بغداد/ أعلنت دائرة الرصد الزلزالي في هيئة الأنواء الجوية العراقية، الخميس، عن تسجيلها لأعنف هزة أرضية خلال العام 2012 الحالي، شدتها 5.5 درجة على مقياس ريختر، وذلك في الشريط الحدودي مع إيران في جنوب العراق، وفيما أكدت أن سكان ثلاث محافظات بينها العاصمة بغداد شعروا بالهزة، شددت على تشكيل غرفة عمليات للكوارث تحسباً لأي طارئ يحدث نتيجة تزايد النشاط الزلزالي في البلاد.
وقال مسؤول المراصد الخارجية لشبكة الرصد الزلزالي في هيئة الأنواء الجوية التابعة لوزارة النقل، عبد الكريم عبد الله تقي،إن "هزة أرضية بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر سجلت، مساء اليوم، في منطقة الشريط الحدودي مع إيران على بعد 110كم شرق قضاء علي الغربي (100 كم شمال مدينة العمارة مركز محافظة ميسان"، مشيراً إلى أن "أهالي محافظات ميسان وواسط والذين يقطنون في العمارات السكنية العالية بالعاصمة بغداد شعروا بالهزة".
وأضاف تقي، أن "الهزة الأرضية التي حدثت اليوم، هي الأقوى من نوعها في المنطقة خلال العام 2012 الحالي"، مبيناً أن "مراصد هيئة الأنواء الجوية في علي الغربي والبصرة والرطبة والموصل سجلتها".
وأكد مسؤول المراصد الخارجية لشبكة الرصد الزلزالي، أن "هناك تزايداً في النشاط الزلزالي في المنطقة الجنوبية من العراق لاسيما في محافظة ميسان"، مطالباً بضرورة "تشكيل غرفة عمليات للكوارث للتعامل مع أي طارئ قد يحدث نتيجة هذا النشاط الخطير".
وأعلنت دائرة الرصد الزلزالي في هيئة الأنواء الجوية، السبت الماضي (28 من نيسان 2012 الحالي)، أن هزة أرضية بقوة 3.9 درجة على مقياس ريختر، وأخرى ارتدادية، ضربتا شرق قضاء علي الغربي في محافظة ميسان، مؤكدة أن القضاء شهد خلال اليومين الماضيين 25 هزة تراوحت قوتها بين أربع إلى خمس درجات.
وتعرضت محافظة ميسان مؤخراً لعدة هزات منها تلك التي سجلت، في الحادي والعشرين من نيسان الماضي، إذ شهدت ثلاث هزات ضربت قضاء علي الغربي ومنطقة جلات، مما أثار الهلع في نفوس المواطنين وأحدثت أضرارا مادية في منازل وممتلكاتهم، كما أن الكثير من المواطنين نزحوا من المناطق المتضررة.
كما ضربت هزة أرضية، في آذار من العام 2012 الحالي، ناحية شيخ سعد (5 كلم جنوب مدينة الكوت)، شعر بها معظم سكان الناحية، من دون ان تخلف خسائر، مما أثار الخوف في نفوسه، ولم تعرف درجة الهزة بسبب خلو المحافظة من اي مركز للرصد الزلزالي، حيث ان المركز الوحيد للرصد في زمن النظام السابق كان قد تعرض للتخريب ولم يتم أعماره من جديد.
وحذر زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، في (26 من نيسان 2012)، من تزايد النشاط الزلزالي في جنوب العراق، ودعا الحكومة إلى التدخل لدراسة هذه الظاهرة ووضع إجراءات وقائية، لافتا إلى أنها أدت إلى إثارة الهلع في نفوس السكان.
كما دعت الكتلة العراقية الحرة، في (25 من نيسان 2012)، إلى تشكيل غرفة طوارئ لمتابعة الهزات الأرضية في محافظة ميسان واتخاذ تحوطات الأمان تحسباً لهزات قوية، معربة عن أسفها لأن الخلافات السياسية تأخذ "الحيز الأكبر" من الاهتمام.
يذكر أن وحدة الرصد الزلزالي أنشأت عام 1979 في اطار مجلس البحث العلمي سابقاً، لإدارة وتشغيل شبكة الرصد الزلزالي العراقية، وكانت مكونة من خمسة مراصد زلزالية تقع في بغداد والرطبة والبصرة والموصل والسليمانية وعندما تم حل مجلس البحث العلمي في نهاية ثمانينيات القرن المنصرم، انتقل قسم الرصد الزلزالي إلى إدارة الأنواء الجوية العراقية التي باتت تسمى "الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي"، وتملك حالياً ست محطات للرصد في بغداد والرطبة والناصرية وقضاء بدرة في واسط والموصل وكركوك مرتبطة مع بعضها عن طريق منظومة خاصة، ويتم تسلم المعلومات من المحطة الرئيسة في بغداد بصورة مستمرة.