منذ نهاية الربع الاول من القرن الماضي وظهور الاتحاد السوفيتي كقوة كبيرة تسعى لأمتداد نفوذها من محيطها وابعد من ذالك الى بلدان الشرق الاوسط والمياه الدافئة بدأت امريكا ودول اوربا بتشكيل تحالفات دولية وعسكرية لوقف هذا الزحف الاحمر الى العالم والى منابع البترول للسيطرة اقتصاديا عليها بالأضافة الى نشر الافكار والمبادى الماركسيسة اللينينة من خلال تبنيها الاحزاب الشيوعية التي رعتها رعاية كاملة وامددتها بالمعونات المادية والوجستية وخاصة في الدول العربية وافريقيا ودول امريكيا اللاتنية للوقوف على ارجلها وكانت موجه الاعتناق للشيوعية والمد اليساري وبروز طبقة مثقفه في صفوف ابناء هذه البلدان انتشرت بشكل مخيف ومفزع للغرب
وكانت لهذه الطبقة المثقفة اليسارية التي تشربت الفكر الماركسي في الجامعات ومراكز الدراسات في موسكو وبأعداد كبيرة من دول العالم الثالث ومن ابناء الوطن العربي اثره الكبير ان تتحرك القوى الامبريالية ببرمجة جديدة وهي ضرب الاتحاد السوفيتي من الداخل بواسطة اجهزتها المخابراتية وعملائها لتهديم بنية الاتحاد السوفيتي بعد ان ايقنت ان البرامج العسكرية والحروب لاتعطي نتيجة بعد ان ساعدتها الظروف الاقتصادية الصعبه للمواطن السوفيتي الذي الذي كان يعيش طفيلي على الدولة كما ان انتشار الاجهزة المرئية بنطاق واسع ونشر الاعلام الغربي مفاتن الحياة خارج السياج الحديدي قد اصبح هاجس ومحرك قوي لتحطيم هذا السجن الكبير والانطلاق نحو الحرية والاقتصاد الحر وكان الانهيار والتفكك والانتصار الغربي على الدب الروسي المتمتع بسباته العميق الذي ظل في نهجه الماركسي الليني رافظا تطويره والانفتاح على العالم والمحافظة على التشدد في ادارة صراع الاتحاد السوفيتي-الامريكي مستندا على قبول تحدي سباق السلاح وبعد تبني ميخائيل جورباتشوف خطة المهادنه وممارسة النقد للنجاح السابق وخاصة بعد تدهور القدرة الاقتصادية فكان ماكان من تفكيك الاتحاد السوفيتي رسميا في 25 ديسمبر 1991 بسبب التزمت والكبت ولم يعد لأيدولوجية الفكر الماركس جاذبية بين نفوس الجماهير لما عاشة من حرمان وكبت للحريات الدينية والقومية فأنهار هذا التماسك وقد تصدرت امريكا وتوجهها بكل ثقلها سياسيا واقتصاديا واعلاميا واستثماريا في انهيار هذه الدولة الكبيرة المترامية الاطراف واستمرت روسيا بمعالجة وضعها الداخلي والانشغال بتثبت كيانها والاستقرار لمده سنين طويلة وبعد ان تسلم بوتين مقاليدالسلطة والحكم من خلال شخصيته القومية مدعوما من قبل الاجهزة الامنية والاستخباراتية التي جاء منها بداء الانتفاض بهدوء ومن ثم الانطلاق بقوة من خلال احداث القرم وتحديه الصارم والقوي لأمريكا ودول الغرب قد مكنه من الانطلاق الى ماكان يحلم به الاتحاد السوفيتي سابقا واستغل وقوع امريكا في اخطاء قاتلة بعد احداث 11 ايلول بالتدخل في افغانستان والعراق وفشلها الذريع في تفسير الاوضاع لصالحها واعترافها بالفشل والانكسار والسبب في ظهور الحركات الاسلامية المتطرفه والتي اصبحت تهدد العالم اجمع وتضرب متى ماتشاء امريكا وحلفائها في عقر دارهم وساد الذعر والرعب بعد احداث باريس وبروكسل وانهيار معنويات الشعوب كما كان لموقف روسيا مع بشار الاسد وعدم السماح لقوى التحالف من الاعتداء والتدخل مباشرة لأسقاط النظام السوري رغم الظغوط والمفاوضات التي استمرت لسنين واصرارهم علي التحدي قد ادى الى التراجع من المواقف المتشددة لدول التحالف واحدث تراجع وتشتت لدول الغرب التي لم تتخذ موقفا جديا لاحداث سوريا وابقت الباب مفتوحا لدخول القوى الاسلامية المتشدده والتراخي قد سهل للروس الدخول مباشرة وحماية النظام واصبح الروس طرفا قويا بلا منازع وبمساندة النظام الايراني كما ان ضعف وتردد اوباما قد قد استغل استغلالا كاملا من قبل بوتين وبدأ بالتمدد وانشاء القواعد العسكرية الجديدة والوصول الى هدف الاتحاد السوفيتي سابقا بالوصول الى المياه الدافئة وامتدت ايديهم الي العراق حليف امريكيا وحاضن النظام الذي جاءت به وتمرده علي متبنيه كما اصبح يلوح بالتهديد لدول الخليج الحلفاء الحلفاء المزمنون واصبح قوة فاعلة ترسم السياسة في هذه البلدان بصورة مباشرة وغير مباشرة والغرب يتفرج ويمارس الدبلوماسية الناعمة واصبح المواطن في الشرق يلعن امريكا ويلعن اوباما لما وصلت حالة شعوبهم من تردي وفزع وخوف من القادم وكشفت هذه الشعوب زيف وكذب الموقف الامريكي من المساندة لها وبذلك يكون الروس قد حطو الركاب في المنطقة التي كانو يحلمون بها بسبب ضعف وتردد السياسة الامريكية وفشلها وانهيارها مثل كثبان رملية تظهر وتختفي في وسط الصحراء
مقالات اخرى للكاتب