خلال النصف الثاني من السنة الميلادية الماضية 2015 قامت بعض وسائل الاعلام التابعة لجهات سياسية معينة وخاصة الفضائيات التي تبدو انها تأسست فقط لمعاداة الكورد والنيل من قضيتهم العادلة مدعومة من وسائل الاعلام وبعض القوى الكوردستانية المشاركة في البرلمان والحكومة الكوردستانية وفي نفس الوقت تعمل كقوى معارضة وهذا بحد ذاته موديل ونظام فريد من نوعه في العمل السياسي ان تكون مشاركاً في الحكومة ومعارضاً لها ، بحملات واسعة ومكثفة ضد العملية السياسية في اقليم كوردستان ضد رئيس الاقليم مسعود بارزاني ورئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني وذلك بفبركة وتزوير الحقائق واستغلال معاناة الفقراء وعامة الناس عبر البرامج السياسية وخاصة الحوارية منها ونشرات الاخبار وجلها كانت تركز على ان رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني يحتكر منصب الرئاسة وغير مستعد للتنازل عنه وقيل الكثير بهذا الشأن بحيث حتى اصبح مملا للمشاهد والمتلقي ، والموضوع الاخر الذي ركزت عليه تلك الفضائيات هي ضبابية وعدم شفافية قضية بيع النفط من قبل اقليم كوردستان و الايحاء للرأي العام بان رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني ووزير الثروات الطبيعية في حكومة الاقليم آشتي هورامي هما الشخصان الوحيدان المشرفان على ملف النفط في الاقليم والاخرون ليست لديهم اية معلومات بشأن العقود والاستخراج والبيع والمبالغ المستحصلة من شحنات النفظ التي بيعت عبر ميناء جيهان التركي او من خلال الصهاريج عبر بعض المنافذ الحدودية مع ايران وتركيا وحاولت وسائل الاعلام تلك تحشيد الرأي العام ضد شخص رئيس الاقليم ورئيس الحكومة بسبب التزامهما بالثوابت الوطنية والقومية وعدم المساومة على
القضية المصيرية للشعب الكوردي الذي قدم من اجلها تضحيات جسام خلال العقود السبعة الماضية.
ولكن في الاسبوع الماضي وخلال اجتماعين مهمين لرئيس الاقليم مسعود بارزاني مع قيادات الاحزاب الكوردستانية ورئيس الحكومة و بعد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين عن الملف المالي والخبراء الاقتصاديين اعلن الشخصيتان عن موقفين مهمين للغاية ابهرا به الصديق قبل العدو ، عندما طرح رئيس الاقليم ثلاثة خيارات في الاجتماع مع قيادات الاحزاب الكوردستانية واكد انه غير مستعد ان يقايض تاريخه النضالي المشرف بكرسي رئاسة الاقليم وفي حال استعدادهم لترشيح اية شخصية للمنصب المذكور فانه مستعد ان يسلمه مهمات الرئاسة خلال اسبوع واحد فقط ، والخيار الثاني كان اجراء انتخابات مبكرة لأختيار رئيس جديد للأقليم او ابقاء الاوضاع على ماهي عليها الان حتى عام 2017 موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وتقرر خلال الاجتماع وبالاجماع تشكيل لجنة لدراسة خيارات رئيس الاقليم كي يتخذ القرار النهائي بهذا الشأن ، وبهذا الموقف الوطني والقومي و التاريخي المشرف فند البارزاني كل الادعاءات المفبركة والتضليل والتهويل الاعلامي التي كانت تعمل عليها وسائل الاعلام المغرضة على مدار الساعة لتشويه الحقائق وتحشيد الرأي العام ضد شخص رئيس الاقليم ومواقفه التي بلاشك هي من اجل مصلحة العراق واقليم كوردستان.
اما رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني وخلال اجتماعه مع الوزراء والخبراء والمعنيين بالشأن المالي وفي خطوة جريئة قل نظيرها اقترح تشكيل لجنة عليا
للأشراف على ملف النفط في اقليم كوردستان من حيث الاستخراج والتصدير وتسلم العائدات النفطية وتسليمها الى خزينة حكومة الاقليم بغية صرفها على رواتب الموظفين بشفافية عالية وبتصوري جميع الدول المصدرة للبترول لم تتخذ موقفا جريئا مثل مااتخذه نيجيرفان بارزاني وجديته في شفافية هذا الملف الذي اصبح مادة اعلامية لمن يعادي الاقليم في الداخل والخارج.
وبهذين القرارين والموقفين السليمين والجريئين اللذين ينمان على الشعور بالمسؤولية والسعي من اجل الحفاظ على المكتسبات المتحققة للشعب الكوردي سُحب البساط من تحت اقدام جميع القوى السياسية المعادية و وسائل اعلامهم الموجه ضد التجربة الديمقراطية النزيهة في الاقليم والتي تحاول وتسعى بشتى السبل ان تستغل ملفي رئاسة الاقليم والنفط كورقة ضغط لكسب امتيازات حزبية بائسة في الاقليم او تلك القوى العراقية الاخرى التي تخشى من قوة وصلابة الاقليم والالتزام بالثوابت وعدم المساومة على مصالح الشعب الكوردي وترى تلك المواقف بالضد من مصالحها ومصالح القوى الاقليمية التي تدور في فلكها و التي تحاول ان تقف مانعا امام تطلعات الشعب الكوردي في المنطقة برمتها.
مقالات اخرى للكاتب