صنع فريق من الطلبة المغاربة المهندسين سيارة صديقة للبيئة، سيشاركون بها في "الماراثون" الدولي الذي تنظمه شركة "شيل" لهذا الغرض في إطار الترويج للسيارات الاقتصادية الأقل تأثيراً على البيئة، والتي ستجري أطوارها بمدينة نوتردام الهولندية، من 13 إلى 19 مايو/أيار 2013.
وأكد أنيس أدبوس، المسؤول عن التواصل بـ"إنسا كار"، التابع للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بجامعة بن زهر بأكادير(جنوب المغرب)، أن السيارة التي صنعها فريقه تعمل بواسطة بطاريتين تزنان 200 كيلوغرام، وتسير بسرعة 50 كلم في الساعة.
وأشار أدبوس إلى أن استهلاك طاقة البطاريتين يغطي أربع ساعات قابلة للتجديد على مستوى الشحن، وأنهما مربوطتان بالعجلات الخلفية عبر محركين يمدانهما بعملية الدفع، مبرزاً أن السرعة لم تكن هدفاً بالنسبة لهم في هذه التجربة الأولى، لكون المسابقة الدولية المزمع تنظيمها في هولندا تركز على نسبة استهلاك الطاقة ضمن مسافة كبيرة.
وأعلن أنيس أن السيارة تتوافر على جميع شروط السلامة، وأنها مؤمنة من مخاطر اشتعال النار، إضافة إلى أن شكلها بسيط، وعتادها وتجهيزاتها خفيفة وغير معقدة على مستوى التركيب الهندسي، وكلفتها أرخص واقتصادية، موضحاً أن المشروع تطلب منهم مدة 13 شهراً قضوا منها الجزء الأكبر في التفكير وإعداد التصور.
وأكد أن الجديد في صناعة هذه السيارة لا يتعلق بمجال التكنولوجيا، باعتبار أن السيارة الكهربائية كانت موجودة منذ أواخر القرن التاسع عشر، مشيراً إلى أن عمل الفريق ركز على خفض كلفة الطاقة ونسبة استهلاكها في إطار الحد من الثلوث الهوائي والصوتي، على أساس أن السيارة الكهربائية لا تحدث ضجيجاً.
وأوضح المتحدث أن النموذج الذي صنعوه موجود مثله في السوق الأميركية، غير أنها هناك تخضع في صناعتها لمجموعة من الوحدات من طرف شركات كبرى، في حين صنعت السيارة المغربية عبر وحدة فقط، وبإمكانيات جد متواضعة، تبعاً له.
وأبرز أن هذه المنافسة الدولية ستكون قوية، لكونها ستعرف مشاركة 200 فريق من مختلف بلدان العالم، موضحاً أن شركة "شيل" البترولية دأبت على تنظيم هذه المسابقة بهدف تشجيع صناعة سيارات إيكولوجية صديقة للبيئة، عبر دعم الطلبة وتحفيزهم للمساهمة في تنمية بلدانهم من خلال مساعدات مالية وجوائز معنوية.
يشار إلى أن المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية تشارك لثالث مرة في مسابقة "شيل - اقتصاد - ماراثون"، ففي سنة 2009 شاركت المدرسة في أول مشروع، بسيارة تسير بمحركين، الأول يستهلك الوقود، والثاني كهربائي يستمد طاقته من البطارية، وتعد تجربة هذه السنة متقدمة، وهو ما جعل الجهة المنظمة للتظاهرة تعمل على قبولها في إطار الإقصائيات الأولية لتكون حاضرة في نوتردام.
ويذكر أن السيارة خضعت قبل أسبوع لعرض تجريبي حضره القنصل العام الفرنسي بأكادير، وعمر حلي رئيس جامعة ابن زهر، إلى جانب شركاء الجامعة في مشروع هذه السيارة، واعتبرت التجربة ناجحة في نظر المتتبعين.