وهذه كناية بغدادية عن الرضا بالشيء رضاء تاما، ومما يروي لنا عبود الشالجي في كتابه ( موسوعة الكنايات العامية البغدادية) عن الشيخ احمد الظاهر، وكان عالما، فقيها، شاعرا، يتصف بكثير من الصفات الحسنة، ومن جملتها انه كان اذا حضرته النكتة اطلقها ولو كانت على نفسه، وكان اذا سافر في رفقة وأرادوا ان يستأجروا لأنفسهم دارا يستقرون فيها مدة إقامتهم، عمد قبل كل شيء الى موضع ( بيت الخلاء، التواليت) فان وجده نظيفا، رضي بالاقامة في الدار، والا بحث في غيرها، وفي احدى السفرات، دار بأصحابه على دور كثيرة، فلم يرض ببيت الخلاء في واحدة منها، وفي النهاية وجد دارا كان بيت الخلاء فيها نظيفا جدا، فقال لأصحابه وهو يضحك: (هاي عله راسي)، طوال الايام الماضية التي امتدت الى اسبوع او اكثر لم يصدر من رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية او رئيس البرلمان اي تصريح بشأن خور عبد الله، وكأن الامر لايعنيهم بقدر ماتعنيهم وتعني رئيس الوزراء بالتحديد كيفية تعطيل رواتب الموظفين، واعفاء الوزارات من مهماتها في تمشية امور المرتبات واناطة الامر بمجالس المحافظات التي تعج بالفساد وآخرها فضائح مجلس محافظة بغداد، العبادي جاهدا يحاول وبكل ما اوتي من قوة سرقة مرتبات الموظفين، وقد وضع في خلده كيفية تقليمها ببطء شديد، وآخر خطة شيطانية في هذا المجال هو جعل الشهر العراقي العريق اربعين يوما بتمديده عشرة ايام، افرحوا ايها العراقيون ، لقد اصبح الشهر على يد رئيس وزرائنا المفدى اربعين يوما.
لاتخافوا من صاحب المولدة الاهلية، ناموا جياعا، اقساط الاسكان والسلف اجلوها، ايجارات البيوت لاتدفعوها، ورقات الكهرباء المحملة بمئات الآلاف من الدنانير القوا بها في مهب الريح، فهذا الزعيم الجديد يريد اخراجكم من ربقة الزمن، من قال ان الشهر ثلاثون يوما، ليكن الشهر اربعين يوما، وبحسابات الحكومة ستحل ازمتها باربعة اشهر توفرها من السنة، اي اننا نذيع على العالم اكتشافنا الخطير، ان السنة ثمانية اشهر فقط، في حين نجنيها في جيوب المسؤولين والسياسيين 12 شهرا، هذا الزعيم الزيد العانه فلس، فالعانة كانت اربعة فلوس، فاصبحت في عهد الزعيم خمسة فلوس، وبقي اسم الزعيم ماثلا امام التاريخ وذهن الانسان البسيط، والرجل يحاول ان يجد له منجزا، فرأى ان يزيد الشهر عشرة ايام، لانريد ان نشكو حال احد من الموظفين، لكنه حقهم وعليهم ان يطالبوا به بالقوة، واذا ما استطاع العبادي باتفاقات جانبية تحييد التظاهرات بعد خيانة البعض لمبادئهم، فلا اعتقد ان تظاهرات تسجل باسم المعلمين والاطباء سيتدخل فيها عرق من اعراق الخداع من اعلاميين ومتصيدين بالماء العكر، ليضعوا الاموال في جيوبهم ويسرقوا اصوات الجماهير، هنيئا للعراق قادته الجدد من الذين لايعيرون انتباها لميناء عراقي كبير، ويضعوا قوات الجيش العراقي في صحارى الانبار لتحصدهم مفخخات داعش، هنيئا لهم انهم يثردون ابصف الماعون، هنيئا تبجح الكويت بان لها حقوقا وستأخذها برغم انف العراق، وهنيئا لها تشبهها باميركا ومنع العراقيين من الدخول الى صحرائها الممتدة على طول مساحة العراق، ستحصد الكويت الكثير من المغانم، واي واحد لديه شكوك في الحدود مع العراق ان يأخذ مايشاء فهذا الحال لن يتكرر ابدا، وهذا الضعف لن يجدوه في اية حكومة قديمة او مستقبلية، انها فرصة دول الجوار في تمزيق العراق، وقرارات العبادي التي لاتتعدى مرتبات الموظفين والتعيين على راسي.
مقالات اخرى للكاتب