قارون كان باغيا أصبح مثلا لآصحاب الثروة وألآبهة التي تخدع بسطاء الناس قال الله عنه " أن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وءاتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوا بالعصبة أولي القوة أذ قال له قومه لاتفرح أن الله لايحيب الفرحين " – القصص – 76- ويختم القرأن قصته فيقول " فخسفنا به وباره ألآرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين " – القصص – 81-برزت في الساحة العراقية بعد 2003 ظاهرة قا رونين جدد ممثلين بأحزاب السلطة من علمانيين وأدعياء دين فأصبحوا سراق مال العراق بأمتياز ؟ويتم ألآن الترويج لقا رونين جدد ممن حصلوا على ثروة صدام حسين لآنهم كانوا أجراء خدمة في توظيف أموال صدام حسين , وهؤلاء أيضا ظهروا بعد 2003 حيث ظلت أموال صدام حسين التي أودعت بأسماء مختلفة بحيث لم تستطع عائلة صدام حسين جمع تلك ألآموال خصوصا بعد مقتل عدي وقصي والذين وشوا بهم عند ألآمريكيين هم المشتغلون في نقل ألآموال وهؤلاء كان مركزهم عمان ألآردن ثم تفرقوا مابين دبي وقطر والسعودية وتركيا وهذه الدول ترى فيهم مشروعا طائفيا في العراق ظنا منهم أن ذلك يحجم التأثير ألآيراني في العراق ؟الفئة ألآولى من القا رونين الجدد أستغلوا ما يسمى بألآنتخابات وحصلوا على ما يسمى بالشرعية ألآنتخابية فدخلوا البرلمان ومجالس المحافظات والوزارات وكل مؤسسات الدولة وأحتكروا التعيينات بشكل مطلق كبيرها وصغيرها وفرضوا على من يصل للبرلمان وللوزارة أستقطاع نسبة من رواتبهم لاتقل على الثلث في بعض الحالات وتشمل هذه النسبة بقية الوظائف الكبيرة , ومن لم يشمل بألآستقطاع من راتبه فهو مكلف بالعمل على أحالة المقاولات والعقود الحكومية لصالح الحزب الذي رشحه ,
وتوسع البعض من القا رونين الجدد بتشكيل فريق العملاء الماليين السريين ومن هنا ظهر ما يسمى بالمال السياسي وهو أخطبوط خطر لما يمتاز به من نهم وشراهة ليست لها حدود , وبالمال السياسي أحتكروا ألآنتخابات المستقبلية وشرعوا لها نظاما جعلوا رسوم التسجيل باهظة الكلفة " 25 " مليون دينارا عراقيا حتى لاينافسهم من يمتلك شعبية أنتخابية ولكنه لايمتلك القدرة المالية على تكلفة العملية ألآنتخابية من رسومها الى مصاريفها الدعائية التي أصبحت بمليارات الدنانير ؟أما الفئة الثانية من القا رونين الجدد فهي تشبه بعض مظاهر الحريرية المالية والسياسية في لبنان لآن الحريرية صناعة سعودية : وهؤلاء أصبح أغلبهم خارج العراق خصوصا في دول الجوار التي ترعى المشروع ألآرهابي التكفيري وتموله وتمنحه صفة المعارضة كما في سورية حيث يراود تلك الدول وهي السعودية وقطر وتركيا أسقاط النظام السوري بالقوة كما يصرح عادل الجبير وزير خارجية السعودية .وفي العراق تحاول تلك الدول أن تجعل من القا رونين العراقيين الجدد ممثلين للطائفة السنية من خلال التبرعات للنازحين وأنشاء مشاريع خيرية مدارس مستوصفات مع فتح مكاتب أرتباط في واشنطن وبعض الدول ألآوربية فأحدهم يدفع ألآن " 60 " ألف دولار شهريا لمكتبه في واشنطن الذي يديره رجل أمريكي وهذا العمل جعل واحدا منهم يزود بحماية أمريكية أصبحت جزءا من فريق عمله , وهؤلاء يملكون فضائيات وصحفا تتحدث بأسمهم وتقدم البعض منهم على أنه رجل الفكروالسياسة والوطنية كما روج له في بعض المواقع ألآعلامية وهو رجل لاعلاقة له بالفكر ولا بالسياسة نعم هو سائس مالي تحول الى سارق مال مثله مثل أحزاب السلطة الفاسدة في العراق , وهكذا أصبح القا رونين الجدد يشكلون خطرا حقيقيا على مستقبل العراق لجهة مساومة الفريق ألآول منهم على الحشد الشعبي لآكتساب شرعية تنقذ مستقبلهم المهدد بالتلاشي , والفريق الثاني يستقوي بالدول الداعمة للآرهاب ويعادي الحشد الشعبي أستجابة لرغبات تلك الدول ويعمل على تقسيم العراق بحجة الفدرالية التي أقرها الدستور العراقي ويجعل من نفسه طرفا لآعادة التوازن للدولة العراقية وهو ممن تنطبق عليه قاعدة " فاقد الشيئ لايعطيه "لذا على العراقيين جميعا ممن يهمهم أنقاذ بلادهم من الفساد وألآرهاب ومخلفاتهما أن يحذروا القا رونين الجدد بكل أنتماءاتهم وبمختلف مسمياتهم حتى يستعيدوا عافية وطنهم المسلوبة ؟
مقالات اخرى للكاتب