تحية طيّبة .. وبعد
أود أن أعرب عن أسفي لما لحق بالمؤسسة التربوية من خلل على كافة المستويات .. المنهجية والتربوية والتعليمية ، وٍذلك بسبب الظروف السابقة والظروف الراهنة التي مر بها وطننا العزيز .
فقد دأبت وزارة التربية على طبع مناهج مدرسية بملايين الدولارات ، ذات أخطاء إملائية ونحوية ولغوية وعلمية ، امتلأت بالزخارف والنقوش ، ولم تراعِ أيّةُ جهةٍ مسؤولة .. لا المديرية العامة للمناهج والكتب المدرسية ولا المديرية العامة للتعليم العام ولا المديرية العامة للإشراف التربوي في وزارة التربية أيَّ تدقيق وتفحص و متابعة لهذه الحالات السلبية الخطرة على نشأة الجيل .
سيّما وأنها معلومات عابرة إلى المراحل اللاحقة ، والتي سيفاجأ الطالب فيها عندما يطّلع عليها في دراسته الجامعية الأولية ، ما يجعله غير واثق من مجمل البرامج التعليمية والمناهج الدراسية التي تلقاها في حياته الدراسية من المرحلة الابتدائية حتى انتهاء المرحلتين المتوسطة والإعدادية .
أتمنى على الأخوة المشرفين التربويين مراعاة ذلك ، ورفع التقارير المتعلقة بهذا الخلل .. أينما وجد.
كما أهيب بإدارات المدارس والثانويات العراقية أن تتابع بجدية وحرص طرائق التدريس الصَّفي والمختبري ، وفقاً للأسس العلمية والمعايير العالمية لمنظمة الثقافة والتربية والعلوم الدولية . إذ أنه من الملاحظ على الكثير من المعلمين والمدرّسين ، لجوؤهم إلى أسلوب الحرق السريع للمنهج الدراسي ، لأجل السبق وإنهاء الخطة .. دون أيّة مراعاة لمدى استيعاب التلميذ أو الطالب لهذه المادة أو تلك .
كما لوحظ في الكثير من المدارس والثانويات العراقية انخراط معلمين ومدرّسين بأعمال ومهن في السوق التجارية خلافاً للضوابط والتعليمات التي تحظر على الموظف الحكومي مزاولة الأعمال الحُرّة .. ما يجعلهم يستعجلون في إلقاء المادة الدراسية لأجل الانصراف إلى هذه الأعمال الجانبية الأخرى على حساب التلميذ والطالب ، والتي هي من مخلّفات النظام المباد ، الذي أفقر المعلمين والمدرّسين ، ما جعل هذا المرض يستشري إلى يومنا هذا ، وهم يتقاضون الرواتب المليونية في الأعم الأغلب .
ونلاحظ أيضاً ؛ انتشار ظاهرة الملازم والتدريس الخصوصي ومراكز الدورات المفتوحة المتزامنة مع الموسم الدراسي ، وبتكاليف ترهق دخل ذوي التلاميذ والطلبة ، ناهيك عن أنها وسيلة من وسائل إفساد أداء المعلم أو المدرّس ، لأجل اضطرار تلاميذنا وطلبتنا الأعزاء إلى اللجوء لوسيلة بديلة عن سوء الأداء في مدارسنا و ثانوياتنا لهذا الغرض .
كما أنَّ من الملاحظ على بعض المعلمين والمدرّسين تصرفات مهزوزة لا تليق بشخصيته التربوية ورسالته التعليمية في خلق جيل محصّن بالأخلاق التربوية الفاضلة والمعارف القويمة ، ومنها استخدام الألفاظ النابية .
وأخيراً وليس آخراً ؛ علينا أن لا نعذر المديرية العامة للإرشاد التربوي .. حيث نلاحظ الإهمال الواضح لبعض المرشدين التربويين في متابعة سلوك التلاميذ والطلبة ، الذي وصل عنفه في بعض مدارس الجمهورية إلى الطعن بالسكاكين .
هذا وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام ؛؛؛
مقالات اخرى للكاتب