عترف جمهور برشلونة بأن شراء أي لاعب لتعزيز خط هجومه بأسعار خيالية ليس بالخطوة المنطقية مع حاجة الفريق لبدائل جاهزة في مراكز أخرى على أرض الملعب، وخرجت الصحافة المدريدية لتعزز هذه المقولة بالحقائق والأرقام.
وتشير إحصائية ملفتة للانتباه نشرتها صحيفة "ماركا" الإسبانية الثلاثاء، إلى أن برشلونة أنفق 231 ملايين يورو منذ موسم 2007-2008 على لاعبين شاركوا في خط المقدمة إلى جانب ميسي دون أن يتمكن أحد منهم من ترك بصمة حقيقية على أداء الفريق.
اللاعب الأول كان الفرنسي تييري هنري الذي كلف خزينة النادي الكتالوني 27 مليون يورو قادما من آرسنال، فسجل في موسمه الأول 19 هدفا مقابل 16 لميسي الذي عانى حينها من الإصابة، وفي الموسم الثاني، تفوق ميسي بـ38 هدفا في كافة المسابقات مقابل 26 لهنري، علما بأن الكاميروني صامويل إيتو أحرز هو الآخر 36 هدفا في الموسم الاول للفريق بقيادة المدرب جوسيب غوارديولا، والأخير لإيتو مع الفريق قبل انتقاله إلى إنتر ميلان.
اللاعب الثاني كان السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي قدم أداء مميزا في النصف الأول من موسم 2009-2010، لكن مردوده انخفض في النصف الثاني عندما تعمد غوارديولا عدم إشراكه في المباريات، فسجل طوال الموسم 21 هدفا مقابل 47 لميسي.
ابراهيموفيتش كلف برشلونة 70 مليون يورو، وهي أعلى صفقة في تاريخ الفريق، لكنه سرعان ما رحل إلى ميلان الإيطالي بنهاية الموسم بعد تعمق الخلافات بينه وبين غوارديولا.
في الموسم التالي، جاء الدور على دافيد فيا الذي انتقل إلى برشلونة قادما من فالنسيا مقابل 40 مليون يورو، فهز الشباك في 23 مناسبة بكافة المسابقات مقابل 53 هدفا لميسي، وغاب فيا عن معظم منافسات الموسم الثاني بإصابته بكسر في الساق، قبل أن يستعيد جزءا بسيطا من حيويته وحاسته التهديفية في الموسم المنقضي حديثا (2012-2013) باحتلاله المركز الثاني بين هدافي الفريق برصيد 16 هدفا مقابل 59 لميسي.
وفي موسم 2011-2012، جاء الدوري على التشيلي أليكسيس سانشيز الذي انضم لبرشلونة قادما من أودينيزي الإيطالي مقابل 37 مليون يورو، فأحرز في موسمه الأول 15 هدفا مقابل 72 هدفا لميسي، ثم جلس طويلا على مقاعد البدلاء في موسمه الثاني.
الوحيد الذي تفوق على ميسي من بين هؤلاء المهاجمين هو هنري عندما كان ميسي في بداية مسيرته المتألقة، وبمجرد تحوله إلى النجم الأبرز عالميا، أصبح من الصعب على أي لاعب آخر تخطيه.
والآن يأتي الدوري على البرازيلي نيمار الذي دفع برشلونة 57 مليون يورو لاستقدامه، فهل يتمكن من كسر القاعدة وإرغام ميسي على تسجيل عدد أقل من الأهداف مقابل الخروج برقم تهديفي مميز بنهاية الموسم؟ أم يستمر البرغوث الأرجنتيني في تحطيم الأرقام القياسية ليثبت أن الفريق بحاجة للخروج بنتائج أكثر منطقية في سوق الانتقالات؟