إلى محرابه المنيف
يهبط اليمام
ينقر الآجر ويمضي
الباحة تكفي لسيول
وعيون الفقراء تبصر أمواج خيول الله
يغتسل العابرون بماء الفجر
ويأسرون لصوت المؤذن
المدخل الأبنوس
تفركه أصابع الطواف
تهبط الزائرة الحسناء
برفق نبوي
طاعنة في الأسى
ينبلج الإيوان إلى أقصاه
أدعية تهبط بسلام
يتشظى النور
يوثق كالحكمة
الرجل المحمول بأفئدة العابرين
أوقف نزيف العربات
يبدو غريبا
دعوه يمر يلقي زنبقة أو فاتحة ويغادر
قبل وصول الغرباء
تزيا بالموت
الكوفة تمتد بين تماثيل بغداد
ودهاقين البصرة
والعابرون رجعوا كأخر أيام الطوفان
نحو منازلهم
العشاء يبتلع الغروب
غلق أبواب الصاج عليك
وكحل عينك بالسجود
أثخنتك الطعنات
الكوفة تكشف ظاهرها
بردك يتشظى كحنايا السقف
وعيناك إلى الجنوب
منهمك في البكاء
أطبع قبلاتي الباردة
على وجهك الساخن
أنا الشاهد الوحيد
على حروبك الخاسرة