قال سماحة الشيخ حسن الصفار إننا بحاجة إلى صناعة بيئة مناسبة لنمو طاقات أبناءنا وانطلاقهم في ميادين العلم والمعرفة، وليكونوا أبطالا في ميدان القيم والسلوك.
وأبان أن ابطال كربلاء الذين نحتفي بذكراهم هم انموذج لبدرة صالحة وجدت لها بيئة طيبة، فآتت أكلها أبطالا يقف الزمان احتراما وإجلالا لمواقفهم المشرفة.
وأضاف: إننا إذ نجتمع اليوم لا لنحيي أسماء وإنما لنحيي قيما للعلم والشجاعة والتقوى التي كان أهل البيت أبطالا في ميادينها.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سماحته في مسجد الشهداء بالقديح مساء يوم الأحد 2/8/1435هـ الموافق 1/6/2014م بمناسبة ذكرى ميلاد أقمار كربلاء الحسين والعباس وعلي بن الحسين .
وقال سماحته إننا نتطلع إلى صلاح أبناءنا وتنمية كفاءاتهم، ولا يكون ذلك إلا بخلق البيئة الصالحة والأجواء المناسبة ليظهر صاحب الكفاءة كفاءته وطاقته.
وأبان أن افضل استثمار لنا هو تربية أبناءنا، فبذلك نربح أبناءا صالحين يفيدوننا في الدنيا والآخرة، وكفاءات تخدم مجتمعها وتعينه على التقدم والازدهار.
وعن صناعة الأبطال قال سماحته: إن ذلك لا يكون بالتمني والأحلام والدعاء فقط، فالبطل لا يصبح بطلا بشكل عفوي، بل لابد من صناعة بيئة تنتج أبطالا، ولا بد من بذل الجهد والعمل وفتح الأبواب أمام الأجيال من أجل اكتشافهم لمواهبهم، وإعانتهم على تفجير طاقاتهم.
وحث الشيخ الصفار على الاستفادة من العطلة الصيفية بتطوير كفاءات وقدرات الابناء والوقوف معهم بإنشاء البرامج النافعة، مشيدا بمشروع الحوزوي الصغير الذي يشرف عليه سماحة الشيخ محمد العبيدان، وبنشاط جماعة الهدى وسائر اللجان المهتمة برعاية الشباب الناشئين.
وشدد على أن المجتمع مدعوٌ للمحافظة على ابناءه وعدم تركهم عرضة للتيارات المنحرفة، فما يواجهه هذا الشاب وهذه الشابة من عواصف الانحراف شديدة، وهناك من يعمل على افسادهم بالمخدرات وبث أفكار الانحلال بينهم.
وأوضح أن بعض المجتمعات ابتليت بترك الكفاءة دون رعاية أو بتثبيط صاحب الكفاءة وهذا معناه اننا نقتل هذه الكفاءات، وندفن الطاقات وبالتالي نخسر من رصيد حضارتنا.
وقال إننا نواجه التمييز بالتميز، فنحن ننتمي الى مدرسة أهل البيت، هذه المدرسة المعروفة بتميز أئمتها وتقدمهم في مجالات العلم والمعرفة والتقوى والورع.
وإننا إذ نفخر بما يمتلكه أبناء مجتمعنا من إمكانات عالية تشهد به الجامعات في داخل البلاد وخارجها، وما تشهد به الحوزات لأبناءنا من فطنة وذكاء، فإننا مطالبون ببذل المزيد من الجهود على الصعيد العائلي والاجتماعي لتشجيع نمو هذه القدرات وإزالة العوائق من طريق تقدمها وارتقائها.