العراق تايمز: نفى سماحة الشيخ حسن الصفار وجود أي رغبات للشيعة في المملكة العربية السعودية للانفصال وخلق دولة مستقلة، مؤكداً على أن علماء ومفكري الشيعة ليسوا دعاة انفصال.
وشدد الشيخ الصفار خلال اللقاء الذي أجراه في «برنامج المنصة على قناة الكوت الفضائية» على أن المجتمع الشيعي يتطلع إلى المواطنة دون التمييز الطائفي رغم ترويج بعض الدوائر الأجنبية لتشجيع الانقسامات وإشاعة الفتن وخلق التجزئة.
وأكد في اللقاء الذي اتسم بالصراحة في مناقشة الكثير من القضايا الساخنة أن معظم النخب الشيعية تحمل توجهاً للانفتاح والوحدة الوطنية، مشيرا إلى أنه أحد الأشخاص الذين بذلوا جهودا في هذا الصعيد الذي يشاركه فيه الكثيرون.
وشجع الشيخ الصفار على التواصل والانفتاح على الآخر ولو كان من المتشددين أو المسيئين للمذهب الشيعي والذي من شأنه ايضاح الفكرة له وتغيير لغته، واصفاً الانفتاح بأنه «مكسب عام للوطن وللطائفة بشكل خاص».
وطالب الصفار بالجدية والاستمرار في الحوار والتواصل والتقريب وعدم استعجال النتائج.
وفند الآراء القائلة بأن (مشاريع التقارب قد أخفقت، فرغم كل العراقيل استطعنا كسر الحواجز والاقتراب من الآخر والحديث بشفافية ملموسة).
ونفى أن يكون الإصرار والإلحاح في التقارب «عيبا» أو شيئا سلبياً، مؤكدا على ايجابيته فهو مبدأ ديني ويحمل مصلحة وطنية واجتماعية، وعلى أن مسار التقارب هو مساراً استراتيجيا لا يمكن التراجع عنه تحت ضغوط التشكيك والاتهامات من الآخرين.
ونفى الصفار صدور أي تصرفات من شأنها الإساءة للمجتمع الشيعي من الشخصيات السلفية أثناء الاستضافة، مشيرا إلى وجود ما يثبت ارتياحهم واحترامهم لنا من خلال كتاباتهم وتسجيلاتهم الموثقة عندنا.
وأوضح عدم وجود منظمات تحمل مسمى مجتمع مدني لتشكيل تجمع معين، لافتا إلى وجود وثيقة تطرح رؤى الوحدة الوطنية وتجاوز سياسات التميز الطائفي بعنوان «شركاء في الوطن» والتي وقعها مايقارب 450 شخصية من كبار الشخصيات الشيعية من مختلف مناطق المملكة.
وعن وجود الآراء المناقضة لهذا التقارب أكد على أن هذا يرجع إلى التنوع والتعدد في التوجهات، منبهاً إلى أن هذا «الأمر الطبيعي والمقبول» نلمسه في كل المجتمعات.
وأشار الشيخ الصفار إلى وجود بعضٍ ممن لا يجدون جدوى من التعاطي مع السلطة، مستدركاً أن الأغلبية ممن يؤيدون ويتبنون فكرة التعاطي والذي يعتبرونه تواصلا وحلا لقضياهم.
ووصف الأحداث الأخيرة في القطيف بأنها دافع أكبر للتواصل بين السلطة وبين رجالات المجتمع الشيعي، مطالبا بأن تكون الحكومة أكثر جدية في معالجة الأسباب لضمان عدم تكرارها.
وطالب الشيخ الصفار الأمة بالاستنفار في مواجهة التيار التكفيري، معتبراً أن تيار الاساءة والبذاءة والذي وصفه بأنه أخطر تيار على الأمة مخالفاً لتعاليم اهل البيت حسب المرجع الاعلى للشيعة.
وأكد على ضرورة عدم السكوت أمام الممارسات المخالفة لأهل البيت والتي تحسب على الشيعة والمذهب.
ونفى الشيخ الصفار وجود أي صراعات نحو الزعامة داخل البيت الشيعي، مؤكداً على أن «الوقت مازال مبكراً» فالمجتمع الشيعي مازال في مرحلة التشكيل.
ودعا الشيخ الصفار في ختام اللقاء إلى مبادرة متكاملة من أجل تعزيز الاستقرار والأمن على مستوى الوطن ومعالجة المشكلة في المنطقة.