في دهاليزِ المنفى
نفضتُ غبارَ السنينِ عني
وبدأتُ الملمُ أحلامي
المتعثرةَ بأحجارِ حطامِ الذكرياتِ
مشيتُ على ظلِ جسدي
الذي أتعبتهُ أزقةُ الرحيلِ
ابحثُ عن وجهِ امرأةٍ
يطلعُ من السديمِ
حينَ تاهتْ خطاي عن الطريقِ
وجدتُ نفسي على ضفافِ الدانوبِ
أسيرُ وحيداً ...
حزيناً أصغي لنعيقِ النوارسِ
أحاولُ أن أتذكرَ وجوهاً
فرقتني عنها السنون
وجوهٌ غائبةٌ وأخرى ستغيب…
وجهُ فتاةٍ كنتُ أعانقُها ،
اقبلُها على ضفافِ نهرِ الطفولةِ
تُمشطُ الشمسُ شعرَها
تبزغُ النجومُ على صدرِها
شفتاها أراجيحُ للقمرِ
تطلُّ عليَّ مثل وردةٍ في الربيع
أو عصفورةٍ تستقبلُ الصباحَ
وعندما أودعها كانت تقول
: سنلتقي غدا...
ثم تبكي وتضحُك.
*****