انها دورة الايام.. وتقلبات الزمان ..ومجريات الحدثان..الايام تمضي تلو الايام، والشهور تطوي بعضها لتبلغ الاعوام ، والسنين زمن معلوم معدود بالارقام ، لا تتوقعوا ان السنة وفرة من الزمن، فكل ما تحتويه (52) اسبوعا.. ولاحظوا معي ان الاسبوع سبع غفوات ، نستيقظ بعدهاعلى نغمات "التنبيه" اذانا ببدء الدوام.
ساعات الدوام لا تبدأ في الثامنة صباحا كما تتخيلون .. فهذا زمن افتراضي ، بل انها تبدأ عند الاستيقاظ في الخامسة فجرا. ولا تنتهي في الثالثة عصرا . بل في الخامسة قرب حلول المغرب عند وصول الموظفين الى بيوتهم ، فبغداد مدينة تستيقظ مبكرا ، هل لاحظتم ان نصف العام نقضيه في الدوام وان نصف عمرنا ضائع في الازدحام.
عندما نحتفي بانقضاء عام وحلول عام جديد فانما نطفئ جذوة العام الذي مضى ونوقد اوراق العام الجديد التي تحترق ورقة بعد ورقة ، فيزداد رصيدنا من السنين المحروقة حتى نبلغ اشدنا ويحين وقت قطوفنا ، فيضاف عدد السنين الى اسمائنا ..هذا كل شيء ، الانسان كائن رقمي ، يُولد والارقام تحيط به بدءا من تأريخ ميلاده ، ورقم بيان الولادة وعدد الايام والاسابيع والشهوروالسنين وهو طفل ، وحتى عدد مرات الرضاعة ووجبات الطعام ، وحله وترحاله وعدد سنين دراسته وتخرجه وسنوات خدمته وبيان وفاته.
ومع ذلك نحتفل باحتراق عام ، واشراقة نور نار عام جديد ..هي مناسبة قررت البشرية في انحاء العالم الاحتفاء بها مهما كانت النتئج . الاوطان فقط تنمو وتزدهر وتكبر ولا تموت ، ووطننا العراق اكثر البلدان التي استقبلت اعواما جديدة ..فعمر هذا الوطن سبعة آلاف عام ، وهو يزهو هذا العام باحداث جديدة لم تكن موجودة في السنة الماضية ,منها الاستقرار النسبي في بغداد والمدن العراقية الاخرى ، والانتصارات على الارهاب حيث تحررت مجموعة من المدن من سطوة داعش بفضل جهود الجيش العراقي وجهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية ، وبقية الفصائل الساندة ، وفي الموصل آخر معاقل داعش تم تحرير الجانب الايسر بالكامل ، وبدأت القوات العراقية صفحة جديدة من المعارك لتحرير الجانب الايمن ، حيث ننتظر بشائر النصر مع دقات اجراس الكنائس وتكبير مآذن الجوامع والمساجد ، وسياسيا بدأ التوافق ظاهرا بين الفرقاء العراقيين .كما نجح العراق في اجتياز عام من الازمة المالية بسبب انخفاض اسعار النفط واستطاع تأمين رواتب موظفيه عام 2016 وسط الشكوك التي كانت تحوم حوله .
تجاوز الازمات يعد نجاحا ، ودحر الارهاب نجاحا ، وتفاؤل العراقيين اساسا لنجاحهم وحبهم للحياة .
مقالات اخرى للكاتب