خاص بالعراق تايمز ــ أذعن ساسة العراق لعصا أولياء نعمتهم البريطانيين والأمريكان، وتخلوا قليلا عن تعنتهم رضوخا للمطالب البريطانيين والأمريكان بتأجيل تصعيد خلافاتهم المؤدي والمجهزة لإعلان الدولة الكردية وتقسيم البلاد، لوقت آخر، بعد أن أدركت بريطانيا وأمريكا أن موعد التقسيم في هذه الفترة ليس من صالحها بسبب الفوضى التي تعيشها المنطقة حاليا.
وجال السفير الأمريكي في العاصمة العراقية بغداد ستيفن بيكروفت، في الأيام القليلة الماضية بين بغداد وأربيل لنشر أوامر إدارته لساسة العراق بالتهدئة، ففي بغداد شاعت أجواء التهدئة بعد تهديدات المالكي بإجراءات "غير مسبوقة" لكل من يحاول سحب الثقة عنه، وبدأ مستشاري المالكي بالحديث نيابة عنه عن أجواء التهدئة والعودة للحوار.
وفي أربيل سارع جلال الطالباني بالعودة لمقر إقامته في العاصمة بغداد بعد أن غادرها مغاضبا وعازما عدم العودة إلا بسقوط المالكي، وأصطف إلى جانب مسعود البارزاني في مناكفة المالكي وتصعيد الأزمة حول ما يسمى قيادة قوات دجلة المنتشرة في المناطق المتنازع عليها في ديالى وكركوك.
لم يكتف الطالباني بذلك بل أكد بمجرد وصوله لبغداد موقفه بعدم تقديم طلب إلى مجلس النواب العراقي بسحب الثقة عن المالكي، وأشارت مصادر اعلامية إلى أن الكتل السياسية التي اخفقت سابقا بسحب الثقة من المالكي ستعاود اجتماعاتها لإحياء مشروعها الذي اصطدم بموقف جلال الطالباني الرافض.
وقال رئيس الجمهورية جلال الطالباني كنت ومازلت غير موافق على أن يطلب رئيس الجمهورية سحب الثقة من البرلمان، موضحا ان رئيس الجمهورية أقسم باليمين أن يحترم الدستور، والدستور العراقي يتضمن مادة تقول: رئيس الجمهورية يكلف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا لتشكيل الوزارة، بمعنى أن حق ترشيح رئيس الوزراء ليس من صلاحيات رئيس الجمهورية وانما من صلاحية الكتلة النيابية الأكثر عددا ورئيس الجمهورية يختم على هذا الطلب.
واضاف كان رأيي أنه اذا طلبت من البرلمان دون التحالف الوطني فهذا قفز على حق هذه الطائفة، وبالتالي كان رأيي هو أن نعرض المطالب على التحالف الوطني فإذا رفضها نطلب منه أن يسحب الثقة من مرشحه ويعطينا بديلا عنه.
وتابع ان الجو الآن يتطلب إجراء حوار حقيقي مع التحالف الوطني، والاخوة في التحالف الكردستاني كتبوا رسالة الى التحالف الوطني يطلبون فيها اللقاء ويطلبون فيها في النهاية اما تعديل سلوك الوضع الحالي او التبديل من التحالف الوطني، مبينا أنه ليس لديه خلافات مع البارزاني وأنهما منسجمان، والأخير موافق على تحركاتي، موضحا أنه قام بشرح الموقف للبارزاني ووافق عليه.
وفي السياق شددت اللجنة العليا المشتركة للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني خلال اجتماعها في مدينة أربيل اليوم على أهمية التحالف الكردي الشيعي وبين الكرد والعرب، مشيرة الى انه "ليست هنالك قوة تستطيع الإيقاع بين هذين المكونين المتحالفين".
واضاف ان "الاجتماع بحث آخر التطورات في المنطقة والأزمة بين إقليم كردستان وبغداد، خاصة تلك المتعلقة بقيادة عمليات دجلة والتصريحات الأخيرة لنوري المالكي".
واوضح البيان ان "الجانبين أكدا أهمية التحالف الكردي الشيعي واختيار الحوار حلاً لجميع المشاكل، كما اشارا الى أنه ليست هناك قوة تستطيع الإيقاع بين هذين المكونين المتحالفين أو بين الكرد والعرب".