ و امراء.
يجب ان لا ينجرف ابناء العراق الواحد امام اللواءات الطائفية والمذهبية، ويفترض بهم التوحد تحت لواء واحد اسمه "العراق الواحد" التي تذوب أمامها المذهبية والعشارية والقبلية وجميع الانقسامات والتكثلات التي لا تخدم مصلحة الشعب العراقي بقدر ما تخدم اعداءه.
لا نحتاج ان نذكر بان في الاتحاد قوة و الا فلما اصبحت امريكا قوية اليوم بسبب اتحاد ولاياتها، ولما اصبحت اوروبا اليوم قوية لولا اتحاد بلدانها.
لم يبقى في رأس مال العراق اليوم سوى وطنهم، وبدون وطن لا قيمة للانسان.