منقول _ صحيفة العالم
اكد خبير اقتصادي متابع لفعالية الدورة الحالية من معرض بغداد الدولي لـ”العالم” امس، بان شركات مشاركة دفعت رشاوى للحصول على موقع عرض لها، بالإضافة الى وجود شركات وهمية تحت اسماء اجنبية، منبها الى ان المبالغ التي اخذت من الشركات المشاركة هي مبالغ كبيرة جدا.
وفيما أبدى مواطنون استياءهم من سوء الخدمات داخل المعرض وتكدس النفايات في الحاويات المنتشرة داخله، استغربوا من غياب التنظيم الذي يتناسب وحجم المشاركة الكبيرة في الدورة الحالية منه.
وفي الوقت الذي كشف مجلس محافظة بغداد من ان تخصيصات تطوير معرض بغداد الدولي تكفي لبناء 3 معارض في دبي، حمل شركة المعارض التابعة لوزارة التجارة مسؤولية تردي الخدمات وتراكم النفايات داخل المعرض.
بدورها، القت شركة المعارض التابعة لوزارة التجارة المسؤولية على عاتق بعض المواطنين الزائرين الذين لم يلتزموا بالمحافظة على المعرض وقيامهم برمي النفايات في غير الأماكن المخصصة لها، معترفة في الوقت نفسه بانها تفاجأت من عدد الزائرين للمعرض الذي يفوق السيطرة عليه.
وافتتحت الحكومة العراقية الخميس الماضي اعمال الدورة 39 لمعرض بغداد الدولي بمشاركة نحو الف شركة من 20 دولة.
وفي مقابلة مع «العالم» امس السبت، ذكرت سلام سميسم، الخبيرة الاقتصادية، انها واثناء زيارتها للمعرض ضمن وفد رسمي، «تاكدت بان ثمة متاجرات حصلت بالنسبة للمواقع التي حجزت من قبل الشركات»، مشيرة الى ان «احد ممثلي المصارف المشاركة في المعرض ذكر لي بانه لم يحصل على موقعه، الا بعد ان دفع رشوة مالية وامتيازات اخرى».
واضافت سميسم ان «هناك بعض المساحات للخديعة، والدجل والنصب على العراقيين من خلال بعض الشركات الوهمية، فقد رأيت شخصا عراقيا ممثلا لشركة في البوسنة وهذا يبعث الريبة»، مؤكدة ان «المبالغ التي جبيت من المواقع المخصصة لكل شركة هي مبالغ عالية جدا».
وعلقت على الاجنحة الكبيرة التي خصصت لبعض الوزارات العراقية، بالقول «اول مرة اعرف ان لدينا هذا العدد الكبير من الشركات التابعة لوزارة الزراعة، واذا كان هذا العدد موجودا فلماذا هناك من لا يجد قوت يومه، فوزارة الزراعة اخذت جناحا كبيرا ووزارة الموارد المائية كذلك».
وتابعت «انا اشك بان هذه الاقسام فاعلة، او انها تحقق عقودا مع جهات اخرى لغرض الاستفادة من منتوجاتها العراقية، بل انها للاستعراض فقط، ولا تأتي بالجدوى، وهي باب من ابواب الفساد وبعثرة الاموال».
واردفت «مجلس محافظة بغداد لديه جناح خاص، وعندما تجولت فيه وجدته معرضا للشركات الاستثمارية المتعاونة مع المجلس، وليس عرضا لانجازاته، وهذا لا يجوز».
وتعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في حفل افتتاح معرض بغداد الدولي بضمان سلامة عمل الشركات ورؤوس الاموال المستثمرة في البلاد من اي تقلب مستقبلي.
وعد وزير التجارة خير الله بابكر العلاقات الاقتصادية العصب الاساس للتواصل، وايجاد المناخ الملائم لتنفيذ الخطط الاستثمارية الوطنية.
وذكر محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق خلال حفل الافتتاح أن المحافظة قامت بتشييد وتاهيل عشرات البنايات وقاعات العرض وملحقاتهما الخدمية، معلنا عن افتتاح اكبر قاعة عرض في العراق وبمساحة تتجاوز ملعبي كرة قدم.
ورصدت “العالم” اثناء زيارتها لمعرض بغداد الدولي، في اليوم الثاني من افتتاحه (الجمعة)، ترد واضح في الخدمات البلدية، وتراكم للنفايات في بعض اروقته وقاعاته، كما سجلت استياء واسعا بين المواطنين الذين ابدوا استغرابهم من قلة عمال التنظيف، بالرغم من الاقبال الجماهيري الواسع على المعرض، ما أدى الى امتلاء غالبية الحاويات بمخلفات الاطعمة والاشربة، بالاضافة الى انتشار الاتربة في شوارع المعرض وارصفته.
واظهر مواطنون زائرون للمعرض استغرابهم من اصرار الجهات المسؤولة المنفذة لمشروع تاهيل معرض بغداد الدولي على اعتماد الالواح المعدنية المعروفة باسم (الكوبوند) التي غلفت الغالبية العظمى من واجهات القاعات الرئيسة داخل المعرض، متسائلين عن سبب عدم دعوة كبار المعماريين العراقيين او الاجانب لتنفيذ المعرض بشكل يتناسب ومكانة العراق وتاريخه وثقافته، لا ان يصار الى تنفيذه بطريقة تقترب من واجاهات مطاعم الاكلات السريعة.
كما لاحظت “العالم” ايضا غياب مواعيد الافتتاح والاغلاق من على بوسترات المعرض، ما ادى الى تجمع مئات الناس امام بوابة المعرض بعد الساعة 5 والنصف مساء، وكاد ان يتحول التجمع الى اقتحام لبوابة المعرض بسبب امتناع الاجهزة الامنية المسؤولة عن السماح للمواطنين بالدخول، مطالبينهم بالعودة في اليوم الثاني.
من جهته، اوضح غالب الزاملي، عضو لجنة الخدمات في مجلس محافظة بغداد، بان “تخصيصات مجلس محافظة بغداد لتأهيل معرض بغداد الدولي تجاوزت 90 مليار دينار، وهذا المبلغ يبني لنا 3 معارض في دبي، كما انها تكفي لبناء 90 مدرسة في بغداد”، معترفا “بقلة الخدمات المقدمة داخل المعرض”.
وحمل الزاملي في لقاء مع “العالم” امس، “شركة المعارض التابعة لوزارة التجارة المسؤولية الكاملة لسوء الخدمات في المعرض، لانها هي من تتحمل عمليات النظافة”، منوها “قدمنا لها اكثر من الذي تحتاجه، فأين دورهم في هذا الجانب اذا كانت كل هذه التسهيلات التي قدمت لها وهي لم تقم بمسؤوليتها”.
وخلص الزاملي قائلا “عندما دخلنا المعرض وجدنا قسما من الصحيات غير مكتملة، وهناك قلة في الماء، والذي يدخل الى المعرض يحتاج الى الخدمات، وكافتريا ونظافة، وبالتالي شركة المعارض قصرت في هذا الجانب”.
من طرفه، اعتبر باسم صدام، نائب مدير المعارض في وزارة التجارة، بانه “يقع جزء من نظافة المكان على عاتق المواطن، ونحن نلاحظ ان المواطن وهو يسير يرمي قنينة الماء الفارغة على الارض، ووجدنا طفلا يسبح في احدى النافورات، فضلا عن العوائل التي تجلس للطعام في الحدائق مخلفة النفايات وراءها”، لافتا “كنت في احدى الكافتريات وقال لي صاحبها ان لديه 10 عمال نظافة يملؤون كابسة من النفايات كل ساعة، وعدد الزائرين فوق طاقة السيطرة عليه، لأننا كنا نتوقع 100 الف زائر، لكنا تفاجأنا بتوافد مليون شخص حتى الآن”.