كم تمنيت أن لا اكتب او أتحدث عن تكهنات او حتى توقعات لما سيجري على ارض الرافدين .. ،بلاد الحضارة وارض الأولياء والصالحين .، وطن تنفس على أرضه ذات يوم العشرات من الأئمة والصالحين ، والمئات من المفكرين والأدباء والشعراء و"العباقرة " الذين خلدت البلدان والعواصم سيرهم الذاتية وكانوا بحق منارا و أعلاما للجميع.
لقد قرأت ذات مرة مقولة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول فيها (من لا يحزن على الاتحاد السوفيتي السابق لا قلب له.. ومن يحزن عليه لا عقل له.... ).، وعكست الصورة التي رسمها الرئيس بوتين للاتحاد السوفيتي عن العراق فجالت بمخيلتي العشرات من الاماني التي راودتني و ما زالت تراود الملايين .، تلك الاماني مهددة اليوم بضبابية المشهد السياسي الحالي على الرغم من احساسي بان يقترب من نهايته المأسوية و أتمنى ان اكون مخطئا.
يسألني العديد عن ما يخبأ لنا القدر ..؟ فأقول..
هناك العديد من السيناريوهات الكارثية التي تنظر العراق فيما لو لم يـــُحكم الجميع لغة العقل ويفعل مصلحة الوطن العليا بالحفاظ على وحدته ارضا وشعبا من خلال انهاء الازمة الحالية التي اتابعها بترقب كبير ومنذ لحظاتها الاولى و أشبهها بــ( النار) التي بدأت تحترق ويتسع لهيبها الذي (يهدد الاخضر واليابس )!!
لو استمرت الازمة فاننا مقبلين على خيارات متعددة جميعها تنتهي بنهايات مأساوية ..
السيناريو الاول المتمثل بالتقسيم ، وهذا سيجعل العراق 3 دويلات (سنية وشيعية وكردية) وهذا تنطبق على فكرة "جوزيف بادين" سيئت الصيت..
وحتى وان جاء هذا السيناريو برغبة جميع الاطراف المتناحرة حاليا وبدون سقوط دماء فان بانتظار قادة تلك الدويلات العشرات من المشاكل التي تنظر هم بدأ من الصراع على السلطة داخل "دويلاتهم" ونهايته بتوزيع الثروة بين الدويلات الثلاثة ، فتخيلوا أن الماء سيصبح ثروة والنفط قد يكون سلاحا وبالتالي فان الصراعات ستكون في حينها على أشدها..!
والسيناريو الاخر المأساوي.، اندلاع حرب اهلية تحت اية مسمى والخاسر الاكبر من ذلك سيكون الشعب حتى وان بقى على الحياد وفضل عدم الوقوف مع المتظاهرين او الحكومة.. والخارج منتصرا في هذا الصراع بمعركة (كسر العظم) سيروض الآخر وبالتالي فان ألازمات ستستمر بمسميات اخرى خصوصا وان الدولة المتحالفة مع اطراف الصراع لن تقف مكتوفة الايدي ازاء خسارة انصارها في العراق..؟
ألم اقل ان العراق مقبل على كوارث مالم يصل الجميع الى مستوى النضوج السلمي ويفوت على الآخرين فرصة إراقة الدم..؟!
اما السيناريو الاكثر غرابة وفيما لو انتهت الازمة بالحوارات فقد يكون سيناريو مضحك بعض الشيء ذلك لان الطرف المنتصر سيتصور ان الاخر اضعف منه و أخشى ان يتمادى ذلك الطرف مستقبلا على الآخرين وبالتالي فان الازمة قد تخرج اليوم من الباب لكنها ستعود من الشباك ..؟!
وقد يقول العديد باني متشائم او ما شابه ذلك .، ولكني اليوم سأقول الحقيقة... نعم كــُل الحقيقة:
فمنذ عام 2003 وحتى اليوم لم يجلس ساستنا على طاولة حوار صادقة و متحضرة ويتحدثوا بعيدا عن الاستقواء بدول الجوار ويحدث احدهم الاخر بأطر اخويه ويقول أحدهم للآخر هذا لي وهذا لك.. وهذا ما لدينا عليك من تحفظات أليس كذلك فعل التشيك و السلوفاك ..
كما ان ساستنا لن يقلدوا السودانيين عندما حصر أهل الشمال والجنوب خلافهم بمنطقة (أبيي) ففي بلادنا ستكون هناك مائة( أبيي ) ونظرة واحدة إلى الخارطة الاجتماعية - السياسية ستثبت لكم صحة ما أقول.؟
أننا اليوم على مفترق طرق.، إما أن نتعايش بسلام بيننا او نعيش ايام عصيبة كأيام سوريا او حتى مصر ألان ..
علينا ان نسمع من الآخرين ونتفهم الخطر المحدق بنا جميعا.. نعم جميعا، لأننا نبحر بسفينة واحدة و أخشى عليها من أن تــُثقب بمسمار من الخارج.. وبالتالي سنكون في عداد الغرقى لا سامح الله ...
مقالات اخرى للكاتب