العراق تايمز: كتب معمر حبار..
المتتبع لموقف الولايات المتحدة الأمريكية من الأزمة في سورية، وبالتحديد العدوان العسكري المرتقب، وكذا الخطاب العربي المعلن منذ ساعتان عبر اجتماع رؤساء الدول العربية، أثناء القمة العربية الطارئة، يمكنه أن يقف على جملة من الملاحظات:
في بداية ظهور القنوات الفضائية، تمكّن العالم من متابعة الحروب على المباشر، حتى أمسى المشاهد، يتابع القصف الجوي وسقوط الصواريخ، كما يتابع الجمهورالمتحمس أيّ مباراة.
استطاع أوباما، أن يضيف لمسة أمريكية جديدة للحرب القادمة ضد سورية. فهو يعلن عن دقائق الحرب مسبقا، ويقول بأنها ... محدودة في الزمان والمكان، وخلال الأيام القادمة، ولاتهدف إلى إسقاط النظام، ولاتشهد نزول الجنود الأمريكيين إلى الأرض، وسيتشاور بشأنها مع الحلفاء، وفي الأخير سأشاور الكونغرس بشأن الضربة.
إذن، أصبح العام والخاص، يعرف التفاصيل العريضة حول العدوان المرتقب. وهذه من ميزات حروب أوباما، وصفها أستاذ أمريكي، عبر فضائية BBC، بالتخاذل والارتباك، وعدم وضوح الرؤية، وبأنه منح هدية للأسد، ومكّنه من تحويل القطع العسكرية، وتجنب نتائج الضربة المفاجئة.
كل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، لم يترددوا في القصف والتدمير، ولم يثنيهم الخراب والدماء من التراجع، بل إن نجاحهم في عهدتهم الثانية، كان بسبب ما أقدموا عليه من احتلال وتدمير. فهل أوباما سيكون الاستثناء، خاصة وأنه نجح عقب انتقاده الشديد، لغزو بوش للعراق، وأفغانستان؟
فهل كان باراك أوباما سيعود للكونغرس، لو أن ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا، نجح في إقناع مجلس النواب البريطاني في ضرب سورية؟ إذن يمكن قراءة لجوء أوباما للكونغرس، قصد الحصول على التفويض بالضربة، مرده رفض نواب الشعب البريطاني الموافقة على الضربة على سورية. وإلى أن يثبت العكس، لا يمكن فهم موقف أوباما، بأنه يحترم الرأي العام، والإرادة الشعبية.
ان المتتبع للكلمات التي ألقيت، ضمن الجامعة العربية، يقف على أصحابها وهم يترجون الكونغرس، بالموافقة على الضربة العسكرية، لذلك أسرعوا في عقد القمة العربية، حتى يعطوا الغطاء العربي لأي عدوان على سورية. أكد عرب الشق الأول، على ضرورة الاستعانة بالولايات المتحدة الأمريكية والغرب على العموم لضرب سورية، لأن النظام في سورية استعان بروسيا والصين وإيران وحزب الله، وبعض الأطراف من العراق. وفي نفس الوقت، أكد عرب الشق الثاني، على ضرورة الاستعانة بروسيا والصين وإيران وحزب الله وبعض الأطراف من العراق، لأن الجهة المعارضة استعانت بالعرب القادمين وأموال الخليج والغرب المتربص ... فاتفقا الاثنان على وجوب الاستعانة بالأجنبي، لتحطيم أقدم حضارة، وأعرق بنيان، بأيدي أهل البلد!
كتبت بتاريخ 20 شوال 1434هجري، الموافق 28 اب 2013: ... الغرب لا يعنيه إطلاقا، من الذي استعمل الكيمياوي ضد أخيه. المهم عنده ... أن القاتل والمقتول من الأخوة العرب، لا يحق له امتلاك سلاح الضعفاء، ناهيك عن سلاح الكبار. والخط الأحمر عنده ... ليس أن يستعمل العربي الكيمياوي ضد أخيه، فلا يعتبر ذلك من اهتماماته ولا من أولوياته. إنما الذي يستعمله ضد أخيه، سيستعمله غدا ضده في دفعه وصده ... لذلك وجب وقفه اللحظة، والآن قبل الغد، حتى لو استعمله ضد أخيه.
أصبح واضحا أن "الجارة الصهيونية!"، لا بد أن يكون لها جيرانا ضعفاء. فالأمس كان الجار العراقي، واليوم الجار السوري، وغدا ستتسع مسافة الجار، لتشمل من يظن نفسه أنه بعيد ... وما هو ببعيد.
كُتب على العرب، أن يتطوروا بفضل الغاز المكتشف، وينتقلون من الخيمة إلى ناطحات السحاب، وتقام الحروب لأجل الغاز، وتدمر الحضارات بسبب الغاز، ويقتل الأبرياء بسبب الغاز، وتحتل الأراضي والشعوب بسبب الغاز، ويطمع فيها كل طامع، ويكذب علانية قادة الغرب، بسبب غاز كاذب، أشعلوا المنطقة لأجله، وتقام التحالفات لنهب الغاز وتسريبه، وتسقط عروش بسسب الغاز.