نزيف منح الشهادات العلمية المزيفة ، متى يتم التوقف عنه ، رحمة بالأبناء والأحفاد
وجهة نظر نفسية
أطلب العلم من المهد إلى اللحد ، هكذا قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم . طلب العلم والوصول إليه وتحقيق المعرفة العلمية وإلحاقها بثقافة علمية هذا ما يطمح له كل أنسان في العلم بغض النظر عن المنطقة الجغرافية والقومية والهوية والدين والسلالة والعرق وغيرها ، ولكن وآه من هذه الـ(لكن) نجد في مجتمعاتنا العربية من يلهث خلف المنصب والتسمية العلمية فيلجأ الكثيرين إلى محاولات للحصول على شهادات علمية بصورة غير علمية ولا أخلاقية أيضا.
ولتحليل هذه المشكلة أو الظاهرة التي أصبحت فعلا ظاهرة لابد من دراستها وإيجاد الحلول الجذرية لها نقول أنها من جانبين:
الأول : طالب الشهادة نفسه الذي يرتضي لنفسه أن يكون (إمعة) وتحت رحمة من وهبها له مقابل أشياء عدة أهمها أهدار كرامته فهم على عدة أشكال منهم من اخذ الشهادة بدون حتى أن ينضم أو يطلع على محاضرة أو يناقش على الأقل صورياً ومنهم من كان حضوره صورياً والاثنان سواء فهم أرتضوا بالغش والخداع وأن من وهبهم أياها قادر على طلب مايشاء من مبالغ أو غيرها. والسؤال لماذا يرتضون بذلك؟ أن الجواب بسيط وهو أنهم أصلا لا يمتلكون الثقة بانفسهم ولا بقدراتهم ويعلمون حقا أنهم غير قادرين علمياً على ذلك. أما المشكلة الأكبر فهو كما يقول المثل (يكذب كذبة على الناس فيصدقها هو شخصياً) فترى هؤلاء المزيفون يرفعون رؤوسهم عاليا ويصدقون حقا أنهم أصحاب شهادة ويحتلون مكاناً في سلم العلم وأهله وان اصحاب العلم الصحيح تراهم متواضعون همهم الوحيد العلم وأهله ليتواجه الفريقان في مكان وتكون الغلبة للمزيفين في الغالب ومع الأسف.
الثاني : الشخص أو الجامعة أو الكلية التي تمنح الدرجات العلمية لمثل هؤلاء ، ماهو الدافع لذلك ولماذا يفعلون هذا؟
الجواب قد يكون من قبل الجميع هو المال ، وهذه صحيح ولكنه كما يقال ليس كل الحقيقة بل الحقيقة أكبر من المال . بعض الجامعات لا تكتفي بأن تمنح شهادة بل تضيف بعد فترة لقبا علميا للممنوح ويتناسى هؤلاء أن هذا الذي منحتموه تلك الشهادة وذلك اللقب العلمي سيدرس أبنائكم أو احفادكم وفاقد الشيء لا يعطيه.
إن العلم لا يمكن بيعه وهو ما يسأل عنه المرء يوم الحساب ، ولكننا نجد اليوم ليس بيع للعلم بل للضمائر فأين ضميركم وأنتم نتمحون الشهادات بدون وجه حق ؟ أين الأخلاق التي تتحدثون بها وعنها بل وتحاسبون الآخرين عليها وخصوصا طلبتكم أو لنقل بعضاً منهم وأنتم تعملون بوجهين مختلفين؟ ماذا تشعر أو تقول لنفسك يامن حصلت على شهادة بغير تعب ولا سهر ولا ضمير؟ كيف تسمح لنفسك بأن ينادونك يادكتور وأنت تعلم أنك بعيد عنها؟
من الناحية النفسية نقول نعم أن ذلك ممكن عند البعض فهناك من يلجأ لمقولة أن الغاية تبرر الوسيلة فالغاية الأساسية هي الحصول على حرف (الدال) لتحقيق غاية أكبر ومنها المظهر والسمعة والمال وأما الوسيلة لتحقيق ذلك فلا يفكر بها هذه النوعية من البشر. ونحن هنا نقول أن هؤلاء بحاجة الى علاج معرفي لتقبل حقيقة أنهم (مزورون) وعليهم تقبل ذلك أولا والعمل على تصحيح وضعهم وسمعتهم أمام أنفسهم أولا وأمام الاخرين ممن يعرفون حقيقتهم . وأقول لهم مهما طال حبل الكذب فهو قصير ومهما كذبتم على الناس فصدقا هناك الكثير ممن يعرف حقيقتكم وهنا نسأل عن مقدار الاحترام الذين ستحضون به أمام من سيعرف حقيقتكم وكيف ستواجهون ذلك معهم وأن كان بعضهم الان لا يتحدث عن ذلك علانية ولكنه في الخفاء يعلم من انت وكما قيل (رحم الله أمرء عرف قدر نفسه).
هذه دعوة صادقة ومخلصة لنا العرب وخصوصا ممن يعملون في الجامعات الآهلية والألكترونية بمختلف مسمياتها أتقوا الله وتوقفوا عن ذلك حرصاً على مستقبل لا نقول أمتكم ولكن أولادكم وأحفادكم. وهنا أتذكر انه كان جار لنا دخل كلية الطب وانا طفل صغير أسمع يقولون أنه غش في امتحانات الثانوية العامة فكيف نوافق على ان يكون طبيبا يعالجنا او ابنائنا. أين نحن من ذلك الزمان وتلك النفسيات والعقول النظيفة.
أرجوكم اوقفوا ذلك واوقفوا كل من لا يحمل شهادة مطلقا بل منح هبة من جاهل ، ونقبل على الاقل من يكون قد درس وناقش وتعب في جامعة اهلية أو ألكترونية غير معتمدة فهذا نقبله على علاته ولكن ان نمنح شهادة بدون كل شيء لا والف لا لنوقف ذلك ونفضح هؤلاء أن لم يخجلوا من أنفسهم وضميرهم والله والخلق العلمي فيجب أن نقف لهم بالمرصاد وما يثير الأسف انهم عرب ومن يمنحهم عربي فنحن من يدمر نفسنا بنفسنا وهذا ليس مخطط أستعماري صهيوني ، بل نفس أحبت السلطة والمال والأحتيال ..قيل يا فرعون من فرعنك وجعلكإ الآه قال لم اجد أحدا يردني ، وكذلك عملا بقوله من رأى منكم منكراً فليغيره فلما الانتظار ولا نعمل على ذلك وأنا أول العاملين عليه مع الجميع أن شاء الله.
مقالات اخرى للكاتب