Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مصر والعراق... او بالعكس
السبت, آب 3, 2013
نبيل رومايا

 

منذ بداية التحركات الشعبية في مصر في الخامس والعشرين من يناير 2011 وما ادت اليه من تغيرات في المشهد السياسي المصري، يستمر الجدل والنقاش بين الكتاب والمحررين والسياسيين حول تأثير هذه الثورة والتحرك الشعبي على الوضع السياسي العراقي. فمنهم من لا يعطي لها اية اهمية من ناحية التأثير على الوضع في العراق او المنطقة ويعتبر أحداث الثلاثين من حزيران/ والسادس والعشرين من تموز/2013، بأنها مجرد انقلاب عسكري، ومنهم من يقول بأنها ثورة ستؤسس لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية في مصر بل ستتجاوز حدود الدولة المصرية وتصبح نموذجا عربيا واقليميا للتغيرات اللبرالية العلمانية بعد رفض شعبها لنموذج حكم الاسلام السياسي. وهذا الرفض سيدعم الحراك الشعبي الرافض للأحزاب السياسية الاسلامية في المنطقة بدأ من دول شمال افريقيا مرورا بالعراق وايران وحتى تركيا.

مفارقات الحالة المصرية والعراقية:

1. بالرغم من أن حسني مبارك حكم مصر لمدة 30 عاما الا ان عنف دكتاتورية البعث وصدام وحكمهم الدموي وتدميرهم للنسيج الاجتماعي العراقي بشكل لم يضاهيه احد، اثر بشكل كبير على امكانية العراقيين في اخذ المبادرة والقيام بتحرك شعبي في حينها.

2 . بالرغم من دخول الدولتين في حروب الا ان حروب مصر مع اسرائيل اخذت طابعا وطنيا ووحدت المصريين، على العكس من الحروب العبثية العدوانية التي شنتها حكومة البعث على ايران والكويت والتي فرقت العراقيين ودمرت العراق.

3 . حكم البعث والحروب والحصار وتدمير البنية التحتية والاحتلال وحكم المحاصصة الطائفية أثر على شخصية الانسان العراقي وغير أولياته الحياتية وحولتها من مطالب وطنية تدعو للحرية والعدالة والمساواة وتطوير المجتمع وتحسين المستوى المعيشي لكل الشعب، الى أوليات في البقاء على قيد الحياة وتأمين المعيشة اليومية الشخصية. وجرى هذا التغيير في الشخصية العراقية على مدى عقود ومنذ ثمانينات القرن الماضي ولايزال مستمر لحد الان. في مصر بالرغم من وجود طبقات مسحوقة وفقيرة الا ان تحركها انصب في خدمة المجتمع المصري ككل وجاءت مطالبها لتحسين الوضع العام.

4 . المصريون يعشقون مصر ويسموها "ام الدنيا". في العراق صفة المواطنة انعدمت تقريبا وحل محلها صفات غريبة عن مجتمعنا مثل الطائفة والقومية والدين.

5 . التدمير الكامل للثقافة العراقية وانعدام الإنتاج الثقافي بكل اشكاله لفترة طويلة وتحويله الى ابواق مؤيدة في وقت النظام السابق، واستمرار تدميرها بعد التغيير وبعد سيطرة الاسلام السياسي على الحياة العامة في العراق بحجج الدين والعادات والتقاليد في محاولة لإعادة المجتمع للقرون المظلمة وفرض اللون الواحد عليه. في مصر لم يجر انتكاس للثقافة والابداع الا في فترة حكم الاخوان القصيرة والتي كانت احد اسباب رفض المصريين لهم.

6 . تحرك الشعب المصري ككل ضد "عدو" مشترك (الاخوان)، مثلما كان العراقيون يعادون نظام البعث بشكل عام. اليوم العراق ينقسم بشكل كبير بين قومياته وطوائفه واديانه وكل فئة لها خصوصيتها ومطالبها وليس من السهولة جمع كل هذه الفئات تحت شعارات وطنية واحدة، الا من قبل بعض الاحزاب والتجمعات الوطنية العابرة للطائفية.

7 . بعد التغيير في العراق رسَّخت حكومات المحاصصة الطائفية والاحزاب الاسلامية السياسية والقومية وميلشياتها الصراعات الطائفية والقومية، وبدلا من أن تصبح مطالبهم مطالب وطنية تصب في خدمة العراق وشعبه، اصبحت مطالبهم طائفية انقسامية تصب في مصلحة المنطقة والاقليم. وتحت هذه الحكومات والاحزاب ارتفعت اصوات التقسيم والانفصال، واصبحت كلمة الوطن والمواطنة تاريخ نقرأه في الكتب القديمة، وازداد الفساد وسرقة المال العام وتحولت الوزارات الى واجهات حزبية. في مصر وفي العراق أُختزلت التجربة الديمقراطية في صناديق الاقتراع تحت قوانين جائرة أمنت فوز احزاب الاسلام السياسي، في مصر رفض الشعب الممارسات الغير ديمقراطية للحكومة المنتخبة وازالها. في العراق الصراعات الطائفية تزداد والشعب يدفع الثمن.

8 . جرى تراجع في كل من مصر والعراق لحقوق المرأة بشكل عام تحت حكم الاحزاب السياسية الاسلامية، في مصر جرى رفض الشارع لهذه الانتهاكات وشاركت المرأة في التظاهرات واليوم هناك وزيرات في الحكومة المصرية. في العراق بالرغم من ان الدستور ضمن حقوقهن في كافة مجالات الحياة وفي التمثيل البرلماني ومجالس المحافظات الا ان هناك تراجع كبير في حقوق المرأة العراقية بسبب ممارسات الاحزاب السياسية الاسلامية وفرضهم تقاليد وعادات بالية على المرأة واعتبارها من الدرجة الثانية اجتماعيا.

9 . جرى اضطهاد للأقليات في كلا البلدين من قبل الاسلاميين المتطرفين، في مصر جرى التصحيح بعد التخلص من حكم الاخوان، في العراق اذا استمرت الامور بهذا الشكل بدون دعم وحماية الاقليات الدينية والقومية فلن يكن هناك اقليات في العراق قريبا، وسيفقد العراق تنوعه والوانه الزاهية للابد.

10. هناك فروقات اساسية في شكل الدولة المدنية في مصر والعراق، في مصر الجيش له خصوصيته واستقلاله، المحاكم مستقلة، الدولة لها كيان ومؤسسات. في العراق كل شيء تحت سيطرة الحزب الحاكم، في السابق كانت مؤسسات الدولة مجيرة لحزب البعث ممثلة بالقائد الضرورة، واليوم القائد العام للقوات المسلحة يسيطر على كل الوزارات والمؤسسات الامنية. الدولة تحكمها الاحزاب المتنفذة وتسيطر على الوزارات، المحاكم بيد الاحزاب ويبقى الشعب خارج قوس في هذه المعادلة. الجيش بقى مهني في مصر واستطاع القيام بدور ايجابي واساسي في التغيرات الاخيرة. في العراق ولاءات الجيش للأحزاب السياسية الاسلامية وليس للوطن.

11. التدخل الخارجي والصراعات الاقليمية والدولية اثرت بشكل مباشر على كل من العراق ومصر، وفي كلا الحالتين التأثير سلبي وخاصة في العراق الذي تحول هذا التأثير الى صراع دموي ادى بحياة الالاف من العراقيين.

12. القوى العلمانية اللبرالية في مصر لم تمر بمرحلة تدمير مثلما مرت به الاحزاب والتيارات العلمانية في العراق. ولعبت هذه القوى دورا اساس في التغيير في مصر. في العراق الاحزاب والقوى العلمانية اللبرالية لاتزال في دور لم الشمل والخروج من انتكاسة وارهاب دام لأكثر من اربعين عام.

في النهاية يبقى السؤال المطروح، هل ستؤثر الثورة المصرية على الوضع العراقي حاليا ومستقبليا؟ الجواب بالتأكيد سيكون هناك تأثير، فالعالم اصبح قرية صغيرة وما يجري في محيطنا العربي والاقليمي سيؤثر حتما على وطننا, والشعوب ترفض القيود والرضوخ لسياسة الاضطهاد. إن حكومات الاسلام السياسي تثبت فشلها يوما بعد يوم في امكانيتها حكم دولة مدنية، فهناك فروقات شاسعة بين متطلبات الدولة المدنية المتنوعة الشعوب وبين قوانين السنّة والشريعة التي تؤمن بها شريحة واحدة من هذه الشعوب. فالدولة المدنية الديمقراطية تعطي الحقوق كاملة لكل شرائح المجتمع الدينية والقومية، ولكن العكس غير صحيح. أي ان الدولة الدينية او الدولة التي تحكمها الايدولوجية السياسية الدينية لن تستطيع اعطاء الحقوق لكل ابناء وبنات شعبها وخاصة في دولة متعددة الطوائف والاديان والقوميات مثل العراق.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.40347
Total : 101