بغداد – على مقربة من أيام قليلة من بدء الجولة الحاسمة والهامة لمنتخب اسود الرافدين المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل 2014، بلقاء حاسم مع المنتخب الياباني المتسلح بالارض والجمهور، يعيش المنتخب حالة من الفوضى والتقاطع يتخوف أن تساهم جميعها في ضياع الفرصة لعبور المرحلة الحالية والأخيرة وصولا للبرازيل.
ويرى مختصون في الشؤون الرياضية العراقية أن المنتخب يعيش حالة من الفوضى لإستكمال جاهزيته لموقعة "سايتاما" في الحادي عشر من أيلول الحالي ضمن الجولة الرابعة من التصفيات القارية الحاسمة لمونديال البرازيل 2014، أذ ليس هناك الكثير من الوقت امام زيكو وتلامذته ليسعفهم في التحضير الامثل لمواجهة المنتخب الياباني، فالفسحة الزمنية باتجاه تلك المباراة المفصلية بدأت تتقلص تدريجيا في الوقت الذي بدأت فيه هواجس القلق تلقي بظلالها على الاجواء بانتظار انجلاء الموقف النهائي لما يمكن ان تشهده الايام الاخيرة من رحلة الاستعداد.
تدريبات أسود الرافدين، في داخل العراق، انطلقت متاخرة وتحديدا يوم الاثنين الماضي تحت اشراف الجهاز الفني المساعد لزيكو المؤلف من شقيقه ايدو ومدرب اللياقة البدنية سانتانا بمعية المساعد العراقي باسل كوركيس ومدرب حراس المرمى عبد الكريم ناعم واضطر اتحاد الكرة الى الغاء المعسكر التدريبي المقرر ان يقام في محافظة السليمانية لضيق الوقت والاكتفاء باجراء التدريبات على استاد الشعب الدولي بالعاصمة بغداد.
ولم يعرف الى الان فيما اذا كان زيكو سيلتحق بمساعديه في بغداد او انه سيغادر مباشرة من البرازيل الى كوريا الجنوبية حيث يقيم الفريق الوطني معسكره التدريبي الذي يستغرق سبعة ايام ويتضمن خوض مباراة تجريبية مع منتخب تايوان تسبق التوجه الى اليابان.
وكان زيكو حضر الى بغداد ومكث فيها يومين فقط اجتمع خلالهما مع رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود وافضى الاجتماع الى حل الاشكالات التي حصلت بين الطرفين في الفترة الاخيرة. كما عقد مؤتمرا صحفيا اعلن فيه عن استمراره في قيادة كتيبة الأسود، غادر بعدها زيكو على عجل الى البرازيل دون ان يجري اية وحدة تدريبية او حتى يلتقي بلاعبيه بشكل اثار استياء الوسط الكروي العراقي وامتعاضه من تصرفات المدرب البرازيلي ذائع الصيت.
اتحاد الكرة نشر لائحة من 27 لاعبا لتمثيل كتيبة الأسود في المرحلة المقبلة من التصفيات المونديالية ستتقلص الى 23 قبل المغادرة الى طوكيو وضمت اللائحة خمسة لاعبين جدد وهم: مدافع الكهرباء المعار لاربيل وليد سالم ومهاجم الشرطة حسام ابراهيم ولاعب الزوراء خلدون ابراهيم الى جانب الثنائي المغترب حيدر داود واسامة رشيد.
كما شهدت التوليفة عودة اللاعبين سامر سعيد وامجد راضي وحارس المرمى جلال حسن الى التشكيلة بعد انقطاع امتد لفترات متفاوتة اختلفت اسبابه، فيما غاب عنها الثلاثي سلام شاكر ومهدي كريم ولؤي صلاح بسبب الاصابة الى جانب عدد اخر من اللاعبين وهم هوار الملا محمد وعماد محمد وعلي صلاح وابراهيم كامل وفريد مجيد وصالح سدير ووليد بحر وحارس المرمى الاحتياطي محمد حميد وجميعهم شاركوا مع الفريق في المناسبات الاخيرة تباعا.
وتضم التشكيلة الجديدة: محمد كاصد ونور صبري وجلال حسن في حراسة المرمى وعلي حسين ارحيمة وباسم عباس وسامال سعيد واحمد ابراهيم وعلي عبد الجبار وحسام كاظم ووليد سالم وعلي بهجت وحيدر داوود في الدفاع ونشات اكرم وكرار جاسم وقصي منير ومثنى خالد واحمد ياسين واسامة رشيد وعباس حسين ارحيمة وخلدون ابراهيم وسامر سعيد في الوسط ويونس محمود ومصطفى كريم وعلاء عبد الزهرة وحمادي احمد وامجد راضي وحسام ابراهيم في الهجوم.
وابرز الوجوه في الدعوة الجديدة اللاعب المغترب اسامة رشيد المحترف بنادي اف سي دينبوش الهولندي والذي سبق له الالتحاق بالمعسكر التدريبي الذي اجراه الفريق الوطني في تركيا قبل الدخول في معمعة التصفيات الحاسمة بيد ان زيكو لم يسمح له بالانخراط في التدريبات بداعي عدم اختياره من قبله، فعاد رشيد وقتها من حيث اتى ليبقى زميله احمد ياسين المحترف في نادي اوربيرو السويدي هو المغترب الوحيد وقتها في صفوف اسود الرافدين.
وكان اتحاد الكرة وضع النقاط على الحروف بشان اللاعبين المغتربين خشية الوقوع في اشكالات تتناقض مع تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم وتم حسم موضوع اسامة رشيد رسميا عن طريق المخاطبات التي جرت مع الفيفا قبل عدة اشهر وافضت في النهاية الى الموافقة على مشاركته مع المنتخب العراقي بعد ان سبق له تمثيل منتخب هولندا تحت سن 17 عاما.
ولاشك بان غياب المدافع الدولي البارز سلام شاكر عن مباراة اليابان بسبب الاصابة يشكل ضربة مؤلمة لاسود الرافدين ستزيد المهمة الدفاعية للفريق الوطني صعوبة لما يمتلكه هذا اللاعب من ثقل كبير في المنطقة الخلفية، وباتت الانظار تتجه نحو بديله المتوقع احمد ابراهيم الذي تالق مع نادي اربيل حامل درع الدوري في الموسم المنتهي، كما قدم اداء رائعا في منافسات بطولة كاس العرب الاخيرة التي استضافتها المملكة العربية السعودية وهو لاعب يتمتع بطول نموذجي وقوة جسمانية جيدة ويجيد تنظيف منطقة الخطر كما يساهم في بناء الهجمات من الخلف وقد اختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري العراقي المنتهي وامامه فرصة كبيرة لاثبات جدارته في موقعة (سايتاما) المرتقبة مع اليابان.
واصبح بحكم المؤكد ان شمل الأسود من محليين ومحترفين ومغتربين لن يلتئم الا في اليابان حيث سيلتحق ثنائي نادي الوكرة القطري يونس محمود وعلي حسين ارحيمة ولاعب النصر الاماراتي نشأت اكرم قادمين من العاصمة الايطالية روما حيث يعسكر فريقيهما هناك فيما يلتحق لاعب نادي عجمان الاماراتي من تركيا بعد انتهاء المعسكر التدريبي للفريق والامر نفسه ينطبق على الثلاثي المغترب احمد ياسين (اوربيرو السويدي) واسامة رشيد (فيردر بريمن الالماني) وحيدر داود (هاليشر الالماني).
وقد تضاربت الاخبار التي تسربت من داخل اروقة اتحاد الكرة حول موعد قدوم المدرب البرازيلي الى بغداد او ذهابه مباشرة الى اليابان والاكتفاء بما يمكن ان يعمله مساعداه وهذا ما جعل الاجواء هنا ملبدة بهواجس القلق خشية الوقوع في مطب مفاجئ قد يعصف بتطلعات الأسود في البقاء داخل دائرة الصراع التنافسي بدلا من التوجه بقوة لمواجهة الكمبيوتر الياباني في واحدة من اكثر المباريات التي يخوضها أسود الرافدين اهمية.
