العراق تايمز: تناولت وسائل اعلام ومواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي خبر استقالة اللواء الركن ناصر الغنام في الحادي والعشرين من تموز الماضي بشئ من النقاش والتحليل محاولة الوصول الى الاسباب الحقيقية التي تقف وراء الاستقالة، وكثرت التصريحات الصحفية من جهات حكومية وغير حكومية بعضها للتبرير واخرى للتنديد بهذه الاستقالة التي تعتبر الاولى من نوعها في المؤسسة العسكرية العراقية بعد عام ٢٠٠٣.
مصادر مقربة من قيادة حزب الدعوة افادت بان الاسباب التي ذكرت بعيدة عن اصل الحقيقة، ان استقالة الغنام جاءت على خلفية حصول خلافات بينه وبين احمد نوري المالكي ــ نجل رئيس الوزراء العراقي ومدير مكتبه الخاص والمشرف على جميع الاجهزة الامنية الخاصة ــ حول تقاسم المبالغ المالية التي كان يحصل عليها الغنام من خلال عمليات الابتزاز والتهديد والاعتقال للمقاولين والتجار في مناطق بغداد باسلوب مشابه لاسلوب عمل المافيا، حيث اكد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته ان الغنام وبأوامر واشراف مباشر من احمد المالكي كان يقوم بعمليات الابتزاز والمضايقات لرجال اعمال وشخصيات تجارية عراقية، ونفذ عمليات اعتقال لبعض الشخصيات وفق المادة ٤ ارهاب بواسطة المخبر السري سيء الصيت وتتم مساومة هؤلاء لغرض الحصول على مبالغ مالية ضخمة كان يذهب ثلثيها الى جيوب احمد المالكي وحزب الدعوة الحاكم، والثلث المتبقي لجيب الغنام، ولم يكتفوا بذلك بل يفرضون اتاوات على هؤلاء المفرج عنهم بدل توفير الحماية لهم.
وافاد المصدر ان الخلاف حصل بعد ان طالب الغنام بحصة اكبر من هذه المبالغ كونه هو من يقوم بهذه الاعمال الامر الذي رفضه احمد المالكي، وان بعض الضباط في الفرقة ١٧ التي يديرها الغنام قد علموا بهذه الاجراءات ورفضوا الاستمرار بها مما ادى بهم الى التقدم بشكاوى الى وزارة الدفاع والتي امرت بدورها بتشكيل لجنة تحقيقية مع الغنام، وعندما عرض الغنام هذا الامر على احمد المالكي كونه الحامي له حاول الاخير التهرب من الموضوع على اثر الخلاف الذي حصل بينهم، الامر الذي ادى بالغنام الى الهرب خارج العراق وتقديم استقالته عبر الفيسبوك بطريقة هي الاولى من نوعها في المؤسسة العسكرية.
اكد المصدر ان الغنام يمتلك حاليا ثروة كبيرة تقدر بـ٨٠٠ الى ٩٠٠ مليون دولار امريكي تم تحويل جزء كبير منها الى خارج العراق (مصر ولبنان وتركيا) بمساعدة احمد المالكي واشخاص متنفذين في البنك المركزي العراقي.
وناصر الغنام هو خريج الدورة ٧٤ كلية عسكرية.. شغل منصب آمر سرية المراسيم في الحرس الجمهوري حتى إحتلال بغداد في نيسان ٢٠٠٣ و التحق بالحرس الوطني مع أحداث الفلوجة الثانية.! وكان أحد الأذرع الضاربة هناك.. استلم آمرية لواء المثنى ٢٤ التابع للفرقة السادسة بعد أحداث سامراء بفترة قصيرة جداً، ثم اصبح قائد الفرقة الثانية في الموصل لغاية ايلول ٢٠١١ ثم انيطت به مسؤولية قيادة الفرقة ١٧ في جنوب بغداد الى ان اعلن استقالته في الحادي والعشرين من تموز الماضي وسافر خارج العراق الى القاهرة.