Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
جمهورية رفحاء.. صفحات من دفتر لاجئ عراقي في رفحاء السعودية .. كنا نعيش في مخيم الرفحاء شريعة الغاب التي كرستها السلطات السعودية.. الحلقة الثانية
الخميس, شباط 4, 2016



العراق تايمز: طارق حربي

كان المخيم مسرحا لجولات ومشاجرات بالآلات الجارحة قام بها هؤلاء، لاسيما في فصل الصيف من السنة الأولى، تحت أشعة الشمس الصحراوية الحارقة، لكن المشاجرات خفت وتلاشت في السنة الثانية، وكانت أسبابها تافهة : إما بسبب شحة المياه، أو خطأ طفيف في توزيع المواد الغذائية، أو لتصفية حسابات شخصية لم تحسم في العراق، فتضاعفت في الصحراء، ولو كان القانون سائدا في مخيم رفحاء لما حدث ما حدث، لكننا كنا نعيش شريعة الغاب التي كرستها السلطات السعودية، كما سنستعرض له بالتفصيل.لاحظنا أن بعضا من هؤلاء الشقاوات عمل لصالح مكتب الآستخبارات كوكلاء، يجلبون لهم المعلومات ويطاردون جنباً إلى جنب، مع عناصر المكتب، المطلوبين من اللاجئين، لغرض تسليمهم إلى المخفر الحدودي العراقي، لكن البعض من هؤلاء الأشقياء الوكلاء، صحا على نفسه ولو بعد فترة، وكفّر عن ذنبه بالآعتزال نهائيا من مهنتي الشقاوة، والعمل لصالح مكتب الاستخبارات، متفرغا لكتابة الدارميات في الوطن المطعون والحبيبة التي تزوجت بعد انتظار طويل ويأس من عودة لاجئ يحب بلاده!وقام بعض من هؤلاء، بنقل معلومات إلى من يهمه الأمر (أمر الآعتقال أو التعذيب)، أي إبلاغ اللاجىء المطلوب تسليمه قبل ساعات ليختفي على سبيل المثال، أو بإفشاء السر عن أسماء بعض المعتقلين من اللاجئين، وطرق تعذيبهم، وفي أية حفرة أو (كرفان) أخفاهم المكتب وراء الأسلاك الشائكة للمخيم، وأيضا طريقة التسليم إلى المخفر الحدودى العراقي، بل وحتى أنواع الويسكي والمسدسات التي يتسلمها مكتب الآستخبارات عن كل (رأس) لاجىء يسلمونه إلى الجهات الأمنية العراقية.
***
لم تكن قضية هجرة اللاجئين، وإعادة توطينهم في عدد من دول العالم، موضع اهتمام ونقاشات بين أوساط اللاجئين أول الأمر، فقد كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر سقوط صدام والعودة إلى أرض الوطن، لكن ذلك لم يحدث - للأسف - فطال عمر المخيم، وبعد عام واحد تقريبا أقيم مكتب للمفوضية السامية، وأطلق مديره السوري كريم الأتاسي قنبلة أصابت الجميع بالهلع والخوف واليأس، عندما صرح : ربما يستمر وجود المخيم سبع سنين. وهنا التفت اللاجئون إلى حالهم وطالبوا بالخلاص وإعادة التوطين في عدد من دول العالم، طالما انسدَّ طريق العودة إلى الوطن، فضلا عن رفض السعودية دخول أي لاجئ عراقي إلى مدنها مؤقتا أو ودائما!
الشيوخ وأبناء عشائرهم كانوا يطمحون بالدخول إلى المدن السعودية والعيش فيها، لأن لهم فيها علاقات قديمة تمتد في بطن التأريخ، مع العشائر السعودية ومصاهرات خاصة مع منطقة القطيف والإحساء ذات الأغلبية الشيعية كما تقدم معنا.المثقفون كانوا يتمنون الهجرة إلى الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية، لغرض إكمال الدراسة، أو نيل الحرية والتمتع بالحياة الحقة حسبما كانوا يعتقدون.
المتشددون كانوا يمنّون النفس بالرحيل إلى قبلتهم إيران، أو على الأقل إلى سوريا.البسطاء من الناس لا رأي لهم، لكن بمرور الأيام والسنين، تكون لهم رأي من خلال أقاربهم أو أصدقائهم ، ممن هاجروا قبلهم إلى الولايات المتحدة أو إلى دول أوروبا، فأرسلوا من هناك رسائل وصوراً حول الحياة وحقوق الإنسان والديمقراطية والرفاهية.
* * *
أسميناها جمهورية رفحاء لأنها خرجت من حرب كونية مدمرة شاركت فيها 33 دولة ضد شعبنا ووطننا، يقول الخبراء إن الغرب ضرب العراق بأعقد منظومات الأسلحة الستراتيجية، التي كانت موجهة أصلا إلى صدر العالم الشيوعي قبل انهياره.تفقد الجمهورية ممثلو لجنة الصليب الأحمر الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.زارها أمراء ووزراء وسفراء ومدراء استخبارات وعناصرهم، وعدا الآستخبارات السعودية ومثلها الإيرانية، فقد تجسس على جمهورية رفحاء جواسيس لحساب الآستخبارات العراقية، مهدت لهم السلطات السعودية في المخيم طريق الدخول إليه، وسهلت العيش مع أبنائه، بغرض إثارة المشاكل مع السلطات السعودية في المخيم، حيث يمنح السعوديون ذريعة ويقومون بتسليم أكبر عدد من اللاجئين إلى العراق، ويتم إغلاق المخيم لأنه يشكل عبئا سياسيا وإعلاميا على نظام الطغيان ببغداد.زارها آيات الله وحججه وأقاموا فيها بضع ساعات أوبضعة أيام، صلوا مع أبنائها صلاة جماعية، أوصوهم بالصبر على الغربة وعدم الآنقطاع عن الصلاة بانتظار الفرج.فيها سوق ارتبط بالتجار السعوديين وكذلك دكاكين تصريف عملة وصناعات يدوية محلية.فيها مستشفى وولادات وأطفال يكبرون كل يوم ضد إرادة السلطات السعودية في المخيم، نظرا لما جلبه الأخير على السعودية، من سمعة سياسية وإعلامية لا تحسد عليها، وكان يمكن تفاديها بقليل من الحكمة، زائدا محبة العراق شعبا وارضا وحضارة وتأريخا، لايمكن إنكار أن السعودية كانت تتمنى الخلاص من اللاجئين بأية صورة كانت، وإقفال المخيم بأسرع مايمكن، لكن إرادة الحياة والبقاء كانت أقوى من إرادة شرطة مكافحة الشغب، والعميد القائد وجنوده ومكتب الاستخبارات، فتكاثر أبناء الجمهورية حتى صعب حصرهم.فيها مقبرة تضم رفات شباب قتلهم إما العسكر السعودي، أو مكتب الآستخبارات، أو الشرطة وعوضوا ذويهم، محذرين إياهم (على طريقة نظام القهر في بغداد) بعدم التفوه بكلمة للصحافة الأجنبية - إذا ما زارت المخيم - عن حقيقة الأمر: قولوا ماتوا في شجارات بالآلات الجارحة فيما بينهم!فيها منتحرون لم يتحملوا البقاء في الصحراء، فألقت عليهم الكآبة بكلكلها، وشنقوا أنفسهم في الخيام أو في الحمامات، وشيوخ القوا عصا الترحال ووسدوا رؤوسهم رمال الصحراء، وما تدري نفس بأي أرض تموت.فيها غزل من وراء (رواك) الخيمة، ورسائل غرام، حب وزواج وطلاق وعقود زواج مختومة بختم، طرقه البعض من علب (البيبسي كولا) المعدنية الفارغة، واستمر الزواج وأُنجب أطفالا لم يروا العراق، فقد فتحوا عيونهم في الصحراء، وراحوا يسألون أهلهم وجيرانهم عن العصافير والقطط والفراشات والأسماك، وكيف تكون أشكال الحيوانات والطيور وحدائق الأطفال والزهور!راسل الجمهورية مفكرون ومثقفون وفنانون عراقيون وعرب وأجانب، وأجابهم أبناؤها برسائل مليئة بالشجن العراقي، وصورها التلفزيون السعودي فزوّر الحقائق، وصورها اللاجئون أنفسهم فاغتاظ أهل الإنسانية، واستحت الأمم المتحدة من نفسها، بعد حوالي سنة على تجاهلها لقضية اللاجئين في الصحراء، فاعترفت بها، وأرسلت مندوبين عنها، وشكل هؤلاء مكتباً فيها، لتنظيم عملية هجرة أبنائها وإعادة توطينهم.فيها مدرسة وحسينيات ومكتب للإغاثة الإسلامية العالمية وجامعة شكلية ومذاهب في الحياة والفلسفة والرؤية والمزاج والتفكير والفن، ومتشددون للمذهب الشيعي وعصاة على الأديان، فيها صلاة جماعية تشبه صلاة الآستسقاء في الصحراء : الوجوه مرفوعة تطلب من المغيث غيثاً من رحمته يصبه على العباد، ويبعد الظلم عنهم والقسوة والتسفير والمهانة.فيها تخمير بقايا المواد الغذائية في (جليكانات) الماء ليصبح خمراً وماألذه؟!، فيلتم حوله عدد من اللاجئين بعدما ينضج، خلال ليالي سمر طردت شبح الموت ولم تطرده.
***
استمر العمل في كتابة هذه السطور أكثر من أربع سنوات (في أوقات متباعدة)، وكنت كتبت هوامش وسطوراً متواضعة أثناء وجودي في المخيم، خضعت لإضافات بعد سنوات، وتباين الإسلوب، فثمة فصول كتبت على شكل تأملات ويوميات، وأخرى على شكل سرد يومي مفصل للاحداث والمشاكل الناشبة في المخيم آنذاك.أود هنا أن أسجل شكري وامتناني للصديقين علي البلوشي (يقيم في الدنمارك) وليث عبد الغني (يقيم في السويد) حيث زوداني بوثائق مهمة، أدرجت منها (فصل مخيم الارطاوية) لالقاء المزيد من الأضواء على مخيم آخر عانى ماعاناه من الطرف السعودي، مستفيدا في مواقع معينة من ضبط عدد من التواريخ والأحداث، وأسماء الجرحى والشهداء وكل شيء مذكور في مكانه.وكان الصديقان من بين أبرز اللاجئين الناشطين في مخيم الارطاوية، فقد عملا على تنظيم المظاهرات وكتابة المذكرات، والآتصال بالإذاعات العالمية قبل خروقات السلطات السعودية ضد اللاجئين وأثناءها وبعدها.قرأت أن عددا من الصحفيين كتبوا عن المخيم وهم لم يعيشوا فيه، لاسيما المصريين، والبعض الآخر سمع من الناس وكتب، وغير هؤلاء قرأوا عن المخيم وكتبوا إلى صحفهم ومجلاتهم، اختلطت الأوراق وغُيبت الحقائق، لذلك آمل أن تكون هذه السطور المتواضعة، تضيء ولو جزءاً بسيطاً من الحقيقة، في زمن تنطمس فيه الحقائق وتنتهك الحقوق، تذبح شعوب وتقصف مخيمات، وتستباح حرمة بعض من أعراض الناس فيها، وتحجب (الكاميرات) صوراً وتظهر صورا أخرى لأغراض سياسية وإعلامية معروفة.والله من وراء القصد.



اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.40706
Total : 100