بالامس وافق البرلمان التركي على منح حكومة الرئيس التركي اردوغان تفويضا وصلاحية التدخل العسكري في العراق وسوريا ...اي الاشتراك بالحرب ..
وقد اعلن اردوغان وبصراحة وتحت ذريعة القضاء على الارهاب الداعشي انه سيعمل على اسقاط نظام بشار الاسد الارهابي والذي عجز هو وحلفاءه من اسقاطه بالحرب الاهلية طيلة اكثر من ثلاث سنوات احرقوا فيها الاخضر واليابس وحصار كافر وخانق بل وقاتل ...
وكلنا يعلم ان الفتنة الطائفية المشتعلة في سوريا اججت هي بدعم تركي عربي امريكي اسرائيلي ...وكانت ولا زالت تركيا ومنذ اكثر من ثلاثة سنوات هي المنفذ الرئيسي لدخول المتطوعين والاسلحة والملاذ الامن لما يسمونهم المعارضة السورية الاسلامية المعتدلة !!!!!!وللاسف باموال عربية سعودية قطرية خليجية ..وهذا موضوع اصبح جلي وواضح للاعمى والبصير ...
وهنا يكفيني الاشارة الى احتضان تركيا لقيادات الاخوان المسلمين التي تستنزف وتمزق الشعب المصري البطل بالقتل والتخريب والفوضى ...بحجة الشرعية والديمقراطية ..
اما الهدف الثاني الذي لم يعلنه اردوغان فهو الوقوف بوجه طموحات الشعب الكردي في سوريا وتركيا الذين يطمحون لتقليد تجربة الاكراد في العراق في التمتع بحقوقهم القومية المشروعة ..فالرجل ونظامه فمواقفه معروفة تجاه حزب العمال الكردستاني التركي ...كما ان موقفه تجاه اكراد سوريا الذين هربوا قبل ايام بجلودهم خوفا ورعبا من هجوم داعش ...نجده يمنع البعض من عبور الحدود بمختلف الوسائل بما فيها القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه ...كما منع من حاول وفضل الرجوع الى دياره والعودة الى مدينة عين العرب او قراها ...
والادهى من ذلك منع المتطوعين الاكراد الاتراك الذين حاولوا نجدة اخوانهم الاكراد السوريين الصامدين بوجه هجمات داعش ...اي مثل ما يكول المثل الشعبي العراقي ( لارحمك ولا اخلي رحمة ربك تنزل عليك )
اما الهدف الثالث لاردوغان وحزبه ...فهو تعصب طائفي بامتياز ...فالرجل احتضن الكثير من المؤتمرات الطائفية التحريضية لمذهب معين بذاته ولاسيما فيما يتعلق بالفتنة الطائفية في العراق وله باع طويل في هذا الميدان (واربأ بنفسي من الخوض او النقاش فيه لانني مبدأيا وتربويا أكره كل مايمت للطائفية واحتقر كل طائفي لانني اعتقد ان الطائفية سرطان يصيب الشعوب وللاسف الامة الاسلامية غير محصنة ولاتوجد عندها مناعة ضد هذا المرض القاتل ) ...
وانا اعتقد ان الصراع المذهبي والتاريخي بين الامبراطوريتين العثمانية والفارسية سيتجدد في عهد هذا الرجل الاردوغاني العثماني سواء بقصد او غير قصد ...وثقوا بالله ان الشعب التركي الشقيق والمظلوم كشعب العراق سيدفع الثمن كبقية شعوب المنطقة فالرجل وضع نصب عينيه اضعاف العراق وامتصاص خيراته وثرواته وتمزيق لحمة شعبه ...وما مواقفه الانتهازية الاستغلاليه تجاه اقليم كردستان وتوسيع الهوة مع الحكومة المركزية ...لخير دليل على ذلك ..اما نواياه تجاه الشعب السوري والمصري فهي غير خافية على احد ...
قبل خمسة واربعين سنة زرت تركيا سائحا وهالني ما لمسته من مشاعر الكراهية للعرب في الشارع وفي السوق وفي كل مكان ... وعندما سالت عن سبب هذه الكراهية والحقد على العرب ..اخبروني ... ان الاتراك يعتقدون ان العرب هم سبب ماساة الاتراك و انهيار الامبرطورية العثمانية في الحرب العالمية على يد الشريف حسين لن علي ...
فتصورا ...ان رجلا وسياسي مثل اردوغان يحلم باعادة امجاد السلطنة العثثمانية وبعد ان فشل هو ومن سبقه بالانضمام للاتحاد الاوربي ؟؟؟سيرحم العرب او الاكراد ؟؟؟واقولها بصراحة ان الاتراك يشعرون بعقدة النقص ..وللاسف الامة العربية خانعة فاشلة وضعيفة مما شجع الاخرين للطمع في السيطرة على اقطارها وامتصاص خيراتها كما فعل العثمانيون سابقا ولمدة 500 سنة ..فهل سينجح اردوغان تحت شعارات الحرب الطائفية المقدسة باعادة كتابة التاريخ الاسلامي وبمساعدة داعش ؟؟؟وهل سيتنازل الخليفة ابو بكر البغدادي لاردوغان عن الخلافة ؟؟؟ وهل ستتركه الولايات المتحدة او اسرائيل بتحقيق حلمه ..؟؟ انا لاا علم ولكن الله يعلم الغيب ..
الشيء الوحيد الذي لا اشك فيه ...ان الصراع سيأخذ ابعاد طائفية دراماتيكية مؤلمة ومن بعدها ابعاد دولية بين معسكرين طائفيين احدهما تقوده تركيا والسعودية واخر ايران والعراق ..وتصوروا عندها سيول الدم التي ستجري ..ولن تقف الحرب عند حدود العراق وسوريا وانما النار ستلتهم اولا وستبدأ لبنان ولن تقف عند حدود السعودية وتركيا وايران (كما يحلم قادة هذه الدول وانما سيحرقون شعوبهم )... هذا ظني وحدسي واتمنى ان اكون مخطئا ) وانا ادعوا الباري عز وجل ان يجعلها بردا وسلاما على فقراء امة العرب والمسلمين جميعا وبدون استثناء ..
وفي الختام لدي سؤال بسيط من المستفيد من هذه الفتنة الملعونة والحرب القذرة ؟؟ هل الشعب العراقي او السوري او التركي او الامة العربية او الامة الاسلامية ؟؟؟ ثقوا بالله كلهم خاسرون ...
والله وكيلكم والنبي كفيلكم ...المستفيد الوحيد من هذه الحرب القذرة هم اولا تجار الحروب في الولايات المتحدة الامريكية والغرب الاستعماري وشركات النفط والسلاح وابنتهم المدلله اسرائيل ...وعملاءهم الخونة والمرتزقة في المنطقة..
الا لعنة الله على الطائفية والطائفيين وتحت اية راية يقاتلون ...ولاسيما الذين كانوا يرفعون شعارات الوحدة العربية والقومية العربية ويضحكون على الناس ...وبعد السقوط تحولوا بجرة قلم الى انصار للطائفية الملعونة ودعاة لتقسيم الكيانات العربية والتي سبق وان قسمها الملعونان سايكس وبيكو ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا
مقالات اخرى للكاتب