يشكل الملتقى الوطني الأول للإعلام العراقي فرصة جيدة جدا لرسم خارطة طريق لمسيرة الإعلام العراقي بكل فروعه المسموعة والمرئية والمقروءة في مرحلة مهمة جدا من مراحل التاريخ العراقي، خاصة وإن هذا الملتقى الوطني يأتي مباشرة بعد الانتصار الكبير في معركة الفلوجة والاستعداد لخوض معركة تحرير الموصل.
لهذا إن هذا الملتقى المهم هو ملتقى السلطة الرابعة في العراق هذه السلطة التي ظلت مغيبة عقودا طويلة بحكم شمولية النظام قبل 2003 واحتكاره وسائل الإعلام لنشر أفكاره ومحاولة صناعة ثقافة واحدة فقط هي ثقافة الحزب الواحد والحاكم المطلق.
لهذا فإن من مهام الملتقى الوطني الأول للإعلام العراقي أن يتوحد الجميع من أجل صناعة رأي عام عراقي في ظروف صعبة وفضاء مفتوح لجميع ألأفكار، وها إن دل على شيء فإنما يدلل على مهنية سلطتنا الرابعة وقدرتها على أن تكون حاضرة في قلب الحدث ، تتابع وتحلل وتقنع المتلقي، نجاحات كبيرة ربما كان السبب أن يقف البعض في وجهة سلطتنا الرابعة ويحاول تقييدها بشتى الطرق.
لهذا فإن على الجميع توفير الأجواء المناسبة من أجل صحافة عراقية قادرة على أن تمارس فعلها في صناعة رأي عام عراقي في ظل المناخ الديمقراطي الذي نعيشه في العراق بعد زوال النظام الشمولي وعدم ترك هذه المهمة الكبيرة للفضاء الخارجي الفضائيات العربية والأجنبية) التي تستهدفنا في وحدتنا الوطنية .
وعلينا أن نستثمر الانتصارات الكبيرة لقواتنا المسلحة والإعلام العراقي كان له دورا بارزا في المعركة ضد الإرهاب ، وفي معركة الفلوجة بالذات برز دور الإعلام الشعبي بوصفه الناطق الرسمي لإرادة الشعب العراقي الذي سخر كل ما متوفر عن وسائل دعم لقواتنا المسلحة سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت ظاهرة عراقية متميزة تمكنت من إسكات أبواقا كثيرة ظلت تغازل الإرهاب ولكنها أمام الإعلام العراقي الشعبي كأفراد والوطني كمؤسسات إعلامية وجدنا تفوق إعلامي عراقي متميز كان ولازال يشارك المقاتلين معركة التحرير.
من هنا نجد إن الملتقى الوطني الأول يمثل ضرورة لا بد منها لكي نرسم ملامح الأداء الإعلامي العراقي في المراحل القادمة،لا سيما وإننا بعد 2003 وجدنا حرية كبيرة لوسائل الإعلام العراقية سواء المملوكة للدولة أو الأحزاب أو القطاع الخاص،وهذا الكم الهائل من وسائل الإعلام يحتاج إلى صياغة وثيقة وطنية تكون غايتها الأول تعزيز الوحدة الوطنية ،ودعم القوات المسلحة في معركتنا ضد الإرهاب وأيضا تقوية القواسم المشتركة بين مكونات الشعب العراقي ونبذ الفرقة والتعصب ونشر ثقافة السلام في ربوع العراق الذي يقاتل من أجل السلام الدائم.
من هنا نجد إن هذا المؤتمر سيعزز من مكانة السلطة الرابعة هذه السلطة التي ظلت غائبة عقودا طويلة قبل عام 2003 بحكم شمولية النظام وهيمنته على مختلف وسائل الإعلام ، ولكن بعد 2003 ظهر هذا المصطلح وأخذ مداه الواسع،بل أفرز الدستور العراقي في المادة (38) ثانيا: تكفل الدولة حرية الصحافة والطباعة والإعلان والاعلام والنشر.
لهذا شكلت مختلف وسائل الإعلام في مرحلة ما بعد 2003 نقطة مهمة في المشهدين السياسي والثقافي من خلال الانفتاح الكبير على التطورات التكنولوجية من جهة ومن جهة ثانية خلق الأجواء المناسبة لبناء العراق الديمقراطي ألتعددي الفدرالي بعد أن ظل النظام السابق يُسخر الصحافة لأربعة عقود من أجل أفكاره الشوفينية البغيضة، وبالتالي فإن تحولاً كبيراً شهدته وسائل الإعلام العراقية منحها شرف قيادة المجتمع وتوجيهه الوجهة الصحيحة رغم التحديات الكبيرة التي اعترت مسيرتها
مقالات اخرى للكاتب