ليلة أمس إتصل بي أحد الأخوة من طلابي الأوفياء قائلاً: سيدي هل عندك عداوة مع الحزب الفلاني ؟ فقلتُ؛ ولماذا هذا السؤال اخي أبو فلان ؟ فقال : سيدي( أشو وين ما يذكرونك على موقع أو منصب يتصدى منتسبوا الحزب لك بقوة وينتفضوا؟).
قلتُ هذه بسيطة جداً أخي الغالي ، وثق ليس لي أي عداوة أو موقف ضد أحد سواء أكان حزباً أو تجمعاً أو حركةً أو شخصاً، أنا لستُ حزبياً فقد كنتُ حزبياً مرةً واحدةً وانتهى، ولستُ مُستعداً أن أكون حزبياً مرةً أخرى، ولا ولن أقفز مثلما يقفز الآخرون ويتمايلوا حيثما مالت، قفزات الضفدع تعلمناها للعسكرية وطبقناها في العسكرية ونسميها (Frog Leap)، أما أنْ نستخدمها في السياسة ونُبدل جلودنا كالحرباء فهذا من المُحال.
واستطردتُ بإجابتي فقلتُ أخي الحبيب: من حق هذا الحزب أو هذا التكتل وشخوصه أنْ يرفضوا اسمي واسم غيري لأنهم يتوجسون ويخافون من مجيء شخصيات تكشف العورات ، والعورات هنا عدم الكفاءة وعدم النزاهة كأسبقية أولى، من حق هذا الحزب وتلك الكتلة أنْ ترفض شخصيات من خارجها لانها تؤمن بنظرية ( حصتنا) و ( ما ننطيها)؟
أنا اخي وتلميذي انتمي لحزب واحد اسْمُهُ ( العراق) وربما يأتي اليوم الذي ( نجمع فيه كُل مَنْ يؤمن بهذا( العراق).
ليس لي عداوة أو موقف سلبي من اسماء الأحزاب والكتل والتجماعات ولكنني ضد بعض الأفكار والأساليب والممارسات التي تقوم بها.
حُبِّي وكُرهي ، قربي وبعدي ، لا يستند على رغباتي وأهوائي الشخصية ، وإنما تستند على كلمة واحدة اسمها ( الخيانة)!!!!
الخيانة في القاموس السياسي كانت تعني أنْ يصطف الشخص مع دولة معادية ضد وطنه استخباراتياً/ مخابراتياً أو تخريبياً أو فكراً ونهجاً.
أما ( الخيانة) في مفهومي فلها أكثر من معنى:
الخيانة أن تكون في صف العدو ضد بلدك العراق.
الخيانة أن تقتل الناس الأبرياء لإختلاف الفكر.
الخيانة أن تزج بالسجون الذين يختلفون معك.
الخيانة أن تُشكل جماعات مسلحة وميليشيات لتصفية خصومك.
الخيانة أن تسرق أموال الدولة وموازنة المحافظة.
الخيانة أن تبوح بأسرار العراق الى دول معادية .
الخيانة أن يكون ولاءك لدولة غير وطنك العراق.
الخيانة أن تتبنى المذهب والعرق والطائفة معياراً لكل شيء.
الخيانة أن تجعل شعارك القبيلة والعشيرة وليس العراق.
الخيانة أن تنقض الإيمان بعد توكيدها.( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)،النحل/٩١.
الخيانة أن تسرق قوت وأرزاق الشعب.
الخيانة أن تُهرب أموال وتُراث العراق الى الخارج.
الخيانة أن تبيع المقاعد والاصوات والمناصب.
وبكل الأحوال فأنني أخي الوفي ، لا أكره حزب أو حركة أو تجمع أو شخص وليس لي عداوة مُطلقاً إلا مع ( الخيانة والخونة) ، وهذه هي التي تجعل البعض يقف ضدي وضدك وضد ملايين الشرفاء.
وأخيراً اللهم إِنْ كُنتَ تعلم أننا ارتكبنا أو قد نرتكب أياً من هذه الخيانات فباعد بيننا وبين كل منصب أو موقع أو حزب كما باعدت بين السماء والأرض وبين الجنة والنار
عشتم وعاش العراق
مقالات اخرى للكاتب