رجل فذ من الأفذاذ يصح فيه وصف الفقيه والاقتصادي والمفكر والفيلسوف والشاعر والأديب وربما غيرها من الأوصاف وكل هذا بسبب القدرات العقلية المتميزة التي يتمتع بها هذا الرجل ، لكن مع كل هذه المواهب والقدرات نجد قلبا ضعيفا يعجز عن كبح جماح النفس وتطلعاتها والرغبة الجارفة في التصدر والجاه والمنصب ذلكم هو عبد اللطيف هميم الرجل الذي لم يكفيه العلم والمال والعائلة العريقة التي ينتمي لها والتي تعد من أشهر عوائل الأنبار واسمها يمثل عند أهل الرمادي المال والعلم والانتماء الاسلامي المتميز.
يعود اليوم عبد اللطيف هميم الى الساحة العراقية متطلعا الى الصدارة ومتعطشا الى منصب وليس اي منصب طموحه اليوم ان يكون على رأس المؤسسة الاسلامية الاولى والأكبر في العراق وهي الوقف السني ، لكن قبل الكلام في هذا الشأن لنسأل ماذا قدم الرجل في الماضي للمؤسسة التي كان على رأسها وهي منظمة المؤتمر الاسلامي الشعبي وهل نجح في إدارتها وحقق الأهداف الي حددت لها؟
الجواب لا . وجل ماقدمه عبد اللطيف هميم لسيده القديم تصريح في الاعلام وخطبة ينقلها التلفاز ومشاركة في مؤتمرات خارج العراق لم يجني العراق منها شيئا وإقامة مؤتمرات لا يحضرها في الغالب غير المنبوذين من الشخصيات المأجورة والبسطاء والعوام الذين يبحثون عن المساعدة والدعم من أواسط آسيا او مجاهل افريقيا ولم يحضر في هذه المؤتمرات السنوية اي شخصية إسلامية محترمة عند الناس يسمع قولها ويحترم .
عبد اللطيف هميم بالرغم من كل مواهبه العقلية وجرأته الأدبية ظل كسولا تائها وأبسط وصف من الممكن ان يوصف به انه ( غير منتج ) وربما السبب شخصيته العابثة البعيدة عن الجدية ، وربما المشكلة الكبيرة التي يعاني منها عبد اللطيف هميم انه رجل بلا قضية وفقدانه للقضية التي تملك روحه وقلبه وعقله وتمنحه القوة والطاقة والنشاط فتسمو به ويسمو بها جعلت منه شبحا عديم التأثير وهو الذي لو انتبه الى نفسه وتذكر من هو وماذا يملك من نعم من الله عليها به لانتفض ومزق قيود الهوى وحب الجاه والرغبة في التصدر وأمسى رمزا لكل طموح ومعلما لكل باذل ، لكنه لم يفعل ولم يرتقي.
عبد اللطيف هميم يسعى اليوم الى الوقف السني ولا نذيع سراً عندما نقول ان هناك من طرح اسمه فعلا في المجمع الفقهي ومن قبل بعض المحسوبين على مجموعة رافع الرفاعي لكن اسمه رفض من اغلب العلماء ولم يحض بالدعم الذي يؤهله ان يكون من المرشحين ولا نعلم هل الباعث على طرح اسمه التحالف البعثي القديم لرموز المرحلة الماضية ام ان المال اشترى أصوات البعض ام هي المشاكسة والمعارضة لأسماء من رشح ، لا نعلم بالضبط لكن الذي نعلمه يقينا ان الدافع لم يكن أبدا الكفاءة او الجدارة او القدرة على إدارة اكبر مؤسسة إسلامية في العراق،
بعد فشل الطريق الرسمي طفت الى السطح ظاهرة غريبة ليس لها تفسير وهي اعلان قادة التحالف الوطني تأييدهم الكامل لتولي عبد اللطيف هميم رئاسة الوقف السني ، وهنا لابد من السؤال لماذا يرفض السنة عبد اللطيف هميم ويصر الشيعة عليه ؟ علامات الاستفهام لها بداية وليس لها نهاية ، مالذي قدمه الرجل من تنازلات ووعود وهو الذي كان بوقا للبعثيين الى الاحتلال ورمزا من رموز مرحلة فاسدة عانى منها البلد ما عانى ، وماهو المشروع المشبوه الذي يمثله عبد اللطيف هميم؟
ختاما المجرب لا يجرب ومن لم يتعظ فليحذر، ومن طمع في جاه او مكانة فليعلم ان الحق يرفع أصحابه والطمع يهوي بأربابه، هذه رسالتنا لعبد اللطيف هميم وكل من يؤيده او تحدثه نفسه بتأييد من انحدر به الطمع وحب الدنيا الى مالا يحمد من أخلاق الرجال.
مقالات اخرى للكاتب