يبدو ان الرئيس الأمريكي ترامب لا يختلف بشيئ عن صدام حسين / الأثنان من بيضة فاسدة!
وصل الأول والثاني الى سدة الحكم بطريقة خبيثة غامضة غيب فيها عقول الناس / نجح صانعو الرجال في زمن الحرافيش ان يكون [الفاعل والمفعول والجار والمجرور] قدراً نحساً للشعوب!
تاريخياً / تقمّص العديد من ملوك ورؤساء العالم الثالث دور القادة الكبار في اوربا / منهم من قلد ستالين وهتلر وموسو ليني في طريقة حكمه وحتى في حركاته / حصل هذا من واقع الشعور بالنقص / لكنها المرّة الأولى التي نرى فيها رئيس أكبر دولة في العالم يرى في دكتاتور أعدم بأمر منهم نموذجاً جديراً بأن يُقتدى به!
ليس ابلغ من قول أبي العلاء المعري الشاعر الكبير:
الدهر كالدهر والأيام واحدةٌ والناس كالناس والدنيا لمن غلبا
تشابه الرئيسان في الرقص على طبول الاعلام المزيف وفي جوقة [الدبابير] التي التفت حولهما!
صدام حسين / في اول يوم له بالرئاسة استعمل العصا الغليظة مع الجميع وتعامل عنصرياً وطائفياً مع المكونات العراقية المتآخية منذ مئات السنين وعندما أعلن [حارس البوابة الشرقية] الحرب على إيران طبّل له شيوخ الخليج / خلعوا عليه الألقاب / صرفوا له عشرات المليارات من الدولارات كي لا يُبقي باقية < للفرس المجوس> / لكنه عاد وانقلب عليهم وبقية القصة معروفة!
الرئيس الجديد الغريب الاطوار رفع شعار [أمريكا اولاً] وبيده العصا الموجعة
بدأ يومه الأول بلغة طائفية قذرة لم يعتاد عليها المجتمع الأمريكي القائم اصلاً على المهاجرين / تعلم من صدام حسين درس العقوبة على الهويّة / عقوبة التهجير الفوري لمن انتمى لبلد مغضوب عليه او ديانة سماوية معينة بعنوان الإرهاب / لكنه أعفى الدول المتورطة فيه مثلما أعفى القائد الضرورة منظمة مجاهدي خلق المتورطة حدّ النخاع بالإرهاب! وكما تحرش الأول بدول الجوار/ تحرش الثاني بجاره المكسيك التي أمرها بدفع كلفة الجدار الفاصل بين البلدين!
التف الرئيس ترامب كصاحبه الى حكام الخليج الذين طربكَوا يوم أمس لفوزه بالرئاسة / بالتلفون امرهم دفع 120 مليار دولار فوراًعن ثمن الحماية الأمنية لهم / بعد دقائق سددت قطر الدفعة الأولى [عشرة مليارات] والبقية في الطريق بعنوان: تأهيل البنية التحتية الامريكية!
السعودية والكويت ما زالوا في طابور الدفع المستعجل وبخلافه ستحلق ذقونهم وتطير عكَلهم!
علق الكاتب اللبناني المعروف طلال سلمان على مقامرات الرئيس ترامب التي ذكرتنا بمقامرات
صدام حسين قائلاً:
[ان وصول رجل مختل التوازن / لا يعرف العالم / يخوض الانتخابات بمنطق المقامر / يتخذ القرارات على طريقة التجريب / إنما يشكل خطراً على العالم كله بعنوان الولايات المتحدة الامريكية / لقد كشفت الانتخابات الرئاسية الأخيرة فيها ان وحدتها الوطنية قابلة للارتجاج]!
اختم بالقول:
يبدو لي ان صدام حسين وهو في قبره / أطلق الآن ضحكته الساخرة التي عُرف بها على
رؤساء امريكا وعرب البترول وجماعة [التسوية التاريخية] لسان حاله يقول :
طيّح الله حظكم!
مقالات اخرى للكاتب