كنت افكر ان اجعل العنوان تعليميا” سياحيا” كمثل” تعلم الايطالية في اربع و عشرين ساعة، لكن الراي استقر على العنوان اعلاه، والمهم ان لا تدخل المعتقل و الاهم انه يفيدك ان دخلته لا كتبه عليك الله.
اعلم عزيزي ان المعتقلات موجودة بافراط في الدولة العقائدية ذات الحديث السمح.
قبل الدخول للدليل، كن على حذر من:
الذهاب اليها، اوالتحدث بما تؤمن صدقا و لا تقبله هي.
اذا جرى اعتقالك، فاعلم انك لابث من ستة اشهر الى سنة كاملة، فلا تحسب الايام على الجدران، بل لا تمني نفسك بالخروج كلما تسمعت لفتحة باب او خروج نزيل.سياخذوك بسيارة ثم يستبدلونها بأخرى و قد عصبوا عينيك ووضعوا رأسك بين فخذيك، وقد يطرحون سؤلا او اثنين في الطريق، اجبت ام لا، لن يؤثر ذلك، فكلام السيارة جرعة تخويف لا اكثر.
بعد ان تدخل بحفظ الله، ستعتمد حاسة السمع كثيرا، وبتقطع وكذلك التلمس بالاصابع، الا في الغرفة الانفرادية حيث لك ان تتمتع بمشهد ساحر يطل على جدران مصبوغة بدهان مقصود، غايته ان تعيش لحد الاحياء.المعتقل هو معسكر وان كان فيه مدنيون بالملابس، فيه غرف انفرادية بالاغلب وقاعة لمجموعة، وغرف تحقيق و مع الملحقات الاخرى من مطبخ و حمام.ستدخل الغرفة الانفرادية و هي تقليدية من حيث ضيق المساحة و صعوبة تسلق جدارها، بها شباك صغير جدا وضوء كهربائي واحد لن ينفع في الانتحار الا ما ندر.في باب الزنانة فتحة للطعام و استعراض المتهم، وفي الخارج نعل لاستخادامات النزيل.للزنزانة رقم، وفيها قطعة من ورق مقوى مرسوم عليه اربعة احتياجات غالبا تمنع عنك اذا اردتها في غير وقتها، الحمام و الخلاء و السيكار و الماء.على الجدار داخل الزنزانة قد تجد تعليمات بلغتك عن الضوابط التي عليك التقيد بها خلال فترة الاقامة.اول استدعاء لك لن يتأخر عن ساعة بعد تشريفك المعتقل، هذه حسابات بين المحقق و جهازه و القضاء، لن تكون فيها انت غير رقم و شبهة و صورة و اسئلتهم و اجوبتك.
بعد الاستدعاء الذي يشكل عنك الانطباع الاول، سيقولون لك عد الى غرفتك و اكتب قصة حياتك، واذا سمعت صراخ شخص فلا تجفل، هذا صوت زميل لك سبق الى المكان و يجري مطابقة مايريد المحقق من قضية، والمطابقة لها طرق اثبات.اول مايبدأ يضيع عليك، الوقت و التاريخ، وان كنت من الذين يقيمون العبادة فحاول ان تفعلها دون اعلان.
فهي لن تحميك من الاهانة او الضرب.المهماكتب الحقائق البسيطة وتذكر ان المحقق يوقع بك لانك قضيته التي يريد ان يفوز بها بوضع الحبل برقبتك، واياك ان تصدق الشعار الموضوع من ان النجاة في الصدق فتذهب بعيدا مع خيالك عن الدولة العادلة” طبعا انا اتحدث للمعتقل الذي تم اخذه بلا ذنب”.بعد ان تسلمهم الورق ستنتظر ليس اكثر من ايام ثلاثة، يجري خلالها فحص القصة ووضع الاسئلة.
تستدعى لتوضيح نقاط و خلق اسئلة تبرز خلال الجلسات، واعلم انك ستكون معصوب العين لخلق عوامل من الضغط عليك و ايضا مخافة على تعرفك مستقبلا على الاخ” الجلاد”.شعرك و اظافرك ستجري مراقبة نموهما، وطعامك سيتضاءل ومواعيد الخلاء مرة او اثنتين في اليوم، اما الاغتسال فكل اسبوع او اذا كان ثمة تفتيش.
ملابسك ومتعلقاتك ستوضع عندهم، ولا تستغرب ان وجدت احد الحراس يستعملها.
انس التدخين ولا تطلب المصحف، وتذكر انك معتقل، عليك الخضوع و الاجابة و تحمل الاذى.
نادرا ما ترى احدا، فأن طالت مدتك نزع الحرس عصابتك عن عينك اثناء حديثم اليك، ودائما ما يكون الحرس من اصول غير حضرية لضمان الطاعة و تصديق ما يقوله المحقق عنك من انك شخص خطر، فاذا وجدت جفوة منهم او تعد عليك او تف بوجهك، فأعلم ان محققك تكلم عنك امامهم.
لكي لا تفقد تركيزك، حاول ان تتذكر محاضرات او مقالات او اخبار سابقة و تواريخها، وايضا عليك ان تمرن ذاكرتك على الارقام الرياضية وان تحول اصبعك و راحة يدك الى ورقة و قلم لتكتب بالخيال اسمك و بعض الذكريات، حينها ستقلص مستوى الضمور الذي يريدونه لك.
اياك ان تمثل دور الخائف فهو اشهى للاعتداء عليك، واياك والبكاء، ساعتها تطول مدتك و يمدد تحقيقك.
بعد اخذ ورد سيقول لك المحقق ان قصتك فيها كذبات، وسيتحرك للاستنطاق، وهو اخذ الكلام بالقوة.
الضرب سيكون كل يومين او ثلاثة، الخدين، الظهر، الكفين في اليدين و القدمين، مع بعض الشتائم، الحرمان من الماء و النوم والجبر على الوقوف، ثم فرض الافتراض و الجبر على القبول به، فمثلا سيقول لك انت جاسوس، فتقول لا، يضربك، وتقول لا، وهكذا الى ان تقول نعم.
بعدها يطرح اسئلة لتأكيد انك جاسوس، اين تدربت واسم مسؤولك و رتبتك و رتبته واهدافك من المجيء.اعلم انهم سيحيطوك بما يجعلك تلعن كل ايمانك السابق و كل دعاية اعلامهم وستقرر و تفكر بالهرب و تقرر ان افرج عنك انك لن تؤدي الحج و ان كانت الكعبة عندهم.بعد ان ينتهي كل الالم ستكون انت من الذين يفرغون الا من الرجاء فتصبح احلامك بلون صور القديسين، تهب من نومك على امل بشارة الخروج من الحفرة التي ابتلعتلك.
قد تشاهد الاولياء الصلحاء يطلبون اليك التــــــجمل ويــــــعدونك قرب الفرج.فأن خرجت ايقنت كذب التاريخ وزيف الدول وهشاشة الانسان.
مقالات اخرى للكاتب
