ترتفع درجات الحرارة الى مستويات قياسية وفي الأفق البعيد. تحمل الرياح (السموم) الغبار والأتربة ومخلفات يمكن لها أن تحلق في الهواء ،الدروب موحشة قاسية ،والأشجار مثل نساء الشواطئ عاريات لكن فرقا كبيرا بين شجرة عارية في العراق، وإمرأة عارية على شواطئ ريودي جانيرو، أو على شواطئ المتوسط ، الكهرباء مثل إشارة المرور تتغير ألوانها من حين لآخر ( أحمر أخضر أصفر) تأتي وتروح بلا إحترام ،وكبار المسؤولين يكذبون ، فهم ينتجون الكهرباء ويصدرونها لخارج البلاد بعد أن إطمأنوا الى إستقرار الحاجة المحلية ،والمستشفيات في غاية النظافة !!!! والأطباء ماهرون الى درجة تشعرك بالإرتياح، بينما الممرضات، وعاملات الخدمة مثل متسولي الشوارع يركضن الى جانب نقالة المرضى والذين يخرجون للتو من صالة العمليات طلبا للمال من ذوي المريض. رجال المرور يبحثون عن فرص لسلب الأموال من الناس، يحاسبونهم على تقصيرهم في وضع حزم الأمان في شوارع مكتظة لاحركة فيها، والحر القاتل يجعل ثيابهم ملتصقة على أجسادهم المتعرقة ،بينما الوقود ينفد عند نقطة تفتيش يقف عندها شرطي، أو جندي لايعرف مايريد على وجه الدقة ويتلذذ بعذاب المواطنين . مجلس النواب والحكومة مثل زوجتين لأخوين في بيت واحد ومعهما والدة الزوجين، وهن جميعا يتآمرن على بعض ويسقطن بعضا، ويشتمن بعضهن البعض ،ويفعلن الأفاعيل من أجل السيطرة والنفوذ ،وإذلال بعضهن، بينما الزوجان حائران دائخان لايعرفان مايريدان .في هذا الوقت من العام ،وحين يتحول المناخ في العراق الى طقس مغبر حار مزعج ،وتشح المياه ،وتنعدم الخدمات يكون مجلس النواب العراقي تحت ضغط أجهزة التبريد التي حولت النواب والموظفين الى مايشبه الموتى في ثلاجات المستشفيات التي تحتفظ بالجثث ،وكل الخدمات متوفرة لبعض المسؤولين، ويحرم منها الشعب .مسؤولون ونواب ووزراء لايروق لهم العلاج في الداخل العراقي ويبحثون عن مستشفيات في الخارج ليعالجوا فيها من أمراض مختلفة،تصوروا إن أحد المسؤولين ،وربما مثله كثير يذهبون الى عواصم أوربية ليقيسوا ضغط الدم ،وليعرفوا نسبة السكر فيه ،ولايثقون بمستشفيات العراق على الإطلاق ،بينما يتوفر العراق على أطباء جيدين أقله في عملية تحليل الدم لمعرفة نسبة السكر فيه ودرجات الضغط وووووووو. التفجيرات الإرهابية تثير القلق لدى الناس العاديين الذين لايجدون من يحميهم على الإطلاق ،فبسهولة يمكن أن يقتل أي شخص، وبسهولة يمكن أن تنفجر سيارة مفخخة تطيح بالعشرات، وتدمر المنازل والأسواق والسيارات ،وبسهولة يمكن أن يدخل أحد المجاهدين المدججين بالإيمان والديناميت الى مكان ما صارخا .الله أكبر،ثم يفجر حزامه الناسف فيقتل العشرات ويصيب مثلهم ووووووووو يفعل مايريد ،ولايمنعه عشرات آلاف الجنود وعناصر الشرطة والأمن والإستخبارات والسيارات المصفحة والمدرعات والدبابات وووووووووو. أنا خائف من إنقطاع الكهرباء والماء ومن فقدان الوظيفة،ومن إرهابي يمكن أن يقتلي أو من متعصب يهينني أو من شخص مؤمن بإتجاه او بحركة يريبه ماأفعله فيحولني الى كافر فاجر، ومن نقطة تفتيش يقف فيها عنصر أمن بمزاج متعكر،ومن رجال المرور ومفارزهم التي تشبه في عملها عمل قطاعي الطرق ،ومن مستشفيات لاتقدم الخدمة وخائف من سياسيين لايخافون الله في الشعب وهم منفصلون عنه يتركونه ويهربون لأشهر وأسابيع للإستجمام مستفيدين من رواتبهم العالية وووووووووو همداني ..
مقالات اخرى للكاتب