لعل المواطن البصري لاحظ خلال هذه الفترة كثرة مصابيح الزينة التي انتشرت في شوارع البصرة قلا يكاد يخلو شارع رئيسي إلا وتجده قد إمتلأ بهذه المصابح وبإنواع مختلفة ولا تكاد ترى نخلة في شارع رئيسي من شوارع البصرة إلا وقد لف جذعها ما يشبه "الحصيرة" من هذه المصابيح كما لا تكاد ترى جسرا سياجه آيل للسقوط إلا وقد تم تغليفة بمجموعة من حصران الزينة وقد يستنتج المراقب لإعمال الزينة هذه خلوها من الذوق في طريقة توزيعها والغاية منها وطريقة التنفيذ وبهذا الكم الهائل منها والتي بدلا ان تُلبس المحافظة وتضيف عليها مسحة جمالية لعبت دورا في تشويه الشكل العام للمدينه ولا يمكن لأي صاحب ذوق ان يثني على الطريقة التي نفذ العمل بها وقد يصل إلى إستنتاج إلى حالة من الحسرة والآلم على كل هذه الأموال التي تبعثر هنا وهناك بينما البصرة تشكو من نقص شديد في مفردات أساسية تفتقر لها المحافظة ومن واجب من يهمهم الآمر تقديم الآهم على المهم وعلى ما أعتقد لا يهم المواطن البصري هذا الكم الهائل من مصابيح الزينة التي غزت شوارع البصرة قدر ما يهمه تنفيذ مشاريع البنى التحتية والتي تفتقر لها المحافظة...إننا نكاد أن نشم رائحة فساد قذرة في هذه المناقصة وعملية هدر كبير للمال العام ومحاولة تحقيق أرباح طائلة في فترة زمنية قصيرة من خلال ما سوف يعود بالنفع السريع على الجهة التي لا يهمها مدينة البصرة قدر ما يهمها جني أرباح هائلة من خلال مقاولات بائسة من هذا النوع. كان الأوجب تسخير هذا المال لمشاريع اكثر فائدة وأكثر مصداقية...يمكن توظيف هذا المال لحل جزء من أزمة السكن التي باتت تشكل ظاهرة غير حضارية من خلال تكدس مجموعة من العوائل في بيوت ضيقه وغير صحية مما تنعكس سلبا على السلوك العام في المحافظة...او كان يجب ان توظف هذه الآموال لإكمال المشاريع المتوقفه والتي تسبب عدم إنجازها إزعاجا كبيرة لأهل البصرة وعلى سبيل المثال مجسر تقاطع التربية...أو كان يجب أن توظف هذه الآموال لتنفيذ مجسر تقاطع ساحة أم البروم الذي سمعنا عنه الكثير ولم نراه لحد الآن...وكان يجب ان توظف هذه الآموال لتنفيذ كورنيش شط العرب الذي سوف يعطي جمالا رائعا لهذا القضاء الحيوي والمنسي...وكان يجب ان تستغل هذا الأموال لحل مسألة ملوحة ماء البصرة من خلال تنفيذ محطات عملاقه لتحلية المياه في البصرة والتي على مدى عقود لم تنجح الحكومات المحلية التي توالت على المحافظة من حلها وكان ذلك عائد ليس لنقص في الأموال إنما لفساد هذه الحكومات وبحثها عن مقاولات ترقيعية تعود عليهم بربح كبير في فترة زمنية قصيرة. كان يمكن ان توظف هذه الآموال لإكمال المتطلبات الآساسية في بعض المناطق السكنية من خلال تبليط شوارعها وتنفيذ المساحات الخضراء فيها وبناء مدارسها المخطط لها وهناك الكثير من هذه المناطق الذي يعاني سكنتها الآمرين للوصول للشارع العام أيام فصل الشتاء وعلى سبيل المثال لا الحصر منطقة ياسين خريبط. هناك العديد من النواقص المهمة والتي تفتقر لها على سبيل المثال المؤسسات الصحية في المحافظة والمستشفيات التي تعاني نقصا حادا في بعض الآجهزة الطبية وكذلك مؤسسات المحافظة التعليمية وخصوصا التعليم الإبتدائي الذي يتكدس أطفالنا في صفوف غير صحية وخالية من مقاعد الجلوس و السبورات حيث يجلس أطفالنا على الأرض ونحن في القرن الواحد والعشرين وكأننا نعيش في الصومال أو مجاهل أفريقيا...جامعاتنا وكلياتها المختلفه والتي تعاني نقصا شديدا في القاعات الدراسية
ومختبراتها التي تعاني من نقص في أجهزتها العلمية...كان يمكن توظيف هذه المبلغ لكي تعاد الحياة إلى نهر العشار الذي يتذكر البعض كم كان جميلا من خلال ربطه من جديد بشط العرب وتنظيفه وإزالة القاذورات منه ومنع المياه الثقيلة من أن تصب في هذا النهر الحيوي في البصرة وكذلك الحال مع بقية أنهار البصرة وترميم أسيجة جسورها مما ينقذ المحافظة من العديد من الأمراض التي تسببها تلوث هذه الأنهار في قلب محافظة البصرة...كان يمكن الإهتمام بجزيرة السندباد وإعادة الحياة لها حيث تمثل أفضل منطقة سياحية في قلب المحافظة والآن تعاني من الإهمال بعدما كانت عروسه تغفو على ضفاف شط العرب يأمها الكثير من العوائل البصرية في أيام العطل وغيرها...قطاع الكهرباء في البصرة والذي صرفت أو بالأخص نهبت أموال طائلة تحت هذا المسمى ولا تزال لحد يومنا هذا تعاني المحافظة نقصا حادا في الكهرباء نضطر من خلال توظيف هذا النقص بالإستعانه بالجانب الإيراني لسده من خلال إتفاقيات ليست بعيده عن الفساد حتى وصلت مديونية البصرة للجانب الإيراني أكثر من 800 مليون دولار و العجلة مستمره بالتسجيل ويمكن للمحافظة لو توفر الجانب الجاد فيها من توظيف هذه الأمول لبناء محطات إنتاج وتجهيز كهربائية سعة كل واحده منها 150 ميغا واط وبكلفة الواحده 150 مليون دولار وهو سعر عالمي معروف من أفضل شركات صناعة الكهرباء في العالم وكان يمكن أن تضاف بكل سهولة لو توفرت الإرادة الصادقة قدره قدرها 1000 ميغاواط لإنتاج الكهرباء وتخلصنا من الإبتزاز الإيراني وإبتزاز بعض المستفيدين من تعاقدات سيئة بهذا الشكل مع الجانب الإيراني...هناك الكثير والكثير مما تعاني منه المحافظة وينعكس إيجابيا على أبناء محافظة البصرة...ولكن يبدوا إن من يخطط لمحافظة البصرة لم يجد ولم يسمع بهذه النواقص وتصور إن المدينة تعيش حالة من حالات المثالية ولم ينقصها شيئا غير حصران من المصابيح تغلف بعض مرافق المدينة ولا يهم بعد ذلك هل أضافت جمالا أم قبحا للمدينه لأنه مشغول يعد حفنة الدولارات التي كسبها من مناقصه بائسه بهذا المستوى المتدني من الذوق...لكِ الله يا مدينتي كم كنت جميله في زمناً ليس ببعيد وكم اصبحت مكسوره تتألمين من كثرة ما داس ترابك اقدام الغرباء فدمروا كل شيء جميل فيك ولا يزالون ينهشون لحمك الطري حتى هذه الساعة فحولوك إلى خرابه عشعشت الخفافيش المهاجرة في زواياها لتمتص ما تستطيع من دماء مدينه مظلومه.
مقالات اخرى للكاتب