لقد أصبح من المعتاد عليه أن تكشف أمريكا عن وجهها القبيح المرة تلو المرة بين فينة وأخرى حتى أصبحت سيناريوهاتها كالأفلام المصرية القديمة أو أفلام الدراما الهندية والتي لم تعد تنطلي على أحد تصريحات ساستها قديما وحديثا،فلو عدنا قليلا بالتأريخ إلى الوراء لوجدنا أمريكا مع ولاياتها المتحدة لم تقم في الأساس إلا على جرائم الإبادة الجماعية حينما أقامت دولتها متشدقة بحضارتها ، على ملايين الجثث من الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين ، هذه أولا أما الثانية فأقول بأن من يظن بأنّ أمريكا راعية للسلام والديمقراطية فهو واهم ولم يتطلع على حقيقة أمريكا التي اتخذت من هذه الأسماء والمسميات شرعية لدعم معيشتها الطفيلية على حساب بلدان العالم الثالث ومازالت تمارس هذه الضغوطات والتدخلات الغير المشروعة في يلدان العالم وعلى وجه الخصوص البلدان العربية والإسلامية حتى جعلت من حكوماتها كلاب حراسة لمصالحها في المنطقة بعدما تعهدت بحماية الكيان الصهيوني من أجل زعزعة استقرار المنطقة والتي ستساهم في استنزاف مواردها بطرق شتى من جهة وتجعلها سوقا لتصريف أسلحتها (التقليدية )من جهة أخرى ليس من أجل الوقوف أمام العدو المشترك (إسرائيل) وإنما من أجل التحارب فيما بيننا كدول عربية وإسلامية وهذا ماحدث فعلا بين العراق وإيران في ثمانينات القرن الماضي ومن ثم غزو الكويت في بداية العقد الأخير من القرن المنصرم وبالتالي مازالت هذه الدول تدفع بمستحقات دمار الكويت وإيران والعراق ولن تتمكن من سدادها إلى قيام الساعة لفوائدها الجمة ناهيك عن سرقة مواردها الطبيعية كالنفط والفوسفات والزئبق الأحمر وغيرها كثير ..أليست هذه معيشة طفيلية...؟ بعد هذه المقدمة أود أن أكشف القناع عن الوجه القبيح لأمريكا والقلوب المظلمة لساستها وسأبدأ من مصر وبعد أن أصر شعب مصر الأبي أن يتخلص من جلاده اللامبارك وأودعه السجن، حيث أتت رياح الخامس والعشرون من يناير بما لا تشتهيه سفن أمريكا وإسرائيل، وما أن تشكلت الحكومة المصرية الجديدة والتي تولت الحكم عبر صناديق الاقتراع وما أن أعلن المهندس الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية قامت قيامتهم حتى ظن البعض منهم أنهم سوف يتيهون أربعين سنة أخرى لذا نصبت شراك نجران وفخاخ قريظة والتي حيكت ضمن برتوكولات حقراء بني صهيون وصدرت الأوامر إلى العسكر بقيادة السيسي الذي خان الثورة قبل أن يحنث بالقسم الذي أداه أمام رئيسه منقلبا عليه وعلى الشرعية الدستورية والتي جاءت عن طريق صناديق الاقتراع النزيهة ،وفي الثلاثين من تموز حيث الانقلاب ليودع الشريف السجن ويعتلي الرويبضة سدة الحكم بمباركة الوجه القبيح لأمريكا وبدعم من أموال العمالة والخيانة من الحكومات العربية خونة شعوبهم ومصاصي دمائها داعمة حفنة من ألأوباش من إعلاميي السلطة الضالين المضللين ودمى اللعبة القذرة من أمثال السيسي ووزير داخليته وهم أجبن ما يكونوا لو لم تكن أمريكا وإسرائيل داعمة لهم ،أما عن سورية فحدث ولا حرج فقد ملّ الشعب السوري من هذا الوجه القبيح لأمريكا وساستها قرابة ثلاث سنوات وهم يدفعون بأرواحهم وأرواح فلذات أكبادهم ثمنا للحرية الحمراء وأمريكا تتشدق بالحرية والديمقراطية في حين يذبح الشعب السوري البطل بغير سكين على مرأى ومسمع من العالم بل كان دور أمريكا دور من يصب الزيت على النار وآخر القباحات ظهور الرئيس الأمريكي في خطابه المتلفز الهزيل المدعاة للسخرية وهو يقول علينا توجيه ضربة تأديبية للنظام ليس الغرض منها تغيير النظام ، فيا ترى ماذا سيستفيد الشعب السوري منها .
أتدرون يا سادة ماذا يريد اوباما من هذه الضربة..؟ أولا يريد قتل المزيد من الشعب السوري عن طريق الخطأ كما فعلوا في باكستان وأفغانستان والعراق ،ثانيا وهذا الأهم وهو القضاء على ما تبقى من ترسانة النظام الحربية والكيماوية كي لا تقع بأيدي الجيش الحر بعد أن أصبح سقوطه قاب قوسين أو أدنى وفي هذا ضمان لأمن إسرائيل لعقود عديدة ، فيا أيها الواهمون من شعوب المنطقة في الدول العربية والإسلامية أفيقوا واستيقظوا من رقدتكم فان عدوكم ليس بالجبار الذي تتصورون ولكنه استطاع أن يستحوذ على حكامكم ويزرع الوهن في قلوبكم واعلموا جيدا بأن أمريكا ليست راعية للسلام والديمقراطية وإنما هي راعية للإرهاب وبكافة مسمياته وذلك من أجل الحفاظ على مصالحها ، وإلا بالله عليكم من المستفيد من التفجيرات التي تطال الأبرياء في العراق وأفغانستان وباكستان ومن المستفيد من الاقتتال الدائر في سورية حيث المسلم يقتل المسلم من الرابح ومن الخسران ، وفي الختام إليكم هذه القصة من الواقع العشائري في العشرينات من القرن الماضي مع تحفظي عن ذكر اسم شيخ العشيرة حيث كان هنالك شيخ لعشيرة عربية قد أمّن معيشته على سذاجة أفراد عشيرته فتعودوا على الاحتكام إليه في كل شاردة وواردة فكان المتخاصمين ولأتفه الأسباب لا يعملون عقولهم لحلها فيما بينهم وكانت المقولة السائدة بينهم (هاي القضية ما يحلها إلا .....)حيث يذكرون اسم الشيخ فيقعون على أعتابه راجين منه حلها وما على الشيخ إلا أن يرفع باكورته بوجههم موبخا إياهم فيتسارع الخصمان بوضع ما قسمه الله من نقود تحت وسادة الشيخ وينصرفوا متصالحين وهم ومن حولهم يرددون الم نقل (هاي القضية ما يحلها غير.....) لربما كان هذا التصرف من الشيخ وأفراد عشيرته يعبر عن الاحترام والوحدة بين أبناء العمومة ، ولكن ألا ترون أن موقع أمريكا في المنطقة موقع الشيخ من عشيرته بفارق المعيشة الطفيلية التي تبتغيها أمريكا عن طريق البلطجة وشريعة الغاب دون تفويض من أحد
مقالات اخرى للكاتب