لم تفاجئني اعترافات العبيدي (وزير الدفاع) ولم تفاجئني ردة فعل النواب (الذين لا احترمهم بأجمعهم 328 لص)، ولم تفاجئني التغطية الاعلامية (الخجولة) لهذا الامر.
الذي يثير دهشتي ويفاجئني على الدوام (نوم) الشعب وسكوته، فأن مفهوم (اني شعليه) أي (الامر لا يعنيني) هو من الصفات التي لازم اغلب مكونات الشعب العراقي وللاسف الشديد، بالرغم ان الحيف والظلم وصل الى درجة لا يمكن السكوت عنها ، في قوت العائلة ومصروفها الشهري ... غير ان مبدأ عدم المبالاة و (الخوف) لا زال هو المسيطر على اعم الشعب العراقي.فمن خلال متابعة الاحداث المتلاحقة ، اتضح لي وما لا يقبل الشك فيه ، ان الطبقة المتسلطة على الحكم الان في العراق تعامل الشعب بعدم احترام ، و (قشمرة) ، اقسم عليك بالله يا ايها القارئ ما معنى تطبيق قرار الفردي والزوجي وبتوجيه من الامانة العامة لمجلس الوزراء وبعد يوم يصدر رئيس الوزراء قرار بايقاف العمل به وفتح تحقيق بمن اقره، اين يعمل رئيس الوزراء واين تعمل الامانة العامة واين تعمل مديرية المرور العامة ....... هل هذا حكم دولة ، هذا الامر البسيط يكشف عن هشاشة الدولة ، ويدل على عدم وجود دولة بل عن وجود مجموعة من العصابات تحكم البلد.
اليس من المعيب ان يكون الشعب العراقي ذو التاريخ الطويل والعمر الذي يمتد الى جذور نشأة البشرية خانع وتخيم عليه مظلة السكوت عن الظلم، يا سيدي كنت تحتج بعدم خروجك على صدام من ان صدام سيقتل اطفالك ويسبي نساءك، الان الوضع مختلف (الى حد ما)، فلماذا لا تخرج وتعبر عن ما في داخلك، لماذا هذا السكوت، هل تنتظر من الاخرين الخروج والتضحية لكي تقطف ثمار تضحياتهم وتطبق المثل القائل (بروس الزواج)، نعم والظاهر هو هذا التحليل الصحيح.
من الذي خرج بالتظاهرات ولا زال يخرج، ذوي الدخل المحدود ، الفقراء ، المعدمين ، الذين لا يمتلكون قوت يومهم، اما ذوي البيوت الفارهة ، او الذين يعملون او ذويهم يعملون في مؤسسات الدولة (رواتبهم تفوق 3 مليون بالشهر) فهو لا يهتم بالتظاهرات، الاهم لديه راتبه اخر الشهر ومؤمن على اهله، وفي كلتا الحالات هو الفائز، اذا بقيت الحكومة ، فراتبه ابو 3 ملايين باقي، واذا رحلت ألحكومة فيكون من ذوي الجهاد والنضال، وكما شاهدناهم ، فمجرد سقوط النظام البعثي ، الجميع اصبح معارض ومجاهد ... يعني منو اللي كان يناصر نظام صدام ابن الهور لو ابن العمارة .....
على هذا المنوال ، ومع استمرار هذا الحال، فلا احسب ان هناك أي امل في الافق ، ما لم ينظر الشعب العراقي بشكل عام الى الخطر المحدق بالوطن والاجيال القادمة، فان السياسي بغض النظر عن الاتجاه الذي يمثله هدفه هو ملئة جعبته من الاموال، ومن رجال الدين (الادعياء) همهم الاساسي هو تسخير الدين للضحك على السذج.
العام المقبل سوف تكون انتخابات ولعمري لا اضن ان الوضع سيتغير ... وكم اتمنى ان اكون مخطئ .
مقالات اخرى للكاتب