أصبح شيء عادي عندي أن أتلقى دعوات لا تعد ولا تحصى من جهات ترفع شعار "مؤسسات مجتمع مدني" تدعي و الله أعلم بأنها مختصة بالشأن الثقافي و الأدبي في العراق، و تصلني أما عبر بريدي الإلكتروني أو عبر صفحتي المتواضعة على موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك" .
هذه الدعوات أما لحضور نشاط معين أو لإغرائي للانضمام لهذه المؤسسة ، و أنا بصراحة لا تغريني الجهات فأنا أؤمن بأن الثقافة و الأدب حق للجميع ولا يجب أن توضع في أربع حيطان و لهذا لست منضم حتى هذه اللحظة لاتحاد الأدباء و الكتاب بشقيه ، ولا لنقابة الصحفيين بشقيها أيضا رغم أنني أمارس الكتابة بأنواعها منذ عام 97 .
أنني أدعو أخواني المثقفين و الأدباء و الإعلاميين لمحاربة هذه الجهات ، و تعريتها أمام الرأي العام فما تقوم به يدعو للاشمئزاز فلقد نجحوا نجاح باهر بجعل الثقافة و الأدب تجارة مربحة .
ندوات و مهرجانات وهمية يقومون بها بين فترة و أخرى و يدعون لها الناس ولا يحضر لها أحد ، يتقاسمون المناصب فيما بينهم هذا مدير و هذا ناطق إعلامي و هذا مسئول النشاطات المهم أن يحصل الجميع على مسمى " فخم " في النهاية .
يغرون الآخرين بإطلاق التسميات عليهم كباحث أو كناقد أو كإعلامي أو شاعر أو قاص أو أي تسمية أخرى هو يرغب و يطمح له المهم أن يجلبوا أكبر عدد من الأعضاء لكي ينجح مشروعهم "التجاري".
يقومون بإرسال الدعوات لنشطتاهم ، و ""إذا "" لبى دعوتهم شخصية متميزة و أنا أركز على كلمة "" إذا"" فأنهم يهجمون عليه كالذباب ، و يطلبون منه طلبات كثيرة و يلتقطون عشرات الصور معه و يصنعون فقاعة إعلامية و يلصقون بالشخصية المتميزة تصريحات و أقوال ما أنزل الله بها من سلطان لتصب في مصلحة رموز هذه المؤسسة التعيسة.
نجد حاليا أن وسائل النصب و الاحتيال تطورت عند هذه الجهات ، فباتت توزع شهادات شكر و تقدير و دروع تميز فهي لا تكلف شيء فقط ورق مقوى و شعار جميل و توقيع و ترضى بعض السذج الذين يحبون التباهي بهذه الشهادة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، أو أن يطلق على هذا و ذاك "سفير للنوايا الحسنة "و لقد أرسلت لي رسالة منذ شهر تمنحني هذه ""الصفة"" و أرسلتها لمكانها المطلوب وهي سلة النفايات .