تظاهرات حاشدة تعم العراق من أقصاه الى أقصاه ،تطالب بإلغاء الرواتب المليونية الفلكية للرئاسات الثلاثة ومجالس المحافظات والدرجات الخاصة ،سبقتها مطالبات للمراجع الدينية العليا الشيعية والسنية والايزيدية والكردية والتركمانية والمسيحية التي حرمت مثل هكذا رواتب بدون سند شرعي لها ،وطالبت بإلغائها فورا،وخرجت كتل مشاركة في حكومة المالكي ،تطالب أيضا بالإلغاء ،وقسم منهم ذهب الى الكتاب العدول في المحاكم للتنازل عنها ،وهو يعلم أن هذا العمل هو بروباغاندا انتخابية وذر الرماد في العيون، (أعضاء من المجلس الإسلامي الأعلى لصاحبه عمار الحكيم وأعضاء في التيار الصدري لصاحبه مقتدى الصدر )،فيما اعترض قسم من أعضاء دولة القانون والعراقية على إلغاء هذه الرواتب ،ولكن خروج التظاهرات بهذه الكثافة في وسط بغداد والمحافظات قد أرعب الحكومة ،وألغت رخصة التظاهر السلمي في بغداد، وحصرت الموافقات بمكتب رئيس الوزراء ،وقامت بقمع التظاهرات واعتقال المتظاهرين وهم بالعشرات، ومازالوا معتقلين ومنه النائب السابق عبد فيصل السهلاني وابنه ،وكذا الحال في ذي قار ونينوى والانبار وديالى وصلاح الدين وغيرها ،في وقت صرح رئيس الوزراء (بأنه يدعم مطالب المتظاهرين وحق التظاهر ) أي تناقض هذا واستغفال وتغويل الرأي العام وهل تظن أن الرأي العام يصدق هذه التصريحات وهو يرى بأم عينه ما تفعله قواتك بالمتظاهرين قتلا واعتقالا وإذلالا واهانات، وسحل في الشوارع، ولم تسلم حتى النساء من هذا القمع الإرهابي للمتظاهرين ،ثم تخرج علينا بهكذا تصريح بائس مفضوح ،لا فلسنا من النوع الذي تضحك عليه وتدلس على الرأي العام من خلاله ،وما جريمة قتل سكان اشرف بدم بارد من قبل قوات سوات سيئة الصيت الا دلالة على ان القتل مباح للحكومة ،ولا وجود للقانون في العراق ،وهؤلاء هم ضيوف العراق منذ ربع قرن ، وهذا دليل قاطع أن حكومة المالكي تنفذ أجندة إيران، وأوامر الولي الفقه ،ويؤشر هذا قوة نفوذ حكام وملالي طهران الديني والعسكري والسياسي ،ونعود الى نواب البرلمان العتيد الذي يتباكون على الشعب ويكذبون عليه ويدعون تمثيله ليل نهار ،هؤلاء النواب كذابون بامتياز وخاصة من يعلن مطالبته إلغاء الرواتب المليونية ويصرخ في الفضائيات انه مع إلغاء الرواتب ،وهو يرى حكومة المالكي كيف تقتل وتقمع المتظاهرين المطالبين بإلغاء الرواتب وهو يرى كذب الحكومة الفاضح بأنها مع مطالب المتظاهرين وتخفيض الرواتب ،نقول لهم وللحكومة ،من يريد تخفيض وإلغاء هذه الرواتب اللعينة عليه ،يخرج جميع نواب البرلمان العراقي في مظاهرة في المنطقة الخضراء (كي لا يقولوا إننا لا نستطيع التظاهر في ساحة التحرير خوفا من التفجيرات ) إذا كانوا صادقين في سعيهم وتصريحاتهم واجزم بأنهم ليسوا كذلك ،فمن يريد إلغاء الرواتب التقاعدية حقا عليه أن يذهب الى البرلمان ويصوت على الإلغاء ويعود الى الدستور لأخذ الشرعية الدستورية ويلغي الرواتب وهي عملية سهلة جدا ،ولا تحتاج الى هذا كل الكذب على المواطن وتضليله وابتزازه ،فلا مجلس النواب جاد وصادق في طلبه إلغاء الرواتب ولا الحكومة التي تدعي تخفيضها سرا جادة في مسعاها ، كل هذا التضليل الحكومي والبرلماني يدخل في باب المزايدات السياسية والدعاية الانتخابية وما إجراءات الحكومة في إطلاق سلم الرواتب المزعوم والعفو العام عن الأبرياء ،وبناء الوحدات السكنية لمئات الآلاف من المعلمين والمدرسين وتوزيع الأراضي وغيرها إلا دليل على أن هذه الوعود التي نسمع بها منذ أكثر من سنتين ما هي إلا دعاية انتخابية وتسويف. الغرض منه البقاء في السلطة الى أقصى فترة ممكنة لحين انتهاء الدورة ،وإسكات المتظاهرين للعدول عن تظاهراتهم ومطالبهم المشروعة ،وإلا لماذا يتظاهر أهل الانبار وديالى ونينوى وسامراء وتكريت والبصرة وذي قار وكركوك الحويجة منذ أكثر من ثمانية أشهر دون أن تلبى مطالبهم التي يقول عنها رئيس الوزراء بأنها (مشروعة ويدعمها ويدعم حق التظاهر )،باختصار إن حكومة المالكي ومجلس النواب يكذبون على الشعب ويضللونه بتصريحاتهم وبالونات وعودهم العرقوبية ...إنها ديمقراطية الكذب والتضليل الأمريكي في العراق(الجديد).....
مقالات اخرى للكاتب