الى اين يذهب الشعب . هذة دعابة او نكتة تسخر من جبروت وقوة وبطش الدكتاتور فرانكو حاكم اسبانيا المطلق والذي ودع الحياة بحضور مريدية الذين نقلوا له ان الشعب الاسباني يريد توديعة قبل الممات . فقال لهم الى اين يذهب الشعب ..
هذة النكتة اصبحت حقيقة واقعة في الشرق وكان العراق بقيادة السيد الرئيس اول من هجر شعبة بعد هزيمتة بالكويت .. السيد الرئيس اكثر عطفاً من فرانكو وهتلر وموسليني فاصدر عفو تاريخياً عن الشعب .. كل الشعب ؟ فعاد الشعب من الصحاري والجبال والاهوار نادماً تاركاً ممن عبر الحدود تحت رحمة معسكرات تشبة من حيث التوصيف معسكرات الاعتقال النازي في رفحة السعودية . واخرى على الحدود التركية في الوديان تشبه فرار البولندين من الروس والمان في الحرب العالمية .. بينما تمكن البعض ممن لم يثقوا بعفو صدام من الافلات من قبضة الدكتاتورية والالتحاق بالعالم الحر رغم مخاطرها العظيمة .
هذة المعانات ليس وليدة حكم صدام وانما هي استمرار لسيطرة غاشمة تمكنت من العراقيين بالحديد والنار لاكثر من ١٤٠٠ عام . وكان الفرار من العراق يعني الموت بعينة فقد كانت بغداد والبصرة والكوفة مصدر نفوذ وسطوة بين الامصار ومن يهرب من العراق فيحمل رأسه بطشت ويرسل للخليفة او الوالي القرشي مقابل مكافاة اعتاد عليها اهل العراق كما قطع الرؤوس .
هذا البلد العظيم كان ينعم بالرفاهية والاستقرار وموطى قدم واستراحة واقامة للمبدعين والاحرار في العالم ولكن سطوه القرشيين المستبدة طوال تلك القرون جعلت ارض العراق ارض دم وخراب بعد ان كانت ارض سواد وخير .
بلد الانهار الاهوار والجبال والصحاري كان ضيعة لبني قريش وسيف مسلط على رقاب الاحرار . منذ اول قرشي تمكن من اهل العراق والى اليوم يعتقد هولاء الحكام ان العراق بستان للحاكمين ..
فبدلاً من ارض السواد التي نهبها بني قريش الى ارض النفط التي نهبتها الاحزاب . فلم يكن للعراق قيمة لدى قريش لولا سواد ارضة ولم يكن للعراق قيمة للاحزاب لولا سواد نفطة .
فالمجاهدين من قريش لم يفتحون العراق لسواد عينة وانما طمعاً بخيراتة كما حزب البعث والدعوة لم يحكموا العراق حباً فية وانما طمعاً بنفطة وخيرات بلدة .. فحزب الدعوة والبعث لايستطيعان ان يحكما بلد مثل الصومال او السودان او اي بلد غير نفطي .. فكل الحزبين والسائرين على نهجهم هم احزاب نفطية . يقودون البلدان النفطية وليس سواها .
ومثلما خلف بني قريش الدمار والموت . خلفت السلطة الغاشمة للبعث والدعوة نفس مستوى الدمار والتخلف والموت بسبب ثروة النفط .
بني قريش يعتقدون انهم يحكمون بشرع الله رغم جرائم الابادة والسرقة والفاحشة التي ارتكبوها وللان لهم محبين وانصار وفيهم من يترحم على بني قريش الذين حكموا العراق .
حزب البعث والدعوة وبسبب صراعهم الدموي على النفط يعطيهم ميزة انهم احزاب وطنية تحقق العدالة الاجتماعية والتقدم للناس وفق قناعتهم التي لم تحقق اي من امال وطموحات الجماهير . وللان هنالك من يدافع عن حزب البعث والدعوة رغم الفشل الذريع لهذين الحزبين ومارتكباة من اخطاء تاريخية بحق الشعب العراقي .. بل هنالك الكثير ممن يتحمس لصدام والمالكي ويسعى للموت في سبيلهم ويعتبر الطعن بهم جريمة وانهما خط احمر . ولايحملونهم مسؤلية السياسات الخاطئة وسرقة الالوف من المليارات والالوف الالوف من ارواح العراقيين ..
المالكي كما صدام وطني ووطنيتهم فسرت لهم ان النفط هو بستان الرئيس والحاكم كما بني قريش وان النفط من يحقق التقدم والرقي والسلام بينما كان العكس . النفط هو لمزيد من الحروب والفساد والتسلط . كما سواد بني قريش وطمعهم الذي جعل ارض العراق ارض موت ودمار . صدام يحمل الامبريالية والصهيونية والصفوين الفرس المجوس مسؤولية الاخفاق والتحدي والمالكي يحمل الوهابية والصهيونية والعثمانية والعرب الاجلاف الاغلاف من السعودية مسؤولية الاخفاق والتحدي .
الهروب من بني قريش لايختلف عن الهروب من صدام والمالكي .. وان ارض الله الواسعة اصبحت ضيقة بسبب التفائل بمستقبل مشرق ..
وسائل الاتصال والموصلات بين الناس وحدت ابناء البشرية وجعلت من ميركل التي تبتعد عن العرب بمسافة الاميال هي اقرب لهم بمسافة الروح والعقل ف ميركل المسيحية لاشرف الف مرة من خلفاء بني امية والعباس وبني عثمان وال سعود والحكام العرب القدماء والمعاصرين . ميركل نموذج لثقافة واخلاق لاينتمي لها العرب منذ العهود الاولى والى قيام الساعة .
العراقيين وبسبب تراكم السلطة الغاشمة عبر تاريخة ولدت لهم قناعة راسخة بان الهجرة من هذا البلد والفرار منة هي ارادة الشعب بالاجماع لان الحكام لايرحمونهم ان كانو ملوك او رؤوساء . اسلاميين او علمانيين .. هذا الشعب معبى بعقيدة ان من يحكمنا لايرحمنا . فليس لنا سوى الفرار والهجرة في ارض الله الواسعة وتجربة ١٤٠٠ سنة كفيلة بهروب كل الشعب .
وان الاقرار بوطن قومي للعراقيين في المهجر يضمن لهم السلام والحرية والكرامة بدلاً من اليأس واللعنة المستديمة على اهل العراق فيما يسلطه الله علينا .
ان تنظر الدول الحرة والديمقراطية والامم المتحدة بعين العطف على اختيار مساحة من الارض تكون خالية من السكان وتفضل ان تكون في استراليا او كندا او امريكا او اي بلد يسع العراقيين المهاجرين في ادارة انفسهم وباشراف ابناء الدول الراقية والمتقدمة وان يتم اعداد وتهيئة هولاء السكان على خدمة انفسهم وفق تشرعيات وضعية تحترم حقوق الانسان والابداع هو كفيل بانتهاء النحس الذي لازم العراقين لاكثر من ١٤٠٠ عام واعلان بداية تشبه بداية عيش الاوربيين المهاجرين في امريكا . ان هذة الانتقالة سوف تكون تاريخية كما الامريكان المهاجرين ..
وان يترك خيار الرفاق المناضلين والحجاج المجاهدين وكافة الثوار والمسلحين واصحاب العقائد الدينية والمذهبية والقومية وبقايا قريش من البقاء في العراق ولهم كافة حقوق الجهاد والنضال وباستخدام كافة الاسلحة المتيسرة والمدعومة لهم من الخارج على ان لاتشملهم الامم المتحدة والدول الراعية للهجرة بالدخول الى ارضيها والاندماج مع المهاجريين المظلوميين خشية ان ينتقل العنف والدمار والخوف للهاربين من جحيم العراق من هؤلاء .
ان العالم مطالب باتخاذ قرار يشبه قرار السيدة ميركل بقبول العراقيين في المانيا وان اشهر وايام معدودة كفيلة بان يغادر الشعب العراقي ارض السواد تاركاً لابناء قريش والرفاق والحجاج والمناضلين والمجاهدين طيب الاقامة في عراق تعددت به الاعراق والاديان والمذاهب والعشائر والاحزاب ولم يعد وطن الرافدين بلد العراقيين لان فية من القتال والقتل اهون بما فية من فساد واهمال وضياع ما لا ينتهي الا بصعود طائرة او باخرة او عبارة او سيارة او ركوب جمل او السير على القدم .. والي مضيع وطن بس يطلع خارج العراق يلكاة يلكاة ..
مقالات اخرى للكاتب