لم تسعفه ظروفه المادية والمعيشية الصعبة وهو رب أسرة كبيرة حمل تركتها من اب بسيط ، من ان يكمل دراسته الجامعية فاضطر ان يتوظف في معمل سمنت الكوفة ليعيل اهله وذويه . وحتى واتته الفرصه ليكمل دراسته ، انخرط للدراسة في كلية القانون في الدوام المسائي. وعلى الرغم من ارتباطه الوظيفي وساعات العمل المضنية كان هناك من ضعاف النفوس من الموظفين الذين يفوقونه في التدرج الوظيفي من يستهزئ به تارة وبين من يضع المعرقلات بخبثه امام اصراره لاكمال دراسته . ” كاظم كمر ” . كان الفتى الذي جلد وجوه حاسديه بسوط التحدي ليقول لهم ها انا ذا حصلت على البكاريوس في القانون وسوف احصل على الماجستير ولو كلفني ذلك ان أبيع اثاث بيتي وأمضي مستعدا لجميع التحديات الوظيفية . وقد كان له هذا واستطاع ” كاظم ” ان يحصل على الماجستير في القانون ولتقر عينه اخيرا .
لكن هل مشت رياح مسؤولية كما تشتهي اشرعة سفن كاظم .
يقول الاستاذ ” كمر ” والالم يعتصره ، ” بعد ان حصلت على شهادة الماجستير كنت اتوقع ان يتغير موقعي الوظيفي وبما يتلاءم والشهادة التي حصلت عليها بعد ان قدمت وثائقي الى ادارة المعمل لكنما دون جدوى وطرقت ابوابا عدة وتكلمت مع مسؤولي المباشرين فلم احصل على اية نتيجة بسبب اصرار مدير المعمل على بقائي بموقعي متحججا بحجج شتى ، مضيفا انا الان ومع ما احمل من شهادة عليا اداوم في ” الاستعلامات ” . قالها ووجدت الدموع تتلجلج بحدقات عينيه دونما ان يفك زمامها لتتساقط ، تمالك بعدها رباطة جأشه ليواصل حديثه معي قائلا ” انا هنا اناشد السيد وزير الصناعة والمعادن و السيد مدير عام شركة الاسمنت الجنوبية من اجل انصافي وان احصل على استحقاقي الوظيفي وفي الموقع الذي يتواءم وما حصلت عليه من شهادة عليا . مضيفا ، حتى اني بت اشعر بالاهانة للشهادة التي امتلكها اولا واهانة لشخصي كوني موظفا ولي سنوات خدمة طويلة ثانيا . واتساءل هنا اين مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب ” ؟، . بهذه الكلمات وهذا التساؤل ختم حديثه معي بعد ان طلب مني ان اوصل صوته من خلال رجالات السلطة الرابعة وحسب تعبيره . اخيرا نتساءل: هل لمثل هذا الاستاذ وبعد ان ضحى بالكثير وبذل الجهود المضنية وكد وتعب واجتهد من ان يكافأ هكذا ويرمى في مكان وظيفي يشغله طالب ابتدائي. هل هكذا نجازي كفائاتنا من حملة الشهادات العليا يامسؤولينا ؟؟؟ .
مقالات اخرى للكاتب