يعتمد نجاح التعليم بشكل عام على مقومات أساسية وضرورية ومتداخلة ولايمكن فصلها والاستغناء عن واحدة منها وهي تشكل اطراف العملية كاملة منها الكتاب, المدرسة(البناية) ,المعلم, الطريقة او الاسلوب في ايصال المادة الى اذهان الطلبة وهذه تأتي من الخبرة والمواكبة والاحتكاك بالمعلمين القدامة ,لو اجتمعت تلك العناصر في اي مدرسة لحصلنا على جيل يستطيع أن تخلُد بصماته في عملية البناء الصحيح وتتهذب النفس ويرتقي سلوك الانسان بالمجتمع وتنعدم ظاهرة الفقر والامراض وتفشي حالة الجريمة , وكلما حصل المجتمع على قدراً من التربية والتعليم بطرق صحيحه وعلمية كلما قلت مساحات الفساد وتخلصنا من الاثار والنزعات العشائرية المميته, وواحد من تلك المقومات المؤثر بشكل فاعل وهوالكتاب المدرسي الذي نحن بصدده ,كلما كان الكتاب مطبوع بطرق حديثة وورقه ذات كفاءة جيدة ويُطرز صفحاته برسوم وصور ملونه ستختصر للطالب اضاءة سبل المعرفة وتنعكس على نفسيته بحب المذاكرة والتعمق في مشاهدة ماهو جميل فيه, وهي احدى العوامل لجذب انتباه الطالب وتفاعله هو ان يكون طبع الكتاب بالالوان الزاهية وتتخللها صور متنوعة لها علاقة بالمادة كوسيلة ايضاح فعاله, كما يعتبر توزيع الكتاب المنهجي بالوقت المحدد وخصوصا في بداية الدوام له تاثير ايجابي على نفسية الطالب وكذلك المدرس الذي ربما لايستطيع محاسبة الطلاب ولايمكن ان يعطي درسا نموذجيا ويسير ضمن الخطة المعدة له كون الطلبة لايمتلكون الكتب المنهجية وهذه من المشاكل التي تعانيها مدارسنا في الوقت الحاضر وتؤثر سلبا على نتائج الطالب شهريا ثم تنعكس عليهم في المحصلة النهائية من السنة الدراسية ,وخصوصا هذا العام افتقدت مدارسنا الى الكثير من الكتب وخصوصا مادة الكيمياء للصف الثالث المتوسط ومادة اللغة الانكليزية للصف الاول متوسط والسادس الادبي حيث تم توزيع مادة الكيمياء للثالث ومادة اللغة الانكليزية للصف الاول يوم 12/1 /2015 بعد ان مضى من الدوام مايقارب اكثر من شهر ونصف , وحينما سألت احد الاساتذة في مادة الكيمياء وهو صاحب خبرة وله خدمة تفوق 36 عاما الاستاذ ازهر جمهور في متوسطة فلسطين قاطع الرصافة الاولى عن كيفية تدريس الطلبة دون اللجوء للكتاب المنهجي خلال هذه الفترة, قال اعتمدنا على الملازم المتوفرة لهذا الغرض وبدأت اولا ان أملي اليهم ملاحظات وخصصت درساً للكتابة واخر للشرح رغم أن هذا لايعوض ولكن هذه المعالجات اعتبرها افضل الطرق , وكلما تسأل عن سبب تاخر توزيع الكتب يعللون ذلك بانها مفقوده في المخازن المركزية وان قسما منها تعرض الى السرقة من قبل تنظيم داعش وسوء الاوضاع والاحداث حالة دون وصول الكتب بكميات الى المخازن المركزية, هنالك ملاحظة في عملية طبع الكتب في الدول المجاورة لقد عمدت وزارة التربية في السنوات السابقة عن طبع الكتب في مطابع عمان ومطابع ناشرون في لبنان , وبرأي ان الطبع خارج العراق انظم وارتب ولايكلف الدولة مبالغ مثلما يتم الطبع داخل المطابع الاهلية الذي يخضع الى عملية ابتزاز ومافيات وتجار ووسطاء وتدخل فيه المحسوبية والعلاقات والمؤثرات في عملية العطاء ومن ترسوا عليه , وبالتالي لانحصل على كتاب ذات المواصفات المطلوبة من حيث الدقة والكفائة , مع عدم احترام الوقت والتجهيز في الايام المقرر والمتفق عليها كون المطابع الاهلية لازالت تعمل بالاساليب القديمة ولم يدخل عليها اي تطور , مع العلم نحن نطمح على ان تكون لدينا مطابع حديثة كمطبعة دار الحرية السابقة والتي امتازت بجودة وامكانية عالية وان تهتم الدولة في اعادتها للخدمة بتخصيص مبالغ لتشغيلها وتوفيرالعملة الصعبة وتشغيل الايدي العاملة ضمانا للحفاظ على المنتوج من التعرض للسرقة اثناء النقل من دولة الى اخرى , من اكثر البلدان التي تم طبع الكتب المدرسية لوزارة التربية العراقية فيها هي الاردن وناشرون في لبنان , وان ابرام العقد يكون بين دولة واخرى يقل فيه حجم الوسطاء والمؤثرون , ومن مميزات الطبع في تلك الدول رغم إن اخطاء كثيرة شاهدتها بام عيني في مادة الرياضات والتاريخ للصف الثالث متوسط عن طبع وتقديم فصل على اخر او ورود نتائج خاطئة في العمليات الحسابية , الا انها تمتاز بدقة المواعيد وتضع الكتب المطبوعة ضمن علب كارتونية واعداد مضبوطة غير قابلة للنقص او الزيادة , عكس المطابع العراقية , وقد اقترحت مؤسسة ناشرون للطبع في لبنان على تدريب كوادر في مادة اللغة الانكليزية على نفقتها الخاصة , على ان يكون العقد مبرم معها ,املنا ان ترتقي مطابعنا الى المستوى المقبول وان تهتم الدولة في انشاء مطابع خاص بوزارة التربية كون الوزارة تستهلك وتهدر ملايين الدولارات سنوية في تبديل الكتب المدرسية حيث يستبدل الكتاب بطبعة اخرى قبل انتهاء العام الدراسي
مقالات اخرى للكاتب