صداقات تربطني اجتماعيا بزملاء اعلاميين، لمست منها حقائق تدل على نزاهة وتسامٍ في اداء المسؤولية، لدى رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي.. الذي لا اعرفه شخصيا ولا يعرفني، وربما لم يقرأ لي اية مادة ولا اظنه سيقرأ حتى عمودي هذا، ولا تعنيني قراءته الا كما يعنيني اي قارئ آخر، مع نزر من مفاضلة؛ لكونه مسؤولا كبيرا في الدولة.
لكن للانصاف اقول، علمت من زملاء يعودون الى اصول جنوبية.. شيعية، انهم يعملون في مكتب النجيفي شخصيا، وان الرجل يعتمدهم في انجاز مهماته من دون ريبة ولا وجل طائفي.
وهذا ما نتمنى ان يتحلى به المسؤولون العراقيون في الدولة، اذ يفرض المنصب عليهم التجرد من انتماءاتهم الفئوية.. طائفيا وقوميا وحزبيا.
اعتماد الكفاءة، في اشغال المكان بالشخص المؤهل له معرفيا، داخل المفاصل الثانوية للدولة، من حيث مدراء مكاتب المسؤولين واعلامهم ومنظمي ارشيفهم ومستشاريهم.
وخاصة المستشارين؛ فالمستشار مؤتمن، يسهم في بلورة موقف المسؤول الذي يأتمنه على اعطاء الصورة الصحيحة التي ينتقل بموجبها الموقف الرسمي لتلك الشخصية المسؤولة، من وراء ابواب مكاتبه المغلقة الى العلن و.. لات مندم.
الكلمة التي تقال لا يمكن استعادتها ولا محوها من اسماع الناس؛ لذا يتوجب على المسؤول ادراك حجم الاهمية في ما يقول وما يذهب الى تنفيذه من القول.
ولكي يحصن نفسه عن الانزلاق في مهاوي الانحيازات غير المبررة، ولا يتورط بـ (انصر اخاك ظالما مظلوما) يجب ان ينوع مصادر الرأي في منظومة اشتغاله، وهذا ما لمسته من رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، من خلال جوق الاصدقاء غير السنة وغير الموصليين الذين يشغلون حيزا واسعا ومؤثرا من مديات العمل في مكتبه، آملا ان يقتدي به المسؤولون العراقيون.
تأكد لي ذلك عندما عرضت احدى الصديقات المقربات علي، ان تصدر لنا تنسيبا من دوائنا الى الى مكتب النجيفي، انا.. من العمارة وزميلان احدهما من الناصرية والثالث من النجف، فقلت لها الا يحصر التنسيب الى مكتبه بالسنة والموصليين؟ قالت كلا؛ بدليل وافقوا وستأتون الى جانبي.. انا واسم والدي عبد الحسين من الحلة وفلانة الموسوي، لا طرح طائفي في مكتب النجيفي، ولا يحتكم الى ذلك في مسعاه لتأمين وسائل عمل نيابية مثلى، سواء بادوات شيعية ام سنية ام مسيحية ام كردية ام تركمانية ام ايزيدية.. لا على التعيين، من حيث ما جاء الولاء الوطني، يستقبله الرجل، ويحاول تفعيل الطروحات اجارئيا بخدمة العراق؛ ايمانا منه بان الجميع عراقيون، كل من منبعه الفئوي، يلتقي مع الآخر في حاضنة العراق ولاءً.
مقالات اخرى للكاتب