عند الحديث عن مشاكل العراق لا نعرف من اين نبدأ دائما ما نتحدث عن المشاكل والاحداث ونشخص الأخطاء ونتكلم في الشارع وعبر الفضائيات وننتقد الحكومة ونرمي بالسبب على فلان وفلان هو المسؤول فيما يحصل لنا وهذا واقع حال الشارع العراقي بأكمله.
والغريب في ذلك اننا متفقون بان الحكومات المتعاقبة ما بعد 2003 عاثت في الأرض فسادا وكلنا نعلم ان هؤلاء السياسيين لا يصلحوا قادة لهذا البلد العظيم لكن قليل منا من يطرح الحلول ويحاول التصحيح.
في هذه المرحلة من تاريخ العراق على من يريد للعراق الاستمرار والبقاء عليه ان يخوض معركة القضاء على الهمجية السياسية الحاكمة والعمل على تصحيح المسار ومحاربة الفساد الذي نخر جسد العراق ولم يبق له باقية, الفساد الذي حرمنا من الكهرباء وحرمنا من الماء ومن نفطنا وفي القريب العاجل سيحرمنا من الحياة بالإضافة الى انه سلط داعش على رقابنا, ولكي لا نندب حضنا في المستقبل ((كلامي للشرفاء من هذا الوطن)) يجب ان نعمل على تهيئة الأرضية المناسبة للانتصار في معركة القضاء على الفساد التي لا تقل أهمية من طرد الدواعش من الموصل.
إذا ما أردنا العراق مهمتنا هي ان نضع الحلول ونصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة ونبدأ بالتطبيق قبل ان نفقد السيطرة التي لم يتبقى منها سوى القليل خوفا من يوم لا ينفع فيه السكوت الا من اتى بحل عظيم ينقذ به العراق من الكرب والبلاء، ان صمت الشعب تجاه السياسات العقيمة التي تثبت فشلها يوما بعد اخر سيعطي المتسيدين او المتسلطين على شعب العراق فرصا أكبر لبيع العراق في مزاد علني امام مرأى ومسمع الجميع في وقت لا يغني كلامنا في شيء ان لم نكن قد تكلمنا من قبل.
اود ان اذكركم سادتي بان هؤلاء السياسيين قد وضعوا لأنفسهم كراسي حكم بمقاساتهم ولم يتنازلوا عنها الى الابد شئنا ذلك ام ابينا انتخبنا ام لم ننتخب وما يسمى بالانتخابات الديمقراطية هي عبارة عن كذبه مغلفة لزيفهم وتزويرهم وصراعهم وما خُفي كان أعظم الى الان لم يكتفي هؤلاء بما سرقوا ويقولوا هل من مزيد لأنهم لم يروا من يمنعهم ويقف بوجوههم.
على الشعب ان يطالب بحقوقه المسلوبة كفى ما سرقوا منا وقد نفذ صبرنا الى متى نبقى هكذا صدقوني متى ما قضينا على الفساد فان العراق سيكون بخير ومن يتحجج بان الوقت غير مناسب والعراق يخوض معارك ضد داعش وغيرها من الترهات متى سيكون القت مناسب عدما يباع العراق الى دول الجوار ونحن نضر اليه من غير ان نحرك ساكناً ام عندما يقتل الشعب بالمفخخات وعند ذلك لن يكون هنالك وقت ام عندما لا نجد كهرباء ونبقى بحسرة الضوء متذرعين الى الله ليمدنا بالشمس ليل نهار كفى ليخبرني أحد متى يحين الوقت المناسب ليطالب الشعب بحقوقه.
وقبل ذلك علينا ان نرسخ في اذهان الفقراء جملة ((لا يضيع حق وراءه مطالب)) وفي الختام أتصور باننا سنبقى مستمرين في ترديد ابيات الكبير محمد مهدي الجواهري مقتنعين بما يحصل لنا.
نـامـي جـياعَ الـشَّعـْبِ نـامي حَـرَسَتـْكِ آلِهة ُالــطَّعامِ
نــــــامي فـــــإنْ لــــم تشبـعِي مــِنْ يـَقْـــظــةٍ فــمِـنَ المنامِ
نـــامي علــى زُبــَدِ الــوعــود يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ
نامي تَـزُرْكِ عـرائسُ الأحلامِ فــــــي جُــــنـــــْحِ الـــــظـــــــلامِ
مقالات اخرى للكاتب