معروف عن الاعلام السعودي سواء الذي يصدر داخل السعودية او خارجه بانه يعتمد الكذب و الدجل وتزييف المعلومات اساسا له ويركز هذا الاعلام المدفوع الثمن على تمجيد الاسرة الحاكمة ومحاولة مساواتهم بالسياسيين و المثقفين العرب و غيرهم في وقت يعلم الجميع ان كل ال سعود هم انصاف متعلمين وجهلة واميين وتشتري السعودية كتابا عربا كثيرين وقلة من الغربيين لكي يحسنوا صورة السعودية التي يراها العالم صورة قاتمة لا يمكن اصلاحها الا بازالة عائلة ال سعود من حكم السعودية .
وبين فترة واخرى يحاول الاعلام السعودي شراء كتاب واقلام من خلال مراسلتهم مباشرة و الطلب اليهم بداية بكتابة مقالات عن اوضاع الربيع لنشرها في الاعلام السعودي ثم تصلهم تحويلات مالية تتجاوز الالف دولار للمقالة الواحدة ومن ثم يتم الطلب اليهم بكتابة مقالات تنتقد حكومات ايران وسوريا والعراق بالذات مع التركيز على شيعة لبنان لتصل التحويلات المالية الى 1400 دولار للمقالة الواحدة وفي المرحلة الاخيرة يتم الطلب اليهم الاهتمام بالشان السعودي والتثنية على قرارات الحكومة السعودية وبالاخص الملك عبد الله ونفي شائعات مرضه وعجزه ومن ثم يصل سعر المقال الواحد الفي دولار .
عقدة السعودية الرئيسية هي ايران حيث ترى الحكومة السعودية ان الاعلام الغربي مهتم بايران بشكل كبير جدا وفي نفس الوقت يتجاهل السعودية تماما وانه يكتب كثيرا عن ساستها بينما السعودية ورغم الاموال التي تنفقها فان لا احد يذكرها واذا ذكرها فانه يذكر مساوؤها خصوصا فضائح العائلة السعودية في الغرب ويصفها بدولة الفضائح الاخلاقية والمالية ليس اكثر ولذلك يطلبون من الكتاب العرب الذين يعرضون اقلامهم للبيع للكتابة عن قدرة الامراء وشخصياتهم ومساهماتهم في الحياة العامة و السياسية واختلاق الاخبار و القصص حيث لا يمكن لاحد ان يتحقق من الاحداث داخل هذه الدولة البوليسية .
يشعر ال سعود بانهم مهمشون في الاعلام الغربي وان لا احد ياتي على ذكرهم وحتى عند مشاركتهم في مؤتمرات وندوات عالمية فان لا احد من المراسلين او الصحفيين يوجهون اليهم اسئلة او يجرون حوارا معهم حيث يكون الاهتمام منصبا على الدول التي لها وزن وثقل سياسي كايران وتركيا مثلا و دول الغرب ولذلك تقوم الوفود السعودية المشاركة باخذ طاقم اعلامي سعودي تلفزيوني وصحافي ليقوم هو باجراء اللقاءات مع الوفد السعودي الذي يجد نفسه معزولا ومنبوذا كون لا احد يرغب اضاعة وقته معهم .
الاشادة الوحيدة التي تحصل عليها الحكومة السعودية هي من قبل الاعلام السعودي داخل السعودية ومؤسساتها خارج السعودية حيث ان كل الاعلام السعودي يدار من قبل وزراة الداخلية السعودية و التي اضطرت قبل فترة الى التنازل عن الاعلام الخارجي الى مؤسسة بندر بن سلطان الامنية .
في ظل هذه العزلة تضطر السعودية الى شراء كتاب يعوضون النقص الذي تعاني منه خصوصا وان القراء العرب لا يعيرون اي اهتمام للكتاب السعوديين ولا يقرؤون لهم ولذلك تبحث اجهزة الامن السعودية عمن يلقي الضوء على السعودية من غير السعوديين لعلهم يجذبون القارئ العربي متناسين ان اغلب الذين يكتبون للاعلام السعودي من غير السعوديين هم ممن باعوا اقلامهم للغير من حكومات وساسة وبالتالي فان القارئ عندما يمر امامه اسم فلان او فلان فانه لا يقرا له لانه لا يحترمه كونه يبيع قلمه لمن يدفع اكثر فهم ممن كتبوا لصدام حسين ومن ثم كتبوا للكويت بعد الغزو وهم الان يكتبون للسعودية وبالتالي فلا مصداقية لهم عند القارئ خصوصا بوجود كتاب لهم مبادئ ومواقف حيث يجد القارئ في كتاباتهم الصدق ويطلع على الحقيقة فيما كتاب السعودية مشغولون باختراع الاكاذيب واشاعة الافتراءات وتزييف الواقع واثارة البغضاء و الطائفية و الاحقاد بين ابناء الامة العربية ولذلك ليس لديهم اي رصيد عند القارئ .
تبقى السعودية تبحث عمن يحترمها ولكنها لا تجد الا الاحتقار و التجاهل ولذلك تحاول شراء اهتمام الافراد و الشعوب بالمال متناسية ان ليس كل شيء يمكن شراءه خصوصا وانها دولة يعرفها العالم على انها راعية للارهاب ومن دون تاريخ ولا حضارة وتحكمها عائلة متخلفة لا يهمها الا المال و الجنس وبالتالي فهي ليست دولة محترمة ولا يحسب لها حساب في المعادلات الدولية سوى انها عبارة عن خزينة اموال تدفع فقط دون ان تناقش او تسال عن رايها وبالتالي فدولة كهذه لا يمكن للاعلام ان يعيرها اهتمامه او يشغل وقته باوضاعها.
اذن تنشغل السعودية بايجاد كتاب لها فيما يصرف الاعلام اموالا وجهدا ليكتب عن دولة او ليجري لقاءا مع سياسي من دولة معينة وقد يكون اكثر ما يؤذي السعودية ويجعلها غاضبة وحاقدة هو الاهتمام العالمي بجارتها ايران فمثلا وعند حدوث انتخابات في ايران فان اغلب وسائل الاعلام العالمية تتجه الى ايران لتغطية الاحداث فيما لا يتوجه احد من هؤلاء الى السعودية مهما كان الحدث فمثلا عند وفاة سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ووزير الدفاع و الطيران ارسلت الحكومة السعودية دعوات مقرونة ببطاقات سفر وضيافة كاملة لقاء تغطية الحدث الا ان اغلب وسائل الاعلام رفضت الحضور وبالتالي فعندما تقارن السعودية الاهتمام العالمي بايران والتجاهل التام لها رغم تعهدها بدفع مبالغ كبيرة مقابل نشر المقالات او اجراء المقابلات فانها تعتقد بان شراء الاقلام و الكتاب و الضمائر سيجعلها في مصاف الدول المهمة متناسية ان حصولها على اهتمام العالم لا يتاتى من خلال تقديم الاموال او دعم الارهاب او اثارة البغضاء و الاحقاد و الطائفية بين الشعوب و البلدان ولكنهم يبقون يحاولون ولا يتعامل معهم الا بائعوا الضمائر و الاخلاق و الشرف .
مقالات اخرى للكاتب